الأهم من ( العد والفرز اليدوي).. !

عودة عمليات الخطف والاغتيال في كركوك وغربي الانبار تنبئ باستعداد عصابات تنظيم داعش لممارسة الاجرام من جديد بحق الشعب العراقي ومن خلال التجارب السابقة في محاربة فلول التنظيمات الارهابية تأكد للمعنيين بالشأن الامني بان الاختلافات والتوترات السياسية في البلاد تمثل اجواء مثالية لاستعادة زمام المبادرة من قبل هذه التنظيمات وتأتي تصريحات قائد القوات الخاصة في التحالف الدولي جيمس جاراد التي حذر فيها من امكانية عودة التنظيم الى بعض المحافظات العراقية لتتفق تماما مع التحذيرات التي اطلقها عدد من المسؤولين في العراق على الرغم من اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي بشكل رسمي انتهاء الحرب على داعش والسيطرة على الحدود العراقية السورية ومن المهم جدا الوقوف بتنبه امام ماقاله جاراد حينما اشار الى ان التنظيم يحتفظ بقيادات وملاك رفيع ويتمتع باحتياطات مالية كبيرة والة دعائية نشطة وكلها مكونات رئيسة لاعادة اطلاق التمرد حسب وصفه وهنا لابد ان يعي قادة العراق بشتى عناوينهم المخاطر الجسيمة التي يمكن ان تحيط بالبلاد اذا مااستمر هذا السجال السياسي وهذا الاختلاف العميق في التعاطي مع ملف الانتخابات الذي يكاد يطيح بكل ماحققه العراق من نجاحات في ملف الحرب على الارهاب ويهدد بالعودة مجددا الى الاوضاع الخطيرة التي سبقت احتلال التنظيم الارهابي لمحافظات ومدن عراقية وفي الوقت نفسه فان اختطاف عدد من ابناء محافظة كربلاء والانبار على طريق كركوك يشكل هو ايضا جرس انذار يقرع من جديد بين مختلف الاطراف العراقية المتنازعة يحذرهم بشكل عملي ويبعث لهم برسالة مضمونها ان الارهاب مايزال هنا يتربص بكم وقادر على الضرب في المكان والزمان الذي يختاره ومن المؤسف ان تمر عملية الاختطاف هذه مرور الكرام على المسؤولين وان تتغافل جهات سياسية واعلامية في تسليط الضوء عليها وتنشغل بهموم ومصالح حزبية ضيقة من دون ان يكون هناك تعاطف حقيقي مع مناشدات ونداءات ذوي المخطوفين الذين اظهرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي فلذات اكبادهم وهم يتوسلون من اجل انقاذ آبائهم والاكثر حزنا هو الصمت الحكومي والرسمي وعدم التطرق من قريب او بعيد عن عملية الخطف والانشغال باخبار التحالفات الحزبية واخبار العد والفرز اليدوي مما يؤشر الى ضحالة وسخافة الاداء والاستهانة بارواح العراقيين .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة