عقوبة سعودية لألمانيا جرّاء سياستها الخارجية في الشرق الأوسط

الاتفاق النووي أحد الأسباب
الصباح الجديد – متابعة:

استثنت المملكة العربية السعودية الشركات الالمانية من العقود الحكومية في عقاب لبرلين على مواقفها المناهضة لسياسة الرياض في الشرق الاوسط.
وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر أمرا بعدم إرساء أية عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن، في دلالة على استمرار حالة الغضب من سياسة برلين الخارجية في الشرق الأوسط.
واشارت الى ان هذا القرار سيلحق الضرر على الأرجح بشركات كبرى مثل سيمنس وباير وبورينغر إنغلهايم وكذلك دايملر لصناعة السيارات.
وتوترت العلاقات بين ألمانيا والسعودية جراء مواقف الأولى من احداث الشرق الاوسط، وفي العام الماضي استدعت المملكة سفيرها في ألمانيا للتشاور بعد تصريحات لوزير الخارجية الألمانية آنذاك زيغمار غابرييل عن الأزمة السياسية في لبنان ودور السعودية فيها.
والسعودية شريك تجاري كبير لألمانيا، اذ استوردت منها في العام الماضي ما قيمته 6.6 مليار يورو (7.7 مليار دولار)، وفقا لمكتب الإحصاءات الألماني.
وفازت شركة سيمنس العام الماضي بطلبية قيمتها نحو 400 مليون دولار لتسليم خمسة تورباينات غاز لمحطة مزدوجة لإنتاج الكهرباء والبخار يجري تشييدها في المملكة.
وبعد فترة قصيرة، حصلت دايملر على طلبية من الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) لشراء 600 حافلة من طراز مرسيدس-بنز سيتارو.
وقال رجل أعمال ألماني بارز في السعودية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة انباء “رويترز” امس الجمعة، إن قطاع الرعاية الصحية على وجه الخصوص يمارس حاليا مزيدا من التدقيق حين يتقدم بطلب للمشاركة في عطاءات سعودية.
وأضاف “هم يسألون: من أين ستأتي المنتجات؟ هل هي مصنعة في ألمانيا؟ هل لديكم مواقع تصنيع أخرى؟ وبمجرد أن يكون هذا ألماني الصنع، فإنهم يرفضون أي طلبات ألمانية لتقديم عطاءات”.
وقالت الوكالة إن باير وبورينغر وسيمنس أمتنعت عن التعقيب على تقرير “دير شبيغل”، فيما قالت دايملر إنها لا تؤكد التقرير وإن أعمالها مستمرة. كما لم يرد مكتب إعلامي تابع للحكومة السعودية على طلب الوكالة بالتعليق على التقرير.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الالمانية للأنباء قد ذكرت في آذار المنصرم أن هيئات حكومية أُبلغت بعدم تجديد بعض العقود غير الضرورية مع شركات ألمانية.
وفي ذلك الوقت، نقلت “بلومبرغ” عن مصادر قولها إن تفويضات لدويتشه بنك في المملكة من بين الأنشطة المعرضة للخطر، بما في ذلك دور محتمل في الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية، الذي قد يكون أكبر بيع لأسهم على الإطلاق.
ومن بين اسباب الغضب السعودي، حسب “دير شبيغل”، موقف ألمانيا من الاتفاق النووي مع إيران، والذي قال عنه وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس بعد أن أجرى مشاورات مكثفة مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي الثلاثاء الماضي، “إننا في ألمانيا، وأيضا في أوروبا، مصممون على المساهمة بشكل فعال للحفاظ على الاتفاق النووي مع العمل في نفس الوقت على ترويض طهران”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة