لاكثر من دورة انتخابية تم تشكيل الحكومة على وفق اليات وسياقات جرى التوافق عليها من قبل الاحزاب والكتل السياسية بعيدا عن تطلعات الرأي العام وبقيت (الصفقات ) و( الاتفاقات ) في ادراج الغرف المظلمة واحيطت بالسرية ولم يفصح عن مضامينها الا بعد مرور شهور او سنوات احيانا.. ولربما تعدت هذه السرية وهذا الكتمان الدوائر الحزبية والفئوية في الداخل وعلمت بها انظمة سياسية خارجية واحيط بها علما مسؤولون في دول الجوار ودول اخرى ارتبطت بمصالح خاصة مع هذه الاحزاب من دون ان يكون لعامة الشعب العراقي اية دراية او معرفة بما دار او يدور داخل هذه الغرف المظلمة سيئة الصيت وخلال اربع حكومات لم يجن الشعب العراقي من هذه الصفقات ثمرا طيبا بل حصد الخراب والفتات وكانت اموال الدولة العامة عرضة للنهب والسرقة والاحتيال وبقيت مكامن ثرواته الطبيعية تحت طائلة الاجتهاد في مشاريع الاستثمار وطال العبث بالكثير منها وتم التفريط بارباح كبيرة جناها المستثمرون ومن ارتبطوا معهم بصفقات مريبة كشفت عنها بعد حين ملفات فساد كبيرة ماتزال الاجهزة الرقابية تطالب بالتحقيق فيها وملاحقة المتورطين بها وكان من المأمول ان تؤتي المطالبات الكثيرة بالاصلاح والاحتجات والتظاهرات والاعتصامات والمطالبات باعادة ترتيب بناء وتشكيل المؤسسات بما يوقف هذا الهدر الكبير وبما يضع حدا لمظاهر الفساد ان تؤتي أوكلها في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة وبما يعيد للشعب العراقي الامل بمغادرة اقطاب السلطة السياسية لتلك الممارسات السيئة وان يتم ابعاد مريديها عن دوائر المباحثات في تشكيل الحكومة لكن المحزن والمخيف ان يعاود مثل هؤلاء حضورهم مجددا وان نسمع ونرى من خلال وسائل الاعلام المختلفة تصريحات لممثلي احزاب وكيانات بعد كل اجتماع تداولي وبعد كل مشاورات تتحدث عن ترتيب صفقات ومقايضات من اجل تشكيل الكتلة الاكبر ومن ثم تشكيل الحكومة على وفق هذه الاتفاقات التي يجري نسجها في الظلام من دون ان يطلع عليها ابناء الشعب العراقي مما ينذر ببقاء منظومة الفشل والفساد لاربع سنوات مقبلة واذا كانت لنا من كلمة نوجهها لهؤلاء الذين يخوضون في هذا المستنقع فهي (ان مصير هذه الصفقات سيكون الفشل بعينه وان الصفقة الرابحة الوحيدة القادرة على انتشال العراق مما هو فيه هي التفاوض والتفاهم والانصات لما يريده الشعب العراقي وملايين الصابرين وعقد الصفقة معهم تحت وضح النهار بشفافية معلنة وليس في اوكار الخوف والظلام والخيبة ووسوسة الشياطين).
د. علي شمخي
لا عودة إلى الغرف المظلمة !
التعليقات مغلقة