صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعر السعودي محمد الحرز، بعنوان «غيابكِ ترك دراجته الهوائية على الباب». في كتابه الجديد يُجرِّدُ الشاعر محمد الحرز المشاعر والأشياء، ليمنحها مساحةَ وجودٍ وصفاتٍ جديدة، كما لو أنّه يخلق عالماً سريالياً بعناصر واقعية، يهدِّمه، ثمَّ يعيد بناءه مرَّة أخرى؛ إلى أن يصل إلى تلك النافذة المضيئة في جدار العالم، المنفتحة على إشاراتٍ ورموز يلتقطها الشاعر بحرفية ليكتب قصيدته. من خلال تلك النافذة أيضاً، تعود الذكريات والمشاهد القديمة وحالات الغياب والانتظار والخيبة والموت.
المجموعة الشعرية «غيابك ترك درّاجته الهوائية على الباب» صدرت في 160 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة «براءات» التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
عن تهمة الشعر ولعنته الأبدية كتب محمد الحرز:
أمّي لا تعرفُ أنّي شاعر
أبي لم يقرأ قصيدةً لي قطّ
وإذا ما رأى أحدُ اخوتي حمامةً تفرّ
من قفصِ كلماتي؛ ظنّ أنها للجيران.
بعد موتي
ستعودُ الحمامة إلى القفصِ ذاتِه
لأنها سمعتْ أبي يقولُ لأمّي:
كان جدُّه شاعراً.
في قصائد محمد الحرز نتبعُ قطار السّرد الذي لا يتوقف إلا لكي يأخذ نفساً شعرياً ويمضي، عرباتٌ مليئةٌ بالقصص والرغبات والأحلام المنسية، تميلُ على السكة دون أن تفقد حمولتها، وفي كل محطةٍ يلتقطُ الشاعر المزيد من التفاصيل التي يحتاجها في رحلته الطويلة.
«غيابكِ ترك دراجته الهوائية على الباب» لمحمد الحرز
التعليقات مغلقة