بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف
بغداد – وداد ابراهيم:
المتحف العراقي بكل هيبته وسكونه وهدوئه استقبل يوم 20/5/ 2018 كيوم غير اعتيادي باعتبار اليوم العالمي للمتاحف، عرض ما فيه بتوجس واستقبل زواره بكل حيطة وحذر بعد ان اخذت مني حقيبتي كأجراء أمنى شديد، مهما كان الزائر كبيراً ومهما يجب ان يرفع هامته ليشاهد عظمة تاريخ العراق، ملوك وقادة حروب ونساء ملكات واله للخير والعطاء.
المتحف عرض بعض كنوزه كما هي في حين عرضت بعضها على شكل صور على الرغم من عودة الكثير من مسروقاته الا انه ينتظر القادم، اذ تنتصب آثاره امام الزائرين مع حرية للتصوير.
الاحتفال حمل عنواناً لا ينتسب للمناسبة ولا يمت لها بصلة وهو (المتاحف وفضاءات الانترنيت) افتتحه فرياد رواندزي وزير الثقافة والسياحة والآثار بمعرض للفن التشكيلي يجسد حضارة وادي الرافدين ومعرضٍ للمسكوكات الإسلامية، التي اقامتها هيئة الآثار والتراث على قاعات المتحف العراقي بحضور قيس رشيد وكيل وزارة الثقافة لشؤون السياحة والاثار رئيس هيئة السياحة، وعلي عويد العبادي مدير عام دار ثقافة الاطفال.
أكد رواندزي: اهمية دور المتاحف في توثيق وإبراز الإرث الحضاري وتاريخ الشعوب والأمم، سيما حضارة وادي الرافدين بعمقها وبعدها الإنساني كأقدم حضارة في تأريخ البشرية، ومن ثم وزع ثلاث جوائز تقديرية مقدمة من المتحف العراقي للفائزين الثلاثة بإجاباتهم على أسئلة هيئة الآثار والتراث بشآن اول مكتبة في العالم وأول خليفة ضرب المسكوكات النقدية وأول من اخترع الكتابة في التاريخ.
وشد انتباه الحاضرين الفلم الوثائقي الذي يوجز مراحل نهوض المتحف وافتتاحه من جديد عام 2015 ليضم 18 قاعة عرض مختلفة بعد تعرضه لأكبر عملية سرقة وتخريب في تاريخه، عرض الفلم فكرة انتشار الحضارة والكتابة التي انطلقت من العراق من خلال نص يجسد الحضارة التي عاشت على ارض الرافدين.
• لماذا اكتفى المتحف بمعرض للمسكوكات؟
اجابتني عن هذا السؤال الدكتورة ايمان عدنان مدير قسم المسكوكات وقالت: ان المسكوكات من اهم الوثائق التي لدينا كونها تعود لفترات مختلفة وخلفاء عدة اقدمها المسكوكات الاموية والعباسية ولدينا دينار معرّب تعريباً كاملاً يعود لسنة 77هـ ، وأول درهم إسلامي اموي معرّب تعريباً كاملاً سنة 78 هـ يعود للخليفة عبد الملك بن مروان ، وفي هذا المعرض نعرض 140 نوعاً من المسكوكات كل واحدة تؤرخ لحادثة تاريخية معينة مثلا اول دينار ارخ التعريب كاملا واعطاه هوية عربية اسلامية ،والمعروف ان العراق يشتهر بالمسكوكات فكانت المدائن فيها ضرب للنقود الساسانية والمسكوكات، كما كان هناك ضرب النقود في كل المدن العراقية مثل البصرة وواسط وهاشمية الكوفة وهاشمية الانباراربيل ومناطق قرب كركوك.
• وهل بالإمكان ا لعثور على المسكوكات في أي مدينة او أي مكان؟
ليس غريباً وقد تكون موجودة في أي مدينة وأي مكان وقد عثرنا في الثمانينيات على كنز من المسكوكات الذهبية تحت نصب الشاعر العراقي معروف الرصافي وسمي كنز الرصافي يتكون من 400 قطعة نقدية اذ تصل المسكوكة الذهبية بأعلى وزن قياسي أي خمسة (مثاقيل) وهذا ما يؤكد على ان العراق كان مكاناً ثرياً لضرب النقود.
واضافت العزاوي: ان المسكوكات متنوعة في الشكل والوزن والدولة والخليفة وقد سكت بعضها او اكثرها بنحو يدوي، في حين حملت بعضها اسما ء النساء او كنيتها مثلا هناك نقود تحمل اسم ام جعفر أي زبيدة وهناك اسم شجرة الدر وهناك نقود حملت اسم الملكة المغولية ساتي بك خاتون التي حكمت العراق عام735 هـ.