آمرلي ..العارالقادم !

منذ 70 يوما وقرية آمرلي تقاتل نيابة عنّا جميعا ، 5000 عائلة تتحدى وتقاتل وتفضح عجزنا عن انقاذها من مجزرة محتملة لاتقل بشاعة عمّا جرى في سنجار..!!

وما يجري في هذه القرية لغز آخر من الغاز واقعنا السياسي والعسكري المتخم بالاسرار ، التي لايعرفها الا من سببها لنا ..فليس من المعقول ان تقاتل عائلات ، ربما لم تكن تجيد استعمال السلاح كل هذه الفترة، وتتحدى حصارا داعشيا وحشيا لايفرق بين الطفل والمرأة والمسلح، فالجميع بالنسبة لهم مشاريع ذبح وتقرب الى وجه الله ومشاركة الرسول وجبة غدائه، !!

الصمت المريب .. والسكوت المعيب ..والتفرج العار ، على مايجري الآن وما يمكن ان ينتج ، فيما لو استطاع الدواعش اقتحام القرية ، من سمات مشهد العجز والعاجزين ..

بيانات ومؤتمرات للسياسيين، اتخمتنا مفرداتها التي لم يعد لها أي معنى ، بل اصبحت مثيرة للاشمئزاز والقرف معا ، والحيرة ان هذه النخبة في البرلمان والكتل السياسية المجيشة بميليشياتها  التي تظهر عند “الحاجة الملحة” تناشد المسؤولين ان ينقذوا القرية ، وهم من وسط المسؤولين ، ويتفاوضون الآن على مقاعدهم الوزارية، ويعقدون الصفقات من اجل تأمين مصالحهم ومصالح احزابهم !!

حتى البديهيات صرنا مجبرين على ان نعيدها ونلوكها ، على مسامع قادة لايسمعون ، فهل من المعقول ان يتعرض أكثرمن 1600 انسان الى ابادة محتملة في اي لحظة ،بوجود الجيش المليوني والحشد الشعبي وثوار العشائر والعشائرغير الثائرة والصحوات والاسناد والذهبية ومكافحة الارهاب وطيران الجيش والقصف الاميركي والدعم البريطاني والاقمار الاصطناعية ؟

كيف تقاتل داعش على كل الجبهات من شمال بابل الى شمال نينوى وهم بالآلاف؟

وكيف لانستطيع نحن ان نفك الحصار عن قرية يحاصرها لا أكثر من مئات الوحوش البرية ، بكل عدتنا وعددنا والتأييد العالمي لنا في مكافحة الارهاب والاجماع الوطني على المرحلة “الجديدة”؟!!

فك الحصار عن آمرلي ، وانقاذ اهلها اكثر اهمية الآن من اي مفاوضات على تشكيل الحكومة، وعلى السيد العبادي ان يحقق في هذا المكان تحديدا نصرا قويا وساحقا على داعش وانقاذ ارواح عراقية وشباب يقاتلون بكل بسالة منذ 70 يوما ، وليس المطلوب تقديم المساعدات لادامة صمود اهالي القرية المنكوبة ومواصلة قتالهم ، المطلوب الآن وبسرعة وباجراءات استثنائية ، التوجه الى قرية آمرلي بقوات كافية لفك الحصار، ليس الامر مستحيلا، فالبراميل المتفجرة يمكن ان تلقى على دواعش الحصار، وليس عيبا ولا انتقاصا للسيادة، الطلب الرسمي من الولايات المتحدة ، راعية العملية السياسية، والتي تربطنا معها علاقة مصير بالاتفاقية الامنية، ان تقوم طائراتها بما تقوم به امام قوات البيشمركة ونخبة الجيش العراقي من كنس لفئران داعش، وتمكين القوات العراقية من طردهم من سد الموصل ؟

العالم يقدم لنا يده لدعمنا في حربنا المقدسة ضد دواعش الارهاب ، وينبغي عدم التردد في طلب كل انواع المساعدات ،لان انقاذ العراق اسمى من كل الفذلكات السياسية والعبارات الانشائية ..

تحركوا لانقاذ آمرلي واهلها قبل ان يسجل التأريخ علينا عارا جديدا بعد العاشرمن حزيران وسنجار وتلعفر وسبايكر وسبي  نسائنا في اسواق نخاسة القرن الواحد والعشرين !

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة