من الأفضل: الرجل أم المرأة؟

الاعتقادات تطمح إلى الحقيقة، لكنها لا تستتبع الطريق السوي دائماً للوصول اليها.
يمكن أن تكون الاعتقادات كاذبة أو غير مدعمة بالأدلة أو لا تستند إلى التفكير المعقول. ويمكن أن تكون بغيضة أخلاقياً، في حال كانت تميل إلى التمييز بين الناس لاسيما على أساس العنصر أو الدين.
هناك اعتقادات كثيرة أثبتت التجارب عدم صحتها كالاعتقاد أن التنشئة الصحيحة للطفل تتطلب كسر إرادته بالعقاب البدني الشديد، أو الاعتقاد أن المتقاعدين لا يصلحون للعمل رغم مؤهلاتهم وخبراتهم.
وهناك اعتقادات خطيرة يؤمن بها الطغاة والدكتاتوريون كالاعتقاد أن الاغتيال أو السجن هو ما يضع حداً للمعارضين، أو أن الحرب هي الحل بدلاً من الدبلوماسية في النزاعات.. وهلم جرا.
لا يكفي أن ندين مثل هذه الاعتقادات، ونتجنب الأفعال المؤذية التي يحتمل أن تنتج عنها بل يجب أن نتصدى لمحتوى الاعتقاد نفسه خصوصاً إذا كان يمثل موقفاً سياسياً تدعمه السلطات، أو عرفاً مغلوطاً تغرسه العادات والتقاليد الاجتماعية.
وللأسف، هناك الكثير من الاعتقادات البغيضة، وهي سائدة ومتجذرة في مجتمعنا ومجتمعات أخرى في العالم كالاعتقاد أن المرأة أدنى قيمة من الرجل، وأقل منه كفاءة، ولا تملك قدرته على العمل أو تحمل المسؤولية، وأن المسؤولية الوحيدة القادرة على تحملها هي البيت ورعاية الأطفال.
هذا الاعتقاد ليس خاطئاً فحسب بل هو بغيض ومشين ومجحف لأنه يحكم على نصف البشرية بالدونية، فيما يمنح التفوق لجنس واحد.
أقرأ الآن في تقرير عن جوائز نوبل التي حصلت عليها المرأة بعد نجاحها المضطرد في انتزاع حقوقها في دول العالم المتقدم، وازدياد فرصها في الإنجاز والمنافسة في شتى المجالات، مفندة بذلك جميع الاعتقادات والأفكار النمطية المسبقة عنها.
من عام 1901 حتى عام 1960، أي خلال 59 عاما، حصلت 12 امرأة على جائزة نوبل.
لكن من عام 1981 حتى عام 2000، أي في ظرف 19 عاماً فقط، حصلت 11 امرأة على نفس الجائزة، ونفس الرقم تقريباً، خلال أقل من ثلث المدة. فمن عام 2001 حتى عام 2016 (15 عاما فقط) حصلت 19 امرأة على جائزة نوبل، ما يؤكد أن المرأة كانت حاضرة كل عام وبنسبة تفوق المرة الواحدة.
في الماضي قاموا بتقسيم البشر إلى “أبيض” و”أسود” و”أصفر”، وذهبوا إلى أن اللون الأبيض هو المتفوق. وكان ذلك مجرد افتراض وليس حقيقة، لأن الحقيقة مدعمة بالأدلة، بينما الافتراض هو ما نقبله صحيحاً دون أي دليل.
الرجال والنساء متساوون.
كلا الجنسين شكلا الحياة وتقاسماها معاً.
ولا أحد أفضل من الآخر.
فريال حسين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة