أحلام يوسف
تعاني العديد من النساء من التعب والارهاق أيام رمضان، وبالتحديد الموظفة، اذ ان عليها بعد العودة من العمل البدء بالتحضير لوجبة الإفطار، ووجبة الإفطار تختلف عن أي وجبة غداء أخرى بسبب الوقت المحدد لها، على عكس بقية الوجبات في الأيام الاعتيادية التي تتغير مواعيدها كل يوم.
بعض النساء تقوم بمساعدتهن بناتهن وأحيانا أبناؤهن، في حال عملت على تعزيز روح المساعدة والتعاون فيهم من الصغر، لكن ما هو دور الرجل في هذا الموضوع؟ هل يمكن للرجل الصائم ان يقدم يد المساعدة الى زوجته في تلك الأيام بالتحديد؟ ام انه كما تصوره بعض الكاريكاتيرات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يحرك ساكنا بحجة الصيام؟
تقول اسراء المفتي الموظفة في احدى دوائر الدولة: الرجل مهمته هي الاكل في رمضان، فزوجي وابنائي لم يقدموا لي المساعدة، حتى في بعض الحالات الاستثنائية كأن ارجع متأخرة بسبب الزحامات المرورية، او اجتماع في نهاية الدوام، فأيضا أكون ملزمة بتهيئة وجبة الإفطار. واحيانا اشعر باني ماكنة تشتغل بأضعاف ما حدد له من إمكانات، لكن ليس امامي خيار الا ان البي حاجاتهم فهم حياتي واساس سعادتي.
وبالتأكيد هناك رجال يختلفون عن زوج المفتي، ويقدرون تعب زوجاتهم ويحرصون على تقديم المساعدة اليهن مثل محمد عبد القادر، يعمل تاجرا حيث قال: أحيانا اساعد زوجتي في حال دعت الحاجة، لكني عادة عندما ارجع الى البيت اجدها قد أكملت مهمتها على اكمل وجه، فأقوم بمساعدتها وقت الإفطار، بتهيئة المائدة، لدي ابنة صغيرة، وثلاثة أولاد، اكبرهم يساعدها في شراء ما تحتاجه لإعداد المائدة، فذلك أيضا يجنبها التعب والارهاق في اثناء السير تحت اشعة الشمس، لذلك فاجد اننا نساعدها كل حسب امكانياته.
هناك زوجات لسن بحاجة الى مساعدة ازواجهن مع انهن موظفات وصائمات لكنهن سعيدات ويشعرن براحة كبيرة فكيف يحدث ذلك؟ هذا ما تحدثت عنه زينة ياسين، موظفة في وزارة التربية قائلة: بالنسبة الي احمد الله على انه رزقني ببنات لانهن مجتهدات بدراستهن وباعمال المنزل، حيث اعتمد عليهن بكل شيء التنظيف، والطبخ، لذلك فلست بحاجة الى مساعدة من قبل زوجي، لكني بنحو عام اجد انه من العدل والانصاف ان يقدم الزوج المساعدة الى شريكة حياته، وعليه ان يعرف ان الاجهاد والضغط يمكن ان يؤدي الى تدهور صحتها، وحينذاك سيضطر الى القيام بأكثر من عمل ولن تكون مجرد مساعدة بسيطة.
الرجل يكفيه تعب العمل خارج البيت، فلا يمكن ان يطلب منه مساعدة زوجته التي ينحصر دورها بأعمال البيت، هذا ما ذكره عمر محمد، وأضاف: انا اعمل بالنجارة وهذا العمل يحتاج الى جهد كبير لا يمكن ان يتصوره البعض، اما زوجتي فهي ربة بيت، كل ما تفعله هو التسوق والطبخ لان التنظيف والأمور الأخرى التي يحتاجها البيت تقوم بها زوجة ابني، فهل من المعقول ان أكون مطالبا بمساعدة زوجتي، وانا أصل الى البيت منهكا تماما لا اقوى حتى على الكلام.
بالنسبة الي وجدت ان عمر محمد محق، وكل من تحدث بشأن الموضوع أيضا لديه وجهة نظر صحيحة ومعقولة، وهنا نستشف ان المساعدة ليست الزاما، ولا حتى واجبا، اذ تتعلق المساعدة بحالات وظروف معينة تتصل بطبيعة عمل الرجل وحالة المرأة ان كانت موظفة او ربة بيت و… رمضان كريم.
الرجل الصائم.. الى أي مدى تصدق الشائعات عنه
التعليقات مغلقة