بغداد – سمير خليل:
(القسم الثاني)
ضمن متابعاتها لاخبار الانتخابات النيابية وما يحيط بها من آراء الناس وانطباعاتهم استطلعت «الصباح الجديد» اراء وانطباعات بعض الاكاديميين والفنانين بشأن هذا الحدث الذي اثار حفيظة البعض فيما استقبله بعض آخر باللامبالاة وبعض ثالث بالترحاب.
بعضهم بدأ بالتزويق
الفنان علي نجم الدين يتابع «الانتخابات اولها كذبة ،والكذبة هنا ان اغلب وجوه المرشحين في اعلاناتهم المنتشرة في الشوارع قد جرى معاملتها بال(فوتوشوب) ،فكيف نتأمل خيرا في انتخابات بدايتها كذبة ؟ مع الاسف فقدنا الثقة بهؤلاء لذلك لانأمل خيرا وستكون هذه الدورة نفس سيناريو الدورات السابقة ،هذا لايلغي مشاركة بعض الوجوه الجديدة التي نامل منها خيرا وهذا باعتقادي امل صغير جدا وصعب المنال ،نتمنى ايضا ان يكون المرشحين في مستوى مسؤولياتهم تجاه هذا الشعب المظلوم والا يجسدو مقولة (ان حضرت لا اعد وان غبت لاافتقد) ،اعتقد ان الوجوه نفسها ستتكرر ..
الدكتور الفنان حميد صابر- جامعة واسط الصيغة الوحيدة وان كانت في حدودها الراهنة ويبقى الامل رغم ضيق الافق في ابعاد التحولات الاجتماعية المغلقة لدائرة الراهن والمحاط باللعبة الدولية وامكانية التغيير في مسارها لكننا نعول كثيرا على ارادة شعبنا الصابر بالتغيير والقوى الوطنية الفاعلة المدنية بوعيها وتاريخها والانتخابات في صورتها القائمة اشكالية والحق لابد من توظيفها لصالح الشعب عبر قواه الوطنية الديمقراطية الوطنية وهي الطريق للتغيير الفاعل»..
الدكتور الفنان طه حسن» الانتخابات كذبة فاضحة والا لم مازالت الوجوه التي جاء بها الغزو الأمريكي من عام 2003 ومازالت تحكم رغم خرابها وتخريبها للبلاد والعباد. هل معقول أن يعيد الشعب انتخاب القتلة والجواسيس واللصوص ؟؟ إذن ليست هناك انتخابات وتزوير إرادة الشعب وفرض ارادات على اختيارات العراقيين. التغيير يحدث عندما يكون لديك قانونا صارما يقاضي كل من اراد بالعراق شرا، هل هناك مثل هذه القوة؟
الدكتور باسم الغبان هناك تغيير ،ليس بالقوائم ولكن بالوجوه ،وجوه شابة سيكون لها دور فعال تعويضا عن الركود في القوائم السابقة والانتخابات السابقة التي كان اغلب المرشحين فيها كبار السن ،وبما ان الشباب يشكلون ثلاثة ارباع المجتمع فبالتأكيد سيكون هناك دور فعال للمرشحين الشباب في هذه الانتخابات ، التغيير بالوجوه يعني التغيير بالقناعات ،بالآراء والافكار ،اغلب المرشحين في هذه الدورة يتحدث عنهم الشارع بانهم مدنيين يطمحون لفصل الدين عن السياسة كما ان هناك كتل ضمت تحالفات متنوعة العقائد والافكاراتحدت في كتلة واحدة مثل سائرون ،هذه القائمة يمكن ان تحقق شيئا في هذه الانتخابات ..
تحزب و لبوس ديني
الفنان الدكتور محمد حسين حبيب – جامعة بابل يذكر «الانتخابات كانت مفاجئة غير متوقعة للمجتمع العراقي بكافة شرائحه وطبقاته بعد أن قضى هذا المجتمع اكثر من خمسة عقود تحت الحكم الرئاسي الواحد او السلطة الحاكمة الواحدة ذات القرار الواحد والاستجابة الاجتماعية لمثل هذه الأحكام والقرارات وأن كانت بعضها فيها من الجور والتعسف والقهر ، الا ان الغلبة كانت للتطبع النفسي للوضع العام ولو بشكل مؤقت والانقياد وبالاكراه احيانا طيلة سنوات طويلة من عمر المجتمع العراقي .. وعندما جاء التغيير والتحول السياسي من الخارج دون الداخل تفاجأ المجتمع بالعملية الانتخابية وجهله بالتالف معها وفهم مقتضياتها الفكرية والثقافية ووقع تحت سطوة الاشاعات والتوجهات اللابسة ثوب الدين والتحزب والطائفية والموجهة من جهات اميركية خارجية امسكت زمام الامور في حكم العراق لاطماع مبيتة لانها صاحبة الفضل في تسقيط النظام السابق .. لذا كان لزاما أن تمر العملية الانتخابية في ارتباك واضح ومستغل سببه الجهل المجتمعي بها أو خبرته الواعية بها وباهدافها الديمقراطية التي تمارسها المجتمعات المتحضرة بوعي عال .. لذا كان وقوع المجتمع العراقي فريسة سهلة لسطوة المرشح ووعوده التي اثبتت التجارب السابقة فشلها ، والحال نفسه سيكون مع الانتخابات القادمة لان الوعي المجتمعي لم يتقدم كثيرا طيلة اربعة عشر عاما لأنها مدة زمنية غير كافية لانتشار الثقافات الوطنية المنتمية الحقة بعد أن جثمت التسلطية القهرية سنوات طويلة ،فضلا عن هذا المد العشائري العراقي الذي شكل اليوم سطوة جديدة يمارسها الشيخ بسطوة الوصي والعارف على افراد قبيلته الذين ينضوون تحت اختياره دونما معارضة او فهم مسبق، ولهذا نجد غالبية الكتل المرشحة تذهب الى العشائرية وتكسب ودها تاركة المدينة والثقافة المدنية المعاصرة التي انتبهت ووعت اكثر من السابق وسوف لن تقع تحت سطوة الاكاذيب والوعود الانتخابية بعد اليوم برغم انها بحاجة ايضا هذه المدنية المجتمعية العراقية إلى مدة زمنية اطول كي لاتكون تجربة الانتخابات او تبقى دائما تجربة فاشلة لاتصلح للمجتمع العراقي الا اذا وقعت تحت خط الوعي والثقافة المجتمعية والسياسية والدينية والاقتصادية ،واخيرا اقول لا تغيير فيها..
الدكتور جاسم خزعل تدريسي في كلية الفنون الجميلة – بغداد يقول اؤمن ان الانتخابات جميعها عبارة عن اكذوبة ،مجرد صورة او تمثيلية حتى يعيش المواطن في جو من الديمقراطية التي رسمها السياسي ،القرار والتحديد من جهات اخرى ،خارج البلد اما ان تحسب النتيجة حسب عدد الاصوات فانا اشك بذلك ،كلنا نأمل ان تكون الانتخابات حقيقية والمرشحين اناس يستحقون ان يدخلون العملية السياسية ومؤهلين لحمل الامانة بخدمة العراق وشعبه،لحمل لواء التغيير ،بالنسبة لي فانا لن اذهب لانتخب ولم اذهب سوى مرة واحدة ووضعت كروس على ورقتي الانتخابية لانني مؤمن ان الانتخابات اكذوبة ولا احب ان اكون جزء بسيط من هذه الاكذوبة..