“المفقودون والمفصولون من وظائفهم” مادة جذابة للدعاية الانتخابية
نينوى ـ خدر خلات:
ينتقد ناشطون موصليون لجوء اغلب الكتل السياسية والكثير من المرشحين عن محافظة نينوى الى استغلال مواجع الاهالي الذين فقدوا أبناءهم وتلهف المفصولين من وظائفهم الى العودة لها في دعاياتهم الانتخابية، فيما يحذر مسؤول حكومي من هذه الدعايات التي تجاوزت حدودها، داعيا الاهالي الى انتخاب من يمثلهم ومن يثقون بقدراته وكفاءته لانصافهم فيما بعد.
ويقول عمار حسين الحيالي، الناشط المدني الموصلي لـ “الصباح الجديد” انه “ليس خافيا على احد حجم الجرائم البشعة التي ارتكبها عناصر تنظيم داعش الارهابي بحق اهل محافظة نينوى عموما واهل مدينة الموصل خصوصا”.
واضاف “على وفق الارقام الرسمية والمتداولة فانه نحو 11 الف مواطن موصلي ما زال مفقودا، و نحو 8 الاف شرطي من ابناء المدينة مفصولين من وظائفهم وعائلاتهم بلا اي مصدر رزق، والمؤلم في الامر ان بعض الكتل السياسية والمرشحين يعزفون على هذه الاوتار في حملاتهم الانتخابية الدعائية”.
واشار الحيالي الى ان “اغلبية الوعود من الكتل السياسية والمرشحين بالموصل تدور حول انهم سيكشفون مصير المفقودين، وسيعيدون توظيف المفصولين من وظائفهم، ونحن نعلم انه لا يمكن توظيف اي موظف عقب اقرار الموازنة السنوية للبلاد”.
وتابع “كما ان بعض المرشحين يتحدثون عن التعويضات للاهالي ممن تدمرت منازلهم او سرقت ممتلكاتهم، وكل هذا مجرد وعود ومسألة اكبر من امكانياتهم، فلماذا لم تتحرك هذه الكتل السياسية لمعرفة مصير المفقودين واعادة توظيف المفصولين في اثناء وجودهم في مجلس النواب ولجانه وفي المواقع الحكومية، ولماذا تذكروا معاناة الاهالي مع الحملة الانتخابية؟” يتساءل الحيالي.
ودعا الحيالي “الجهات المختصة الى كشف هويات واسماء الضحايا الذين يتم العثور عليهم في المقابر الجماعية باطراف الموصل، وخاصة جنوبها وغربها، وابلاغ عائلاتهم بمصيرهم، واعتبارهم شهداء وصرف حقوقهم على وفق القانون العراقي المعمول به حاليا”.
وسبق ان كشف مصدر في قيادة شرطة نينوى ، عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود ما زال مصيرهم مجهولاً منذ سقوط الموصل بيد “داعش” منتصف عام 2014.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد اعلن في مطلع عام 2016 عن “الوجبة الاولى” من الذين نفذت بهم عمليات الاعدام بالموصل، ونشر اسمائهم بقوائم علقها قرب ما كان يسمى النقاط الاعلامية، وبلغ اعداد ضحايا الوجبة الاولى 2070 عنصرا غالبيتهم من منتسبي القوات الامنية بوزارتي الداخلية والدفاع، ما زالت جثثهم مفقودة حتى يومنا هذا.
الشرطي المفصول عبيد مصطفى الشمري، يعمل سائق تكسي، بسيارة ليست ملكه، قال لـ “الصباح الجديد” عدد رجال الشرطة في اثناء سقوط المدينة بيد تنظيم داعش الارهابي كان نحو 13 الف و200 عنصر، اقدم التنظيم على اعدام نحو 5 الاف منهم، وهنالك نحو 8 الاف ينتظرون اعادة توظيفهم”.
ومضى بالقول “طرقنا جميع الابواب منذ تحرير مدينتنا، وسمعنا من الوعود ما يكفينا، لكن النتيجة كانت بلا جدوى، ونحن ما زلنا ننتظر اي اجراء ينصفنا، ولهذا فان اي مرشح يأتينا نذكره بموقفنا ومعاناتنا ويقول لنا (انتخبوني وسيكون شغلي الشاغل اعادتكم لوظائفكم) بل انهم حتى في الحفلات الانتخابية يتحدثون كثيرا عن المفقودين والمفصولين من وظائفهم، بينما هنالك اعداد غير معلومة من الضحايا ما زالت تحت الانقاض في المدينة القديمة بالجانب الايمن من الموصل”.
من جانبه، قال غزوان حامد الداؤودي، رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “معاناة اهالي المفقودين والمفصولين من وظائفهم من ابناء الموصل هي معاناة كبيرة ومؤلمة، ومجلس محافظة نينوى بذل جهودا كبيرة مع الجهات المختصة في الحكومة الاتحادية لانصافهم”.
واضاف “استغلال معاناة هؤلاء المساكين في الدعاية الانتخابية هو امر مرفوض، علما ان بعض الدعايات الانتخابية بهذا الشأن تجاوزت حدودها، وباتت وسيلة جذابة ومغرية للحديث عنها في الحفلات والمؤتمرات الدعائية على حساب اوجاع اهل الموصل الذين ذاقوا الامرين من جوع وامراض وخوف وقتل واعدامات من قبل عناصر داعش، فضلا عن الذين لقوا حتفهم بسبب الاعمال الحربية خلال عمليات التحرير”.
ودعا الداؤودي اهالي الموصل الى “انتخاب من يروه كفؤا ويمثلهم ويثقون به وبقدراته لتمثيلهم خير تمثيل في مجلس النواب، والاهم ان يكون جديا في السعي لانصاف ضحاياهم من المفقودين، واعادة المفصولين لوظائفهم، على وفق القوانين العراقية المرعية، لانه لا يمكن السماح لمن انضم لتنظيم داعش بالعودة لوظيفته”.