خبراء الأسلحة الكيميائية ينتظرون الضوء الأخضر من مجلس الأمن لدخول دوما

أميركا تحذّر منظمة الحظر من اختفاء الأدلة في المدينة
متابعة ـ الصباح الجديد:

تأجلت زيارة مفتشي الأسلحة الكيماوية لموقع هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية في دوما أمس (الأربعاء)، بعدما أبلغ فريق أمني تابع للأمم المتحدة عن إطلاق نار في الموقع أمس، وفق مصادر مطلعة.
وأضافت المصادر أن تفصيلات إطلاق النار لم تتضح، لكن المفتشين من المنظمة أجلوا زيارتهم التي كانت مقررة اليوم.
وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا، إن «فريقا أمنيا تابعا للأمم المتحدة دخل دوما خلال النهار، لتحديد ما إذا كان بإمكان الخبراء ان يتوجهوا الى المدينة امس «.
ويتناقض تصريح السفير السوري مع ما سبق لـ «وكالة الأنباء السورية» (سانا) أن أعلنته أمس الاول الاثنين، من ان «خبراء لجنة الأسلحة الكيماوية دخلوا دوما»، بعد ثلاثة أيام على وصولهم إلى دمشق.
وتوجه الخبراء الى سورية للتحقيق في هجوم كيماوي مفترض وقع قبل عشرة أيام، واتهمت دول غربية النظام السوري بشنه، ما دفعها لتوجيه ضربات عسكرية في البلاد.
وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق التابع للمنظمة عمله الميداني الأحد الماضي. وأعلنت المنظمة الدولية الاثنين الماضي أن المسؤولين الروس والسوريين «أبلغوا الفريق انه لا تزال هناك قضايا امنية معلقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار».
واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين الماضي أن «من المحتمل للغاية أن تختفي أدلة وعناصر أساسية» من موقع الهجوم الكيماوي المفترض في السابع من نيسان الماضي، الذي أودى بحسب مسعفين وأطباء بأكثر من 40 شخصاً.
ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى الى تحديد ما اذا كان تم استخدام مواد كيماوية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وتواجه البعثة مهمة صعبة في سورية بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسة نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية، إذ أبلغت روسيا مجلس الأمن أمس أنه لا جدوى من إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات، لأن «الولايات المتحدة وحلفاءها تصرفوا على أنهم القاضي والجلاد بالفعل».
وطلبت روسيا تقديم إفادة أمام المجلس في شأن مدينة الرقة في شمال سورية، حيث هزمت قوات تدعمها الولايات المتحدة تنظيم «داعش» العام الماضي، وفي شأن مخيم الركبان النائية للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.
وقالت نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام المجلس كيلي كوري «دعتنا روسيا إلى هنا في إطار حملة لتوجيه رسائل في محاولة لصرف الأنظار عن الفظائع التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وأضافت «لتفعل ذلك، تطلب روسيا من هذا المجلس تركيز انتباهه على الجزء الذي لا يقتل فيه نظام الأسد المدنيين في سورية بالقصف بالبراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية المحظورة».
ورفض السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المحاولة الغربية الجديدة لإجراء تحقيق وقال: «فكرة إنشاء آلية لتحديد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية لم تعد ذات جدوى، في وقت قررت فيه واشنطن وحلفاؤها بالفعل من هو الجاني، ويتصرفون فعليا مثل جلادين عينوا أنفسهم بأنفسهم».
بالمقابل أبدت موسكو الاثنين تشدداً حيال فرص إجراء «تفاهمات مع الدول الغربية» تفضي إلى تسوية سياسية في سورية، في وقت ألقت برلين بثقلها الديبلوماسي وعرضت وساطتها، كما جدّدت الرياض استعدادها لإرسال قوات من «التحالف الإسلامي» إلى سورية.
كما أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة نيبينزيا الاثنين ايضا، عدم استعداد بلاده «التحاور مع الغرب بشأن سورية بعد الضربات العسكرية»، معتبراً أن جهود الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في الأمم المتحدة لبدء تحقيق جديد في الأسلحة الكيماوية في سورية، وإنعاش محادثات السلام «تأتي في غير وقتها».
جاء موقف السفير الروسي رداً على تصريح لسفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة كارين بيرس، أشارت فيه إلى «مناقشة مشروع القرار، لكننا لا نتطلع إلى التقدم السريع في هذه المسألة».
وأضافت: نحتاج إلى رسم طريق للعودة إلى عملية السلام، وأعتقد أننا جميعاً نعرف أن هذا سيستغرق وقتاً».
وجرت الاثنين محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ركزت على «الوضع في سورية».
وأوضح الكرملين في بيان أن بوتين كرر تأكيده خلال الاتصال أن الضربة الثلاثية»، عمل عدواني وانتهاك للقانون الدولي، كما ألحقت أضراراً كبيرة بعملية التسوية السلمية للأزمة»، وأن الجانبين أعربا عن استعدادهما للمساهمة في استئناف الجهود الديبلوماسية».
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن ألمانيا «تتمتع بدور وساطة خاص يسمح لها بإبقاء نافذة الحوار مع روسيا في شأن الأزمة السورية، مفتوحة». وأضاف: «علينا أن نستغل هذه اللحظة لتحريك العملية السياسية. نحتاج إلى روسيا أيضاً في هذا الحوار». جاء ذلك في وقت اتفق الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، على «مواصلة التعاون مع روسيا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة».
وفي الرياض، أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب» عرض إرسال قوات إلى سورية. وقال في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «نحن في محادثات مع الولايات المتحدة كما هو الحال منذ بداية الأزمة السورية (2011)، في شأن إرسال قوات».
وكان الجبير يرد على سؤال حول مقال نُشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» ورد فيه أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على تشكيل قوة عربية تضم قوات سعودية وإماراتية، لإرسالها إلى سورية. وشدد الجبير على أن هذه الفكرة «ليست جديدة»، وناقشتها الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في أكثر من مناسبة.
في غضون ذلك، نشرت إسرائيل أمس الاول الاثنين تفاصيل ما وصفته بأنه «قوة جوية» إيرانية موجودة في سورية، في إشارة إلى احتمال استهدافها في حال تصاعد التوتر مع طهران التي حمّلت الدولة العبرية مسؤولية هجوم في 9 الشهر الجاري على قاعدة التيفور الجوية السورية، وتعهدت بالثأر.
وعرضت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً التقطت بالأقمار الصناعية وخريطة لخمس قواعد جوية سورية، قالت إنها تُستخدم لإيواء طائرات من دون طيار وطائرات شحن إيرانية، فضلاً عن أسماء ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني يُشتبه بإشرافهم على مشروعات مشابهة، مثل وحدات الصواريخ.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة