«الإيموجي» يجتاح العالم
متابعة الصباح الجديد:
إذا قابلت شخصًا ما لا يفهم لغتك فستبادر بتحريك اليدين والجسد لتوصيل مُرادك عن طريق لغة أشبه بلغة الإشارة، لكن إن كان الحديث رقميًا فالبديل أمامك أن تستعمل لغة الإشارة الإلكترونية وهي الرموز التعبيرية. إذا رأيت قلبًا في صندوق الوارد الخاص بك، فحتمًا سيكون تفسيره لديك أن هذا تعبير عن الحُب بغض النظر عن المُرسِل، وهذا هو الهدف من الرموز التعبيرية (الإيموجي)، فهي توصل المعنى المراد من دون كتابة حرف واحد.
يستعمل نحو 92% من روّاد الإنترنت الرموز التعبيرية في مراسلاتهم اليومية وهذا ما أهلها إلى أن تكون لغة عالمية يفهمها الجميع باختلاف الثقافات واللغات. فما هي الرموز التعبيرية؟ ولماذا أصبحت لغة يستخدمها الملايين؟
الرمز التعبيري (إيموجي-emoji) مصطلح ياباني مكوّن من كلمتين الأولى «e» وتعني صورة والثانية «moji» وتعني رمزًا، وبالرغم من وجود هذه الرموز منذ قديم الأزل، اذ نجدها مثلا في الآثار القديمة للفراعنة حينما أرادوا توصيل التراث إلى أسلافهم من خلال رموز من الطيور والحيوانات التي تحمل بين طياتها معانيَ لغوية، إلا أن أول الرموز التعبيرية الرقمية التي نتداولها الآن ظهرت للمرة الأولى عام 1998.
ما هي أشهر الرموز التعبيرية؟
أعلن قاموس أكسفورد عام 2015 عن كلمة العام وهي «Face with Tears of Joy» التي تعني «الوجه ذو دموع الفرح» كأفضل كلمة تعكس الشعور هذا العام، كما أعلنت شركة «آبل» العام الماضي عن حصوله على أعلى نسبة استعمال من بين الرموز التعبيرية جميعها والتي وصل عددها حتى الآن إلى 2666 رمزًا وذلك ما أعلنه موقع فيس بوك وإذا أردت معرفة نسبة استعمال الرموز التعبيرية المفضلة لديك حاليًا فموقع متتبع الرموز التعبيرية سيعرض لك عدد مرات تكرار كل رمز تعبيري على حدة طبقًا لاستعماله في منصة تويتر.
الوجه المبتسم
جاء الرمز التعبيري «الوجه المبتسم ذو عيون القلب» في المركز الثاني ضمن قائمة أكثر الرموز التعبيرية استعمالاً ، ثم بعده رمز «القلب الأحمر» ثم «الوجه المبتسم» ثم رمز «الوجه المبتسم ذو النظارات الشمسية»، أما عن أكثر خمسة رموز تعبيرية مُستعمله من رموز الحيوانات والنباتات فهي بالترتيب رمز الكلب، ثم النحلة، فزهرة الكرز ثم القطة وأخيرًا النخلة.
وقد قامت مؤسسة براند ووتش بتحليل بيانات موقع تويتر في المدة ما بين سبتمبر (أيلول) 2015 إلى سبتمبر 2017، بدراسة ما يقرب من 6 مليارات رمز تعبيري استُعمل على مدار العامين الماضيين، وتبين أن النساء لديهن قابلية لاستعمال الرموز التعبيرية أكثر من الرجال، وكانت المملكة المتحدة هي أكثر دول العالم استعمالا للرموز التعبيرية السلبية.
وفي دراسة أجريت عام 2016 حول التأثير النفسي للرموز التعبيرية، وُجد أن المتحدثين بالفرنسية هم الأكثر استعمالا لرمز القلب في مراسلاتهم الإلكترونية، كما أن اللغة الفرنسية هي اللغة الوحيدة التي لا يأتي رمز الابتسامة في مقدمة قائمة أكثر الرموز التعبيرية استعمالا كما في اللغات الأخرى، واستعمل العرب أربعة أضعاف متوسط استعمال رموز الزهور والنباتات، وكذلك استعمل الروس ثلاثة أضعاف متوسط استعمال الرموز التعبيرية الرومانسية. استعمل 80% من الأشخاص المشمولين بهذه الدراسة الرموز التعبيرية عند إرسالهم رسائل نصية من بينهم 76% على منصة فيس بوك و15% عبر البريد الإلكتروني.
إحصائية الرموز
في إحصائية لمدى انتشار الرموز التعبيرية على موقع فيس بوك اتضح أنه يتم إرسال ما يقرب من 5 مليارات رمز تعبيري يوميًا عبر تطبيق «فيس بوك ماسنجر»، كما يتم التعليق بما يقرب من 60 مليون رمز تعبيري على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
لماذا نستعمل الرموز بكثرة؟
تزيد من شعبيتك عبر شبكات التواصل: عند متابعتك لأي شخصية مشهورة عبر شبكات التواصل ستجده مدمنًا على استعمال الرموز التعبيرية، لما لها من تأثير قوي على درجة تواصله بالمتابعين ومدى قربه من وسيلة تواصلهم الأشهر وهي الرموز التعبيرية. فمعرفة أكبر عدد من الرموز تتيح لك الفرصة في تواصل أكبر.
2- نقل الشعور بواقعية تامة :إذا كنت تريد التفاعل مع المتابعين والجماهير الاجتماعية عبر شبكات التواصل وتوصيل الشعور نفسه الذي تشعر به، إذن الرموز التعبيرية هي أقرب الطرق لتوصيل هذه المعلومة، فنشرك للرموز التعبيرية الباسمة يختلف بالطبع عن نشرك للوجوه الغاضبة ولكل رمز شعور توحي به إلى متابعيك وكأنهم ينظرون إليك حقيقة.
3-أحيانًا تعجز الكلمات عن الوصف: عادة ما تجد لسانك عاجزًا عن النطق بالكلمات أو وصف شعورك الحالي في أثناء حديث إلكتروني مع أحد الأصدقاء وعندها يتحول أغلب تفكيرك إلى استعمال الرمز التعبيري الأقرب إلى حالتك، كما أنها قد تؤكد على القصد الجاد أو المازح لحديثك، فمثلًا جرّب إرسال رسالة ما من دون رموز تعبيرية لأحد أصدقائك ستجده حائرًا في تفسير قصدك.
4-بناء بيئة عمل سعيدة: تقديم ردود الفعل السلبية على الأداء أمر لا مفر منه في مقر العمل، وعادة ما يواجه المُستلم شعورًا بالحرج ويبدأ في التصرف بشكل اندفاعي ولذلك تهتم مؤسسات العمل الواعية باستعمال طرائق إبداعية في الملاحظات، وهنا يُمكن استعمال الرموز التعبيرية بنحو ما لتخفيف حدة الكلام وتوصيل الملاحظات بصورة مقبولة، مما يساعد على تخفيف ردود الفعل الهجومية.