بروكسل ـ وكالات:
يلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الجمعة، في اجتماع طارئ في بروكسل للسعي إلى اتفاق من أجل تكثيف شحنات الأسلحة إلى قوات حرس إقليم كردستان العراق المعروفة باسم البيشمركة لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش»، فيما يتوقع أن يضم الاجتماع نحو عشرين وزيرًا.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «كان قرار إرسال أسلحة يعود إلى كل دولة عضو، فإن الرهان يتمثل في أن يتخذ المجلس الذي يمثل 28 دولة موقفًا بهذه الصفة لمساندة هذا المجهود وإظهار دعمه للكرد والحكومة في بغداد».
ومع التوصل إلى اتفاق لتشجيع تسليح القوات الكردية والحكومة العراقية تعبّر الدول الأعضاء في الاتحاد عن رغبتها في قلب ميزان القوى في العراق، فيما لا تريد على غرار الولايات المتحدة إرسال قوات برية لمواجهة مسلحي داعش.
يشار الى ان هذا الاجتماع والموافقة طالبت به فرنسا بصورة خاصة، اذ أعلن وزير خارجيتها لوران فابيوس مؤخرا أنها سترسل «أسلحة متطورة» إلى أكراد العراق، الذين يعدون الوحيدون القادرون على قلب موازين القوى في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب تعبيره.
وشدد فابيوس، على الطابع الملح لمثل هذا الاجتماع. وقال «أعلم جيدًا أنها مدة إجازات في الغرب، لكن عندما يكون هناك أشخاص يموتون، وأكاد أقول يتعرّضون للإبادة يجب قطع الإجازة»، مطالبًا بمجهود أوروبي.
وأيّدت نظيرته الإيطالية فيديريكا موغيريني، التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية هذا المطلب، داعية إلى تقديم «دعم بما فيه عسكري» للقوات الكردية.
واعلنت لندن بدورها مساء اول امس الخميس ان بريطانيا تفكر «بايجابية» بامكانية تسليح القوات الكردية ان طلب منها ذلك.
اما برلين الملزمة بتشريع يمنع مبيعات الاسلحة الى مناطق نزاع، فاعلنت انها تكتفي بتزويد إقليم كردستان العراق بوسائل عسكرية غير قاتلة مثل معدات طبية واجهزة رؤية ليلية او عربات صالحة للاستعمال على جميع الطرقات.
جدير بالذكر ان حجم الفظاعات التي يرتكبها تنظيم داعش بحق المدنيين العراقيين ونجاحاته العسكرية قد دفع دول العالم الى هذا التحرك. حتى ان الدول الاكثر تحفظا مثل السويد والنمسا، عدلت عن معارضتها ارسال اسلحة من قبل شريكاتها الراغبة في ذلك اثناء اجتماع للسفراء.
وعقد سفراء دول الاتحاد الاوروبي الثلاثاء الماضي، اجتماعا لتنسيق تحركاتهم في العراق، واتفقوا على «تعزيز التنسيق الانساني بشكل عاجل، وايصال المساعدات الى النازحين» في العراق، وكذلك على السماح للدول الاعضاء الراغبة في تسليم اسلحة للقوات الكردية بالقيام بذلك، «تلبية للطلب العاجل الذي تقدمت به السلطات العراقية».
وسيبحث الوزراء الاوروبيون ايضا في سبل اشراك جميع دول المنطقة، من السعودية الى ايران، في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال مصدر دبوماسي اوروبي، انه «من المهم ان يكون الجميع في مركب واحد» لان «الامر لا يتعلق فقط بوقف هجوم تنظيم الدولة الاسلامية، بل بصده». وهو تحد هائل في وقت يسعى فيه المتشددون الى «اقامة دولتهم الخاصة» في بلد باتوا يسيطرون على ثلث اراضيه.