تحوّل الجميع الى حكماء ، ولا غبار على ذلك، فالازمات الخانقة والزمن المر الذي عاناه الجميع من عقود من الزمان، اتاح لهم ان يكونوا نصّاحين ومرجعيات سياسية وخبراء في تحدبد الازمات والتبصير بها والكفاءة على ايجاد الحلول لها ..
كل هذا الكم كان موجها الى السيد حيدر العبادي المكلف الجديد بتشكيل الحكومة الجديدة ، وعليه ان يقرأ كل تلك النصائح من جماعة كارنا من الاعلاميين ومن سياسيين وخبراء ومواطنين أيضا ، وكلّها تقول له ماينبغي ان يفعله في المرحلة القادمة وما لاينبغي ان يفعله ، وهي ظاهرة تنطلق من مخاوف “نفس الطاس ونفس الحمام”، وهو حس وطني مسكون بالمخاوف من تكرار تجربة مرّة عانينا منها جميعا ما عانينا ..
سأخالف كل هذا الهم ،لارمي الكرة في ساحة الشركاء الآخرين، وهو همّ من النوع نفسه باختلاف الملعب ..
الشركاء مهمتهم اكثر اهمية من مهمة حيدر العبادي ،لان الرجل، الذي لا اعرفه شخصيا، لايستطيع ان يقدم شيئا، ولا يستطيع ان يقطع الميل الاول من الالف ميل الا بشركاء بامكانهم ان يساعدوا الرجل التقدم خطوات للامام ، وامامهم اربع طرق لمساعدة العبادي على ان يشق طريقه في دروب بلا لالغام..
الاول : ان يتصدوا له ويجلسوا ” ركبة ونص” امام اي محاولة لارتكاب اخطاء المالكي في التفرد والاستئثار والاقصاء ، تحت اي مسميات وتبريرات، ويقطعوا الطريق عليه لاعادة كوارث التجربة السابقة..
ثانيا : العمل معه ومساعدته على اتخاذ القرارات الصحيحة، وعدم التصرف بانانية للضغط عليه للحصول على مكاسب سئمنا منها بل وكرهناها ..
ثالثا: التعاون مع الحيدري وفق الاصول الدستورية لحلحلة القضايا العالقة وايجاد الحلول لها..
رابعا: تخفيض مستوى المطالب، وعدم استغلال الاوضاع السياسية للحصول على مكاسب تحرج العبادي وتدفعه ايضا لمناورات سياسية تؤثر على ما يفترض انه برنامجا اصلاحيا للعبادي ..
ساعدوه وافتحوا له طريقا للعمل الصحيح وللتوجه السليم نحو بناء العراق الجديد ، فليس بالعبادي وحده يمكن بناء البلاد ، وليس بافكاره لوحده بالامكان تجاوز الازمة والانتقال الى مرحلة بناء هذا البلد..
ليس بالعبادي وحده نستطيع تجاوز الازمة
ليس بالعبادي وحده نستطيع ان نخلق وطنا جديدا ..
وليس به لوحده نحقق الحلم العراقي ..
العبادي سيكون جزءا من تجربة، ان ساعدناه عليها وفشل، ربما يكون لنا كلاما آخرا..
لو ساعدناه عليها وفشل ، سيكون لدينا كلاما آخرا ومن نوع آخر ..
ليس امام الشركاء الا ان يكونوا في هذه المرحلة الا دعماء للعبادي، حتى يتبين لنا الخيط الابيض الاسود، ونعرف حقيقة نوايا التوجهات واهدافها وتوجهاتها وما يمكن ان تسفر عنه من ملابسات ومصادمات، هي خارج الدستور وتفسيراته القانونية ..
علينا الان مساعدته في تنفيذ البرامج، بل وتطويرها واغنائها والعمل على تحويلها الى برامج لخدمة الناس واهدافهم وتطلعاتهم..
حقيقة ليس بالعبادي وحده ، وانما بنا معا ان كان الرجل صادقا فيما يقول !!
عامرالقيسي