صدر حديثاً عن دار الفارابي، كتاب «فكر المعري – النقد الاجتماعي»، للمؤلف كمال القنطار. جاء في مقدمة الكتاب:
لم يعرف الإرث العربي – الإسلامي، في عصره الوسيط، نقداً اجتماعياً أبلغ وأعمق مما قدمه المعري، أو أكثر جذريَّةً وغنى بالروح الإنسانية والمُثل الأخلاقية والاجتماعية السامية، يتصدرها مبدأ «الخير من أجل الخير»، خالصاً من كل تحزُّب أو تمذهب. وتأتلف فيه سجايا المفكر الحر الذي يُنكر شتى أشكال القهر والعسف، ويؤمن بحرية الفكر والعقيدة، ويدعو إلى المساواة والتآخي بين بني البشر كافةً، ما يمثِّل تبشيراً مبكراً بالقيم المدنية وشرعة حقوق الإنسان… إنه يفتن قارئه، برحابة أفقه، ورجاحة عقله، ونُبل مقصده، ولا يسعه إلا الإعجاب بكبرياء المفكِّر فيه، وشعوره الرفيع بكرامته الإنسانية.
***
صدرت حديثا عن دار الفارابي، رواية «ابق حياً مهما كلف الأمر»، للكاتبة هبة أسعد. نقرأ منها: «… أزور مواطن الذكرى، أستنشق عبق ما تبقّى من أولئك الذين رفضوا أن تبقى تلك اللحظات حاضراً، فرموا بها في مهملات الزمن وحفروا لها قبراً في قلوبهم ثم أحكموا إغلاق تابوتها كي لا تتسلل إليهم ليلاً، وتعلق في وسائدهم، كما حدث لي حين ارتكبت هذا الخطأ.
أقبّل جدران تلك الأمسيات النائمة لعلها تستيقظ لتدعوهم إلى إحيائها من جديد، فأحيا أنا بها.. ألملم ما تبعثر مني ومنهم، لعل تلك البقايا تتعافى عندما أرعاها وأحتضنها فتعود إلينا لتكملنا وتعيد أنفسنا المهاجرة إلى تلك الأوطان، لتدب فيها حياتها المسلوبة وتلتئم كل جراحنا الملتهبة».
***
صدر حديثاً عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، كتاب «ما وراء الغرب العلماني» تحرير عقيل بلغرامي، ترجمة عبيدة عامر.
يتساءل هذا الكتاب عن طبيعة العلمانية في البلدان التي لم تكن تسودها المسيحية، مثل الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا؟ إلى أي مدى تُعتبر العلمانية مفروضة من قبل الحكم الاستعماري؟ كيف تتوافق مع الثقافات الدينية المحلية في أفريقيا، وكيف تعمل مع الأشكال المحلية للسلطة والحكم في أميركا اللاتينية؟ هل تطورت العلمانية الحديثة؟ وهل تعني دائماً التقدم؟
هذا الكتاب هو امتداد حيوي لكتاب تشارلز تايلور عصر علماني، الذي قام فيه بتأريخ شامل ومتأصّل لظهور العلمانية في العالم المسيحي اللاتيني، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبها علماء من مجالات متنوعة بحسب جوانبهم المعرفية المختلفة والتي تبحث في موضوع العلمانية في أجزاء متنوعة من العالم ما وراء العالم المسيحي. كما أن هناك موازنة مضيئة بين نقاط الانجذاب والانطلاق من الجذور الجينالوجية للعلماني في أوروبا، وفي الوقت نفسه أيضاً العمل على التوسع في الازدهار المحلي للعلمانية بشروط مستقلة نسبياً. يتوزع الكتاب في تسع مقالات وينتهي بدراسة تمثل رد تايلور على كل مقالة.