العراق يحتفي بأب الفنون ويبشر بطاقات واعدة

في يوم المسرح العالمي
بغداد- الصباح الجديد:

اعتاد مسرحنا العراقي كل عام الاحتفال بيوم المسرح العالمي ويتضمن هذا الاحتفال عادة عروضا مسرحية وندوات وورش عمل وكذلك تكريم للمتميزين بالعمل المسرحي.
حضرت «الصباح الجديد» مهرجانين للمسرح في بغداد، الاول في المسرح الوطني تحت شعار (ايام مسرحية عراقية) وعرضت فيه ثلاثة اعمال واختتم اول امس الثلاثاء، اما الثاني فكان في معهد الفنون الجميلة /الرصافة ويختتم اليوم.عرضت فيه سبعة أعمال.
في ختام المهرجان الاول الذي اقيم برعاية السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار الاستاذ فرياد رواندزي بالاضافة لحضور رسمي واعلامي وجماهيري كرم اربعة من رواد المسرح العراقي وهم المخرج سعدون العبيدي والكاتب عادل كاظم والممثلين سليمة خضير وقاسم الملاك ..

مرحى للرواد
اقبال نعيم المدير العام لدائرة السينما والمسرح، واكبت وتابعت الاعداد لهذا اليوم، ومن هنا قالت:
يوم المسرح العالمي يوم مميز لنا كمسرحيين، يوم تحتفل فيه كل خشبات المسرح في العالم اجمع لان المسرح طريقنا للحياة، طريقنا لتكوين اوطان، المسرح اب الفنون بل كل الفنون. اليوم نحن هنا في دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع المركز العراقي للمسرح الذي يعد اول مركز في العالم العربي تأسس على ايدي الرواد الاوائل من رموز المسرح العراقي يوسف العاني وسامي عبد الحميد وابراهيم جلال وقاسم محمد وما زال مركزنا يعمل، وما زال مستمرا في بناء علاقات مع المراكز العالمية وبالذات مع الهيئة العالمية للمسرح في اليونسكو.
وأضافت: في دورة هذا العام كرمنا اربعة من رواد المسرح العراقي بعناوين مؤلف ومخرج وممثل وممثلة، والمبدعون هم عادل كاظم مؤلفا، وسعدون العبيدي مخرجا، وقاسم الملاك ممثلا، وسليمة خضير ممثلة، هؤلاء الرعيل الاول الذي اسسوا الفرقة القومية للتمثيل، فكان واجب علينا ان نتذكرهم بالحفاوة والتكريم اليوم. احتفاءنا بهم احتفاء بالمسرح العراقي تاريخا وانجازا، ومع الاسف فان البعض منهم يفارق الحياة من دون ان تسمح لنا الظروف بتكريمه والاحتفاء به.

توبيخ
افتتح مهرجان دائرة السينما والمسرح بمسرحية (توبيخ) لفرقة مسرح المستحيل تأليف واخراج وسينوغرافيا الفنان انس عبد الصمد، وهي من المسرح الصامت (الميتا)، وتحدث عنها مخرجها قائلا» توبيخ عرض قدم في شتى دول العالم، والان نعرضه في بغداد، وقد حقق نجاحا متصاعدا مع فرقتنا «فرقة مسرح المستحيل» هو عمل محسوب وقاسي من ناحية الاعداد والعرض، وحساب درجه التلقي، بما يحيط بالمحيط المجتمعي، والذي حققنا له فعلا جماليا مسرحيا وهو (فن الميتا) المسرح الصامت، ولي دراسات وبحوث عن هذا الاسلوب.
وعن يوم المسرح العالمي قال: « يوم المسرح العالمي، مناسبة عالمية لترسيخ الفعل الجمالي، وهو فن الخشبة، والعراق ومسرحه احد اهم مسارح المنطقة العربية، ليأتي الاحتفال تأكيدا وتتويجا لتجربة المسرح بالعراق وتواصله مع العالم».

السندباد
‏ وفي يوم الختام شهدت خشبة المسرح الوطني عرضا لخيال الظل بعنوان (السندباد) اخراج الدكتور الفنان احمد محمد عبد الأمير، واداء ظلي رئيس ومخرج مساعد حسين مالتوس، والتقنيات الرقمية لمنتصر العذاري، المسرحية عرض صامت زاوج بين خيال الظل والتقنية الرقمية.
قال المخرج عن هذا العمل: « العنوان واضح، السندباد، اذن المسرحية فضاء مفتوح ينقلك مع السندباد الى عوالم شتى لكن سندبادنا مختلف، معاصر، هي رحلة الانسان بحد ذاته، تشبه رحلة السندباد الاسطورية، المشاهد سريالية خرافية بطلها انسان بسيط يحلم، لكن الظروف تواجهه وتصعب عليه تحقيق حلمه، لكن بطل كسندباد، كل واحد منا سندباد، او جلجامش، او انكيدو، لذلك فالبطل انموذج يمثل بغداد، العراق، ويعيد قراءة الماضي بنحو معاصر.
اما حسين مالتوس والذي لعب الدور الرئيس في العرض فقال: « نحن مختصون بهذا المسرح. هذه التجربة الرابعة بالنسبة لي في هذا المسرح، وبرغم سطوة التقنية الرقمية، الا انني استطعت ان اتشارك معها في تقديم هذا العمل، لم تسحبني التقنية الرقمية، ولم تتفوق علي، فانا اقوم بدور صامت خلف ستارة، وهذا برأيي اصعب من المونودراما «.

فضاءات القصب والجمال
و في معهد الفنون الجميلة /الدراسة المسائية في تربية بغداد الرصافة الاولى تم افتتاح المهرجان المسرحي السنوي الخامس (دورة الفنان الرائد الدكتور صلاح القصب) بالتوافق مع احتفالات يوم المسرح العالمي تحت شعار (فضاءات المسرح فسحة للحرية والجمال ) على قاعة المعهد للفترة من 25 لغاية 29 من شهر آذار الجاري.
العروض المسرحية كانت :مسرحية (الآنسة جولي ) للكاتب العالمي اوغست سترينبرغ، واخراج الطالب عبد الرحمن فراس، ومسرحية (ستربتيز) اخراج الطالب بسام عباس، ومسرحية (الحارس ) اخراج الطالب ليث رعد، ومسرحية صامتة بعنوان (المحطة) للكاتب قيس القرلوسي، اخراج وتمثيل الطالب رضا القرلوسي، ومسرحية (البداية) للكاتب العالمي صموئيل بيكت، واخراج الطالب رامي هاشم، ومسرحية للأطفال بعنوان (الثعلب الذي خدع نفسه) اخراج الطالب احمد اياد، واخيرا مسرحية (اشلاء) للكاتب حسن فالح واخراج الطالب علاء الدين محمد علي.
تم خلال المهرجان تكريم الرائد الفنان الدكتور صلاح القصب».
وفي كلمته الافتتاحية قال الفنان هاشم الدفاعي: «نؤمن ان المسرح خطاب وعي وتنوير في مواجهة قوى الفكر الظلامي والايديولوجيات المتطرفة، المسرح في محصلة عمله واهتمامه هو الانسان السليم المسالم المحب وعاشق الجمال والنور، لهذا جاء مهرجاننا الخامس هذا تحت شعار (فضاءات المسرح فسحة للحرية والجمال)، قدم المهرجان طاقات تبشر بالخير وبمستقبل مسرحي واعد لشباب يتملكه حب المسرح .

جوليا تتعرى
ومن عروض المهرجان الذي حضرته «الصباح الجديد» مسرحية (الانسة جوليا ) للكاتب العالمي اوغست سترينبرغ، واخراج الطالب عبد الرحمن فراس، وتمثيل حيدر حامد، وشاهندة عبد الله، وآيات عبد، وفي لقاء مع فريق العمل قال المخرج عبد الرحمن فراس من المرحلة الخامسة في قسم المسرح، والذي ذكر بان مسرحيته من المذهب الطبيعي وقال: «حاولت ان اسقط غريزة حب التسلط للطبقة الارستقراطية (الانسة جوليا) والصراع بينها وبين الطبقة الفقيرة (جان) على واقعنا اليوم وحاولت جاهدا مع زملائي ان نوصل الفكرة الى المشاهد «.
العرض الثاني كان بعنوان (ستربتيز) للكاتب التشيكي سلاموفير مروجك واخراج الطالب بسام عباس، وتمثيل عدنان غسان، وعبد الله سمير. وحسب مخرج العمل فإن ستربتيز تعني « التعري، نعري الجميع بما فيهم انا، نعري الاشياء في دواخلنا، انا اشعر اني داخل سجن كبير لا استطيع الخروج منه ولا اعرف سبب سجني، لذلك اريد ان تتعرى نفوس الجميع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة