بغداد – الصباح الجديد:
بعد انبثاق المركز العالمي للمسرح 1962، سارعت غالبية الدول الى فتح فروع لهذا المركز في بلدانها/ والارتباط بنحو مُباشر بنشاطاتهِ وفعالياتهِ، والتي تتركز على التعريف بالنشاطات المسرحية الوطنية ومنذ أواسط الستينيات.
وكان المركز العراقي للمسرح من اوائل المراكز التي تشكلت لهذا الغرض ومن اجل ذلك، عقدت اجتماعات عدة، بحثت خلالها مبررات تشكيل المركز وقبل أن يتم اعلانه رسميا في اليوم الخامس عشر من كانون الثاني عام 1969 ، حقق مسرحيو العراق أول احتفال لهم بيوم المسرح العالمي، عندما اجتمعوا في معهد الفنون الجميلة في 27 /آذار / عام 1966 استجابة لنداء لجنة الفنون والآداب في منظمة اليونسكو، وناقشوا قضايا عديدة تتصل بالحياة المسرحية في العراق كالتأليف والجمهور وعلاقة الدولة بالمسرح.
و بين عامي 1966 1969 تدارس عدد من المسرحيين العراقيين، مخرجون وممثلون و كتاب و نقاد و في فترات متباعدة و متقاربة، و عملوا من اجل (مركز عراقي للمسرح).
وحسب الباحث الراحل احمد فياض المفرجي في كتابه (الحياة المسرحية في العراق ) فقد شكلت في العام 1969 أول لجنة عراقية رسمية لإدارة هذا المركز، و قد ضمت كلا من السادة : – عزمي الصالحي، و بهجت شاكر، ود عزيز شلال ود .علي الزبيدي، وسامي عبد الحميد، و زكي الجابر، وسلام علي السلطان، وجاسم العبودي، وأمسى السيد عزمي الصالحي المدير العام لمصلحة السينما والمسرح في ذلك العام، سكرتيرا للمركز العراقي للمسرح وفي عام 1971 والفنان يوسف العاني سكرتيرا له، و بعد أن تم الاتصال بالمركز العالمي للمسرح و تثبيت عضوية المركز العراقي للمسرح فيه، حرص العراق على المشاركة في اجتماعات المركز الدولي بوفد يختاره المركز العراقي للمسرح، وأن يفي بكل التزاماته كعضو فاعل، و توثيق علاقته بالمراكز الوطنية الأخرى، وتم اختيار الفنان يوسف العاني عضوا في اللجنة التنفيذية للمركز الدولي خلال المؤتمر العشرين المنعقد في برلين عام 1983 .
وعلى الصعيد الوطني اعتاد المركز العراقي للمسرح الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يحل في اليوم السابع والعشرين من آذار كل عام، وتتلى رسالة المركز العالمي فيه، و تقدم المسرحيات من الفرق المسرحية والمؤسسات الفنية فيه.
وتولى المركز العراقي تكريم الرواد و المبدعين على وفق معايير تؤكد الريادة والإبداع و هي: البداية و المواصلة، و عمق التأثير، و تولى المركز العراقي للمسرح دعم الفرق التمثيلية العاملة بتقديم معونات مالية لهم، و تقويم الأعمال المسرحية في كل موسم، و منح الجوائز لأفضل محققي عناصر العرض في التأليف و الإخراج، والتمثيل والديكور والإنارة والأزياء، كما جرت العادة على فتح الصالات مجانا للجمهور، و إقامة المعارض.
و يسعى المركز العراقي للمسرح لاقامة الاحتفالات والتظاهرات الفنية والثقافية تحفيزا لتنشيط الفرق المسرحية الأعضاء في المركز، و للمكانة التي بلغها المركز العراقي للمسرح، ورغبة في توجيه نشاطه على وفق ضوابط خاصة، فقد صدرت التعليمات رقم ( 10 لسنة 1986 ) والتي وضحت اهداف المركز و طبيعته وارتباطه، وتنظيم فعالياته.
و جاء في المادة الرابعة من التعليمات المنشورة في العدد ( 3117 من جريدة الوقائع العراقية الصادرة في /9/9 1986) إن أهداف المركز * الإسهام بتنشيط الحركة المسرحية في العراق و تطويرها
*تبادل المعلومات و الخبرات مع المركز الدولي للمسرح و المراكز الوطنية الأعضاء فيه كما حددت المادة الخامسة من التعليمات وسائل تحقيق أهداف المراكز في:
1 -تزويد المركز الدولي للمسرح و المراكز الوطنية الممثلة بالنشاطات المسرحية في العراق بغية نشرها و التعريف بها.
2 -عقد المؤتمرات و الندوات.
3 -إقامة المهرجانات و المسابقات.
4 -إصدار النشرات و المطبوعات الفنية ذات العلاقة بالمسرح.
5 – تقويم العروض و الفعاليات.
6 – التعريف بالنشاطات المسرحية في العراق فضلا عن الترجمة و النشر و إقامة المعارض و تيسير المعرفة المسرحية.
7 – دعم الفرق التمثيلية العاملة المجازة بموجب قانون الفرق التمثيلية ماديا و معنويا .
و تنفيذا لهذه التعليمات، تم تشكيل مجلس مركزي للمركز العراقي للمسرح ضم ممثلي الفرق التمثيلية الأهلية، و دائرة السينما و المسرح، و كلية الفنون، و معهد الفنون الجميلة ببغداد، و المسرح العسكري، إضافة إلى خمس شخصيات تم اختيارها لمكانتها الفنية المتميزة و هؤلاء هم : يوسف العاني، وجعفر السعدي، وسامي عبد الحميد، و ياسين النصير، وسليمة خضير .
وفي لقاء مع الدكتور هيثم عبد الرزاق تحدث عن واقع المركز قائلا: هناك تصور خاطيء عند البعض بأن المركز هيئة انتاجية متنفذة، والحقيقة ان مركزنا اشبه بمركز اعلامي واجبه نقل واقع النشاطات المسرحية التي تقام في العراق للمركز الدولي للمسرح، حتى ان النظام الداخلي يتحدث عن التعريف بالاعمال وترجمتها الى الإنجليزية، ومن ثم اطلاع المركز الدولي عليها، التواصل مع المركز الدولي يحتم علينا دفع اشتراك سنوي قيمته 2000 يورو، وحصلنا سابقا على موافقة وزارة المالية بتسديد المبلغ، كما استطعنا ان نحصل على منحة من وزارة الثقافة تبلغ عشرة ملايين دينار سنويا، لكنها توقفت بعد اعلان حالة التقشف، لذلك نحن ندير المركز اليوم بجهود ذاتية، وكنا نطمح ان نفتح فروعا بالمحافظات كما حصل في البصرة، لكن فرع البصرة يعاني اليوم مثلما نعاني بسبب القحط المادي.