عن الاسبانية ترجمة:
حسين نهابة
ما يزال النسر ينقر قدميّ. كان قد خزق الأحذية والجوارب وشرع الآن بنقر قدميّ. اعتاد ان يضرب بمنقاره ويطير في دوائر عشوائية غير بعيد عني، ثم يتابع العملية ذاتها.
مر رجل بجانبي. نظر اليّ لحظة وسألني لمَ اتسامح مع النسر.
– انا اعزل – قلت له- جاء وبدأ ينقرني. اردت ان أُفزعه وفكرت حتى في ان ألوي عنقه. لكن هذه الحيوانات قوية جداً لدرجة انه كان يريد انتزاع وجهي، فاضطررت الى التضحية بقدميّ والتي اصبحت الآن إرباً.
– لا تدعه يعذبك –قال الرجل- طلقة واحدة وينتهي امر النسر.
– هل ترى ذلك؟ – تساءلت- هل تريد ان تتولى هذا الأمر؟
– بكل سرور –قال الرجل- ليس امامي سوى الذهاب الى البيت للبحث عن البندقية. هل يمكنك ان تنتظر نصف ساعة اخرى؟
– لا اعرف –اجبت. وللحظة بقيتُ متيبساً من الألم، اضفت بعدها- ارجوك حاول قدر ما استطعت.
– حسن –قال الرجل- سأعمل ما بوسعي.
كان النسر يستمع الى حديثنا بهدوء، متنقلاً بنظراته بيني وبين الرجل. وادركت انه فهم كل شيء: طار قليلاً، وتراجع ليتمكن من إحكام اندفاعه الضروري، ومثل بطل رياضي يرمي رمحه، ادخل منقاره ملء فمي. حين وقعتُ على ظهري، شعرتُ بحرية وان في دمي المُترع في اعماقي والذي كان يغمر كل الضفاف، كان النسر يختنق بصورة ابدية.