فلم شكل الماء «The Shape Of Water» للمخرج غييرمو ديل تورو

المرشح لـ 13 جائزة أوسكار
كاظم مرشد السلوم

بعد ان حقق فلمه « متاهة بان « نجاحا كبيرا وضعه ضمن قائمة المخرجين الأكثر شهرة ، يعود المخرج ديل تورو الينا بتحفة سينمائية جديدة هي فلم «شكل الماء « أو The Shape Of Water، الذي صفق لهه جمهور مهرجان دبي السينمائي كثيرا أثناء عرضه في الدورة ال14 للمهرجان، هذا التصفيق لم يأتي اعتباطا اذ حقق الفلم العديد من الجوائز بعد عرضه في اهم المهرجانات السينمائية العالمية، حيث حقق في مهرجان ال BAFTA ، ثلاث جوائز أفضل الخراج ، افضل موسيقى تصويرية، افضل تصميم انتاج، كما حاز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينسيا الدولي.

الحكاية
ماذا يحدث لو؟
سؤال السينما المهم « ماذا يحدث لو «هو عصب الاشتغال السردي البصري لمخرج الفلم ديل تورو، حيث نتعرف على سلسلة إجابات عن السؤال إذا وضعناه في ذهننا مع بدء المشهد الأول للفلم
ماذا يحدث لو أن الفتاة اليزا «سالي هوكنز « فتاة بكماء ، تعيش في شقة صغيرة، لا علاقة لها بأحد سوى جارها الكهل الفنان التشكيلي غيلز « ريتشاد جنكنز، تعمل كعاملة تنتظيف في واحد من اكبر مختبرات وكالة المخابرات المركزية، مع صديقتها الزنجية « زيلدا « أوكتافيا فيا سبنسر، حيث يمثلن الطبقة الأدنى من المجتمع الأمريكي
تتعرف على كائن برمائي «خليط بين جسد رجل وسمكة « اسرته المخابرات المركزية الامريكية من غابات الامازون لتعمل عليه عدد من التجارب لاستخدامه كسلاح في حربها ضد الاتحاد السوفياتي ابان الحرب الباردة، ويخوض الاثنان صراعا حادا حوله، ونتيجة تعاطفها مع هذا الكائن نتيجة مشاهدتها لتعرضه لتعذيب قاسي عليه يد الكولونيل ريتشاد «مايكل شانون» المسؤول عن امن دائرة البحوث التي يوضع فيها هذا الكائن، تنشأ علاقة صداقة تتحول فميا بعد الى علاقة حميمة بين الاثنين، تنتهي بان يستقرالاثنان تحت الماء حيث لدى هذا الكائن القدرة على شفاء الاخرين بل واعادتهم الى الحياة .

الاشتغال
بسلاسة وهدوء يستعرض لنا المخرج ديل تورو حياة شخوص فلمه ، اليزا في شقتها تعيش بروتين واضحة ، تستيقظ لتسلق البيض وتأخذ اثناء ذلك حمامها المعتاد ، حيث تداعب نفسها كل يوم « تأكيد لعدم وجود علاقة لها بأي رجل» سوى غينلز «ريتشاد جنكنز» جارها الكهل الذي يحاول جاهدا بيع لوحاته لكنه يواجه رفضا من صاحب احد معارض الفن متحججا بشتى الحجج، زيلدا السيدة الزنجية زيلدا ، التي تعيش مع زوج كسول لا تنقطع عن الحديث عنه وعن كسله ، حيث تشتغل مع اليزا في نفس مركز البحوث الذي يبدو كسجن كبير اقرب منه الى مركز بحوث.
الكولونيل ريتشاد، القاسي المتعجرف الذي يريد للكل ان يكون تحت إمرته وان يلزموا الصمت، حتى زوجته وأولاده.
البرفسور هوفستلتر « مايكل ستولبارغ، الجاسوس السوفياتي الذي يحاول نقل الكائن الى روسيا.
يحرك المخرج ابطاله ضمن صراع في اطار مليء بالفنتازيا والتشويق، اليزا تقع في حب الكائن البرمائي، تقدم له البيض المسلوق وتسمعه الموسيقى، فيأمن جانبها بل ويقع في حبها، الكولونيل ريتشاد يحاول ان يخيف ويحتقر الجميع بما فيهم اليزا وزيلدا ، اذا يرى انهما من الطبقة الدنيا، تعاطف البروفسور هوفستلتر مع الكائن عندما يعرف نية الامريكان قتله ومن ثم تشريحه، ويصدم برغبة الروس لقتل الكائن كذلك .
ليصل الفعل السردي الى ذروته بعد ان تنجح اليزا وزسلدا وبمساعدة جارها غينلز الرسام العجوز والبرفسور في تهريب الكائن ونقله الى شقتها.
هنا ينتقل الفلم الى جانبه التشويقي الفنتازي من خلال العلاقة الجنسية بين اليزا والكائن البرمائي، اذا تملأ شقتها بالماء ليسبحا سوية، ويمارسان الجنس، ولولا تدخل جارها الرسام لسقطت شقتها على دار السينما التي تقع تحتها.
لكن لكل شيء نهاية، اليزا تعرف ان هذا الكائن لا يمكن ان يعيش في شقتها الى الابد، خصوصا بعد ان بدأ جلد يتأثر لنقص ملوحة الماء في بانيو شقتها، ومنذ جلبها له وضعت تاريخا لمغادرته، في يوم ارتفاع المد وهطول المطر.
الكولونيل لا يكف عن معرفة من سرق الكائن وتحت ضغط مسؤوله المباشر يعرف ان اليزا وزيلدا وراء ذلك، لتنتهي الاحداث على شاطئ البحر، فبعد نجاح اليزا وزيلدا والرسام غينلز في إيصال الكائن الى البحر واثناء توديعهم له، يصل الكولونيل الى المكان بعد ان صفى البروفسور الذي خاض معركة مع المخابرات السوفياتية التي حاولت تصفيته، وانتزاع اعترافا منه بمن سرق الكائن، فيقوم بإطلاق الرصاص على الجميع فتصاب اليزا وتفارق الحياة وكذلك الكائن، والرسام، لكن الكائن يستعيد عافيته وهذا يأتي من قدراته الذاتية، لذلك يعتبره الأهالي في مكانه الأصلي الها وليس وحشا، فيشفي غينلز الرسام، والذي سبق ان أعاد له شعره المتساقط، ويقضي على الكولونيل، ثم يأخذ اليزا ويقفز بها الى الماء، وفي مشهد جميل رسم بعناية فائقة، يحتضن الكائن اليزا، فيعيد لها الحياة وهذه المرة تتحول الى كائن بشري برمائي.

الأداء
أدت الممثلة سالي هوكنز دورها ببراعة واضحة، من خلال أدائها لدور الفتاة غير الجميلة والبكماء، كذلك تعيد الممثلة أوكتافيا سبنسر أدائها الجميل في فلم الخادمة وان اختلف الموضوع والحكاية، وجسد الممثل مايكل شانون دور الضابط القاسي والشرير ببراعة واضحة ساعده في ذلك تقاطيعه المعبرة عن ذلك.

كادر الفلم
الإخراج – غييرمو دل تورو
بطولة – سالي هوكنز – اوكتافيا سبنر – مايكل شانون – مايكل ستلبورغ – دوغ جونز بدور المخلوق
سيناريو – غييرمو دل تورو
مونتاج – سيدني ولينسك
تصوير – دان لوستينس
موسيقى تصويرية – الكسندر ديسبلاك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة