ملف الارهاب في العراق ملف متجذر اسهمت الحروب وسياسات القمع والتهميش في توسعه وفي انتشار اثاره المدمرة في هذا البلد وتعدتها الى دول المنطقة والى دول اوروبا ودول اخرى ومن اجل الاحاطة بهذا الملف لابد من التعمق كثيرا في الاحداث التي رافقت ظهور التنظيمات الارهابية وتوغلها في ظروف استثنائية وتنقل الارهابيين في اكثر من دولة ونسج قيادتهم لخرائط النشاط الارهابي الذي رافق فصول الحرب في افغانستان والادوار التي لعبتها الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي سابقا ودول اوروبا في مواجهة حركات الارهاب ومطاردتها في دول المنطقة ومن ثم انتشار موجات التطرف في العالم العربي وظهور المناصرين لهذه الحركات في السعودية ومصر والجزائر ودول اخرى فكرا وثقافة واسهم الاحتلال الاميركي للعراق في تأجيج نزعات التطرف وتمحور المواقف الرافضة لهذا الاحتلال تحت غطاء المقاومة في تحالفات واسعة لتسويق الارهاب بعناوين جديدة ومنح العمليات الارهابية شرعية مزيفة.. لقد فتح النظام المباد الباب واسعا من اجل قدوم التنظيمات الارهابية في العراق وتغلغلها وظهرت اولى معالم الاحتضان للفكر الارهابي ومن ثم الاحتضان لتشكيلاته المسلحة وكان سقوط هذا النظام ايذانا بالشروع في حرب دموية ميدانها العراق وتمكن تنظيم القاعدة عبر خطط مدروسة من توسيع وترسيخ النشاط الارهابي لعناصره والمناورة في تغيير الخطط واستبدال العناوين وتوظيف الفوضى السياسية وعدم الاستقرار في العراق من اجل زعزعة الامن واشغال الحكومات المتعاقبة عن تنفيذ برامجها للخلاص من الارهاب والتفتيش عن حواضنه ومواجهة التنظيمات الارهابية واقتلاع جذورها وعلى الرغم من مرور اكثر من اربعة عشر عاما على هذه المواجهة بقيت المعالجات تجاه حواضن الارهاب معالجات سطحية استهدفت بالدرجة الاساس مطاردة الارهابيين وقتلهم في معارك متفرقة وفي اوقات متفاوتة وطغت مظاهر التستر في كل التوافقات السياسية التي اعقبت المعارك العسكرية مع التنظيمات الارهابية على فئات مختلفة دعمت الارهاب منهم دعاة الفكر الطائفي المتطرف والمناصرون للحركات الارهابية والذين اوو ومايزالون مستعدين لايواء الارهابيين او سهلوا وصولهم او سهلوا خروجهم وافلاتهم من العقاب هؤلاء جميعا لابد ان تستهدفهم قوة القانون بوصفهم الجذور الحية التي يستقوي بها الارهاب وبوصفهم البيئة المناسبة التي ينمو فيها ويتبرعم ويشتد عوده ليعاود من جديد ضرباته بحق العراقيين في الشمال والوسط والجنوب ومالم يجر العمل على اقتلاع هذه الجذور ستبقى مشاهد سفك دماء العراقيين ماثلة امام العالم وسيبقى الحديث عن الخلاص من الارهاب مجرد تكهنات وادعاءات لاتقوى على الحقيقة .
د. علي شمخي
جذور الجريمة !
التعليقات مغلقة