رئيس حكومة الاقليم يزور بغداد قريبا
السليمانية ـ عباس كاريزي:
فيما اعلنت هيئة الدفاع عن حقوق الملاكات التدريسية في الاقليم عن تنظيم تظاهرة جديدة في محافظات السليمانية وحلبجة وادارتي كرميان ورابرين احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم من قبل حكومة الاقليم اعلنت مصادر مطلعة للصباح الجديد عن زيارة يقوم بها رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني الى بغداد لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاقات التي توصل اليها حكومتى الاقليم والحكومة الاتحادية.
واكد مصدر مطلع للصباح الجديد، ان التقدم الذي حصل مؤخرا باتجاه حلحلة المسائل العالقة بين اربيل وبغداد حضي بترحيب المجتمع الدولي، وان الزيارة الاخيرة التي قام بها نائب وزير الخارجية الاميركي جون سوليفان الى العراق واقليم كردستان جاءت للترحيب بالتقارب بين الجانبان، والتي اكد خلالها دعم الولايات المتحدة لحل المشاكل بين أربيل وبغداد على أساس الدستور العراقي ومن خلال الحوار الجاد.
وتابع ان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني سيزور بغداد قريبا برفقة وفد فني واداري وسيتعقد اجتماعات وصفها بالهامة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، في مسعى منه لانهاء صفحة التوتر ومعالجة الخلافات العالقة، مؤكدا ان بارزاني والعبادي يدركان جيدا ان الاوضاع الراهنة في كردستان والعراق والمنطقة تتطلب طي صفحة الاستفتاء، والبدء بمرحلة جديد من العلاقة بين اربيل وبغداد، تعتمد الدستور كأساس، مشيرا الى ان بارزاني يدرك ان بغداد هي المخرج الوحيد امامه لتدارك الازمات السياسية والاقتصادية والمعاشية التي يتواجه حكومته.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اعلن احترامه لتطلعات الكرد، مشيراً إلى انه اتفق «على خارطة طريق» خلال لقاء رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الذي عقد أواخر الشهر الماضي.
وقال العبادي في مقابلة مع جريدة «اليوم السابع» المصرية «بداية أؤكد أن المشكلة الكردية جزء منها تأريخي ونحن نحترم تطلعات الكرد»، مضيفاً ان المشكلة الكردية هي معركة كل الحكومات العراقية المتعاقبة، وهناك مشكلة قومية لأنهم يمتلكون نقاط قومية، وهناك أزمة فى النفط وإعادة الرواتب للعاملين فى الإقليم ونعمل على حل تلك المشكلات».
واعلن العبادي رفضه لعدم وجود شفافية أو محاسبة في إقليم كردستان، معلناً اعتراضه على إدارة شؤون الاقليم بطريقة حزبية، معربا عن امله في ان ينفذ لاتفاق على خارطة الطريق التي توصل اليها مع بارزاني بشكل سليم، مجددا حرصه على الحل وفرض السلطة الاتحادية لسلطتها في الإقليم في إطار الالتزام بالدستور والقانون.
وكان حدة التوت قد اشتدت بين بغداد وأربيل عقب اصرار رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان في 25 من أيلول المنصرم 2017، الا ان تراجع الاقليم عن مواقفه السابقة واعلانه احترام والالتزام بقرارات المحكمة الاتحادية التي اعتبرت الاستفتاء اجراءا غير قانوني، مهد الطريق امام عودة اللقاءات السياسية بين الطرفين، وهو ما تجسد في اجتماعان عقدهما رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني مع رئيس الوزراء حيدر العبادي العراقي في بغداد ودافوس، والتي فتحت الباب امام الحوار مجددا بين أربيل وبغداد لحل الخلافات العالقة.
في غضون ذلك وبينما تستمر اللجان التدقيقية المكلفة من قبل الحكومة الاتحادية بتدقيق سجلات وقوائم رواتب موظفي الاقليم لاسبوع الثاني على التوالي، بهدف منح رواتب الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية، اعلنت هيئة الدفاع عن حقوق الملاكات التدريسية في الاقليم ان شريحة المعلمين غدوا ضحية للصراعات الجارية بين اربيل وبغداد.
واعلنت الهيئة وفقا لبيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه ان المعلمين والمدرسين وموظفي الدوائر الحكومية سينظمون غدا الثلاثاء تظاهرات في محافظتي السليمانية وحلبجة وادارتي كرميان ورابرين، بهدف مطالبة حكومة الاقليم بالكثف عن التلاعب بمقدرات الشعب ومنح المعلمين حقوقهم المعاشية وراتبهم المتأخرة والغاء نظام الادخار الاجباري لمرتباتهم.
واشار البيان الى ان الموظفين وبظمنهم الملاكات التدريسية يطالبون بحقوقهم البدائية ولم يعد بمقدوره تحمل الظلم والهوان اكثر من ذلك وان قانون الغابة الذي تنتهجه حكومة الاقليم والسرقة الواضحة لثروات الشعب والتلاعب بمقدراته ستواجه سخط الشعب الذي سينتفض ويقتلع جذور الفساد، مطالبين المسؤولين بترك كراسيهم اذا كانوا عاجزين عن وضع معالجات ناجعة لمشاكل وازمات الاقليم المستفحلة.
وكانت شريحة المعلمين والتدريسيين قد اعلنت مقاطعة الدوام الرسمي في محافظتي السليمانية وحلجبة واغلقت على اثرها ابواب المدارس احتاجا على تاخر رواتبهم التي غدت موسمية في ظل عجز حكومة الاقليم عن منح رواتبهم، وتأخر صرفها من قبل الحكومة الاتحادية التي اعلنت سابقا استعداها لمنح رواتب وزارتي الصحة والتربية في الاقليم بعد اكتمال عملية التدقيق في سجلات رواتبهم.