المركز العراقي للتنمية الإعلامية
بغداد – فلاح المرسومي:
استضاف المركز العراقي للتنمية الاعلامية في اجتماعه النصف شهري يوم السبت 3/شباط /2018 كلا من الدكتور رائد فهمي سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي وحاتم حطاب أمين عام الحزب الجمهوري العراقي مع تعذر حضور الدكتور حسين العاقولي رئيس حزب الاستقامة ، للحديث عن التحالفات السياسية وفرص نجاحها وقد ابتدأ الجلسة الدكتور عدنان السراج رئيس المركز مرحباً بالضيوف والحضور الذي قال عنهم بأنهم أعمدة هذا المركز بدوام حضورهم ومشاركتهم والتي تشكل جزءا من الواقع الإعلامي وفي بناء مسار الدولة.
لقد بدأت الآن التحالفات وكلها وطنية وتسعى الى عراق وطني متحرر وكل منهم يشكل دعامات لبناء دولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها ، اليوم القوى السياسية وبعد وعيها للمرحلة السابقة بكل ما فيها ليصبح عندها قناعة بان المهم هو في أن تسمع الآخر وأن تعمل جميعاً لبناء دولة مؤسساتية قادرة على بناء الدولة الحديثة بدءًا من مجلس النواب على الرغم من وجود الاختلافات في وجهات النظر بالتأكيد بين هذا الناخب وذاك وهذا المرشح وذاك الذي يختاره الناخب، فحزب الاستقامة مبارك من السيد مقتدى الصدر والحزب الشيوعي له باع طويل في السياسة وفي الحركة الوطنية في العراق وان تحالفه مع حزب الاستقامة أكيد فيه ما يراه الحزبان المتحالفان مصلحة وطنية برغم الاختلافات الفكرية وكذلك مع حليفهم الثالث الحزب الجمهوري العراقي ونحن في جلستنا هذه كاعلاميين وصحفيين واكاديميين ومن مختلف التوجهات الفكرية ايضاً نريد ومن غير اسقاط تكليف أو فروض اتجاه معين ، بقدر ما نريد أن نصل الى قناعات من أجل المساهمة كل من موقعه في بناء الدولة والمجتمع ، بعده تحدث المحلل السياسي واثق الهاشمي عن التحالفات التي جرت بين الاحزاب والتجمعات والحركات والتيارات والاشخاص لخوض الانتخابات في ايار من هذا العام ومنها تحالف الأحزاب الثلاثة، الشيوعي والاستقامة والعراقي الجمهوري الذي نلتقي بقياداته اليوم للحديث عن تحالفهم.
وليتفضل الدكتور رائد فهمي سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي عن هذا التحالف، الذي تقدم بالشكر والامتنان للمركز لاتاحته فرصة اللقاء والتعريف امام نخبة كريمة من الصحافيين والاعلاميين وشخصيات اكاديمية وسياسية وعلى شتى الاتجاهات والافكار المحترمة قطعاً ليكون غنياً بالاجابة على الاستفهامات التي رافقت اعلان هذا التحالف ، ولا نخفي أن هذا التحالف قد أثار أسئلة وعده البعض غريبا برغم أننا عندما نعود الى الوراء نجده ليس جديداً حيث كان لنا تحالف وهو الأول مع حزب الدعوة عام 1980 وفي عام 1990 كانت هناك تحالفات مع احزاب وحركات اسلامية أخرى وحتى بعد عام 2003.
ولأن العملية السياسية قد ذهبت نحو المحاصصة الطائفية وبمسارات غير المسارات التي كنا كحزب شيوعي نريدها ، لكن اليوم بهذا التحالف والذي هو ليس تحالفا جديدا وانما بدا منذ أكثر من ثلاث سنوات وتحديداً منذ ان بدأت المظاهرات الاحتجاجية في بغداد وتحديداً مع التيار الصدري في أرضية مشتركة على خدمة الجماهير بالاصلاح السياسي والخدمي والاقتصادي والقضاء على الفساد ولم نكن في حينها بقصد التحالف أو هناك فكرة تحالف مع التيار ولكن كنا معا متعاونين وبغاية جماهيرية مشتركة في تلك المظاهرات التي كانت تعبيراً جماهيرياً لوطن أفضل وزاد في هذا اليوم ما جاء على لسان وبتاكيد السيد مقتدى الصدر عن تشكيل حزب الاستقامة بكونه حزباً عابراً للطائفية وهذا المنطلق والمفهوم جعلنا قريبين جداً من بعض ، وتقاربت أحزاب أخرى لمثل هذا التحالف وهو في الغالب تحالف مدني من هذا فإن تحالفنا ليس غريباً ولا مفاجئاً حيث كانت له ممهدات مشتركة هي مصلحة بلاد تقتضي فيه كل المواجهات لخدمته ورفع شأنه داخلياً وخارجياً مع المحيط الأقرب والأبعد خاصة بعد اندحار داعش والانتصار عليه إنها التحديات الأمنية في السلم المجتمعي بين كل ابناء الشعب والاجتماعية والاقتصادية ، يؤكد الدكتور فهمي نحن نشعرفي الحزب الشيوعي وتحالفنا أجمع بأن اصطفافنا السياسي الواحد هذا هو قادر على بناء وادارة دولة حديثه دولة مدنية يكون السلاح بيديها ولا يوجد بديل عن القانون في كل معتركات الحياة فان في ذلك البناء المؤسسي للدولة التي ننشدها ، مؤكداً على أن هوية هذا التحالف وطنية مدنية بكل المشتركات وللتضافر كل الجهود من أجل ذلك بعيداً عن مغانم مصلحية نفعية حزبية ضيقة وانما هو مشروع بطابع مدني ودولة مواطنة هدفها في البناء العدالة الاجتماعية التي بها يرتقي الفرد وترتقي الدولة والمجتمع بعمومه وخاضع للرقابة والمحاسبة الجماهيرية لتكون شاهداً على مسيرته فيما قطعه التحالف على نفسه قبل الانتخابات.
بعده تحدث امين عام حزب الجمهوري العراقي حاتم حطاب متشرفاً اللقاء بهذه النخبة التي تعبر (كما وصفها) عن الضمير الوطني والأصالة العراقية التي غابت او غيّبت من قبل الذين لا يريدون الخير للعراق ، مؤكدا في حديثه على أن تحالفهم هذا يحمل جوانب كثيرة منها ما تطرق اليها الدكتور رائد فهمي ولأضيف عليها بان هناك مشكلة عميقة يتوجب التصدي لها من كل المخلصين التي لحقت بالمواطن والوطن هذا الوطن الذي قد صودرت كل مستلزمات من احتلال اجنبي ومن آفات مجتمعية فاسدة معروفة للجميع قد أضعفت بشكل كبير الوطن والمواطن على وفق ما حصل لم يبق له شيء غير منتهك ، أن أي تخريب في ارض أو أبنية مهما يكن يمكن اعادته فالبلد غني بموارده إلا تخريب الانسان المواطن العراقي فان اعادة بنائه صعبة جداً وليست سهلة وتتطلب تضحيات كبيرة كما أكد الحطاب الى أن تحالفهم ليس ايدلوجياً لأن التباين في الآيدلوجيات موجود كل له ايدلوجيته وإنما حاجة ومصلحة البلد العليا فوق كل اعتبار وخصوصيات فان وحدتنا هي وحدة هدف للعمل معا وبنكران ذات لاعادة بناء الدولة والانسان وكل منا نحن المتحالفين يحتفظ بهويته وكل منا يحترم هوية الآخر فهوية الجميع الوطن وبهذا المنهج والرؤية اتسعت مساحة التعاون فيما بيننا لبناء الدولة الحديثة حقاً وأكد على الاعتراف بالآخر برغم الاختلاف معه.
والتحالف يقدم مجموعة من المعطيات لتجسد مشروعاً وليس وعوداً للناخبين وارضية مشتركة في التوجه نحو الجمهور الكادح والمهمش ، ومسؤوليتنا اتجاه انفسنا أولاً والجمهور ثانياً هو الالتزام بالتشريعات والخطوات التي أقرها التحالف في برنامجه وبأهدافه وخاصة اتجاه الشباب وفي حق المواطن بالدولة المدنية التي نسعى في بنائها فان كان المستقبل مجهول فانه لا بد من التغيير وهاجسنا الخير بالتعاون الجديد مع القوى الاسلامية الحريصة على بناء الدولة والمواطن ومستقبله الزاهر الواحد مجتمعياً وبكفاءات تكنوقراط مع ولاء مطلق للعراق وشدد بالختام الى ان هذا التحالف هو استراتيجي ولا ضير في اختلاف الايدلوجيات تحالف بتوجهات وطنية واحدة متفق عليها في كيفية ادارة الدولة المدنية المناهضة للطائفية التي دمرت الدولة والمجتمع .أما مسألة الأسماء التي ستحكم بعد الفوز والعدد والمراكز في السلطة ( في مداخلة من احد الحضور ) فقد أشار الى أن هذا جعلناه بكل مفرداته لما بعد وليس بأهمية أن اتفاقنا هو على المبادئ والأهداف التي هي أكبر بالتأكيد من الأسماء ، وفي الختام أجاب كل من سكرتير الحزب الشيوعي رائد فهمي وأمين عام الحزب الجمهوري العراقي على اسئلة الحضور وكانت كثيرة وفيها الكثير من الهواجس التي يخشى على التحالف منها على وحدته وفرط عقده حيث أكد وأجمع المتحدثّان على أن هذا مستبعد جداً . .