الموضوع الذي تناوله الإعلامي المبدع جليل العبودي في الزميلة صحيفة «الملاعب» الإسبوع الماضي بعنوان نعاني ( أزمة حراس ) موضوع مهم وحديث الساعة لفت نظري ونال إعجابي مما دفعني لكاتبة هذا الموضوع الذي أراه مكملاً لما تناوله العبودي ومرتبطاً بالمشكله نفسها، غياب الكفاءات المتخصصة فى تدريب حراس المرمى عن الساحة العراقية يعد السبب الرئيسي فى أزمة حراس المرمى وندرة المواهب .
التدريب علم وموهبة وخبرات ميدانية وشهادات تدريبية فهجرة الكفاءات وإحترافها خارج القطر أنعكس هذا بدوره عن مستوى حراس المرمي فى الأندية والمنتخبات.
فى اليابان الاندية والمنتخبات لكل فريق ثلاثة مدربين حراس وقد شاهدت هذه فى تصفيات كاس العالم عندما قابل اليابان منتخب الإمارات في مدينة العين الإماراتية حيث نزل الملعب ثلاث مدربين حراس مدرب أول ومساعدين إثنين يقومون بعملية الإحماء للحراس لقناعاتهم بأهمية دور مدرب الحراس فى نجاح الفريق وجاهزية الحارس . حينما كان إسطورة مدربي حراس العراق ، الكابتن قاسم أبوحديد مدرباً لأسود الرافيدين ولنادي الشرطة .
لا نادي الشرطة شكى من الحراس ولا منتخبنا الوطني افتقر للحراس المبدعين لأن التدريب وإختيار الحراس كان وفق معاير معينة مدروسة وعلمية نابعة من تجربة عميقة في عالم المرمي وفى احدى البطولات الأسيوية اقترح أبوحديد على مدرب المنتخب آنذاك أكرم سلمان بضرورة دعوة حارس يمتاز بصد ضربات الجزاء وكان الإختيار من نصيب سمير عبدالرضا وفى إحدى المباريات ذهبت لضربات الترجيح واستطاع الحارس سمير عبدالرضا من رد ثلاث ضربات جزاء وهكذا نجح أبوحديد فى عملية الإختيار والتوقيت الصحيح وهكذا العلمية والتخطيط فى عمل المدربين تساهم فى النجاح من هذا المنطلق ادعو المسؤولين على المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية بالإشراف الفني والبحث عن مشرفين فنيين لمدربي حراس المرمى لمعالجة الأزمة المشتركة بين ضعف مستوى التدريب وأزمة الحراس.
لا نلوم مدربى حراس منتخباتنا الوطنية فى الوقت الحاضر على المستويات المتذبذبة لحراس المرمى ولكن نلوم الواقع لغياب دروي المراحل السنية وغياب الكفاءات فى تدريب الحراس الصغار وتعليميهم الأسس الصحيحة فى مسك الكرات والأرتماء وتنمية المهارات وهذا يساهم فى بناء الحارس بناءاً سليماً يساعده على التطور حيث أن الحارس اذا تعلم أشياء بشكل غير صحيحة فى البداية من الصعوبة جداً تغيرها فى المستقبل لهذا تراكمات الماضي سبب أزمة الحراس لذا يتوجب علينا خلق جيل من المدربين الشباب وزجهم فى دورات أسيوية ومحلية خاصة بحراس المرمى ومشاركتهم فى التدريب ليعملوا على صناعة جيل جديد مبني على أسسس علمية صحيحة من كافة الجوانب الفنية والخططية والذهنية والنفسية والبدنية كما أدعو إلى تشكيل لجنة فنية من الخبراء بعالم المرمى لوضع برنامج عمل لتطوير المدربين ومتابعتهم وعمل دورات محلية لرفع كفاءة المدرب من خلال ورشات عمل متواصلة تقوم بها اللجنة الفنية فالاستعانة بالكابتن أبوحديد هو الحل الوحيد للازمة وذلك لعلميته ولخبراته الميدانية مع المنتخبات والأندية ومع الإحتراف الخارجي فى الخليج وأفريقيا.
* مدرب عراقي محترف
نعمت عباس