مطلقُ الأحلامِ ..
يرقدُ الشاعرُ على ريشِ
قصائدِهِ .
وفي قلبِهِ حروفٌ هاربةٌ
يرصفُها خفقةً خفقة
فتُعشبُ بالتراتيلِ السماءُ
وعلى زهرِ الكلامِ
النجومُ تنثرُ فضّتَها .
هو يعلمُ أنَّ النشوةَ التي شطرتْ
وحشتَهُ
لمْ تكنْ سوى جملةٍ اعتراضيةٍ
في مدونةِ الغياب ،
وأنَّ الأغانيَ منفضةٌ لرمادِ الذكرياتِ .
فافتحي نافذتَكِ أيّتها المأخوذةُ بالترقبِ
لهمسٍ جائعٍ
واتركي الشمعة تتلوى في شتاءِ القلبِ
على حرائقِ دمعِها .
فالسماءُ لا يطوحها النعاسُ
حين ترى النوافذَ مغلقةً
والسكارى على أرصفةِ الصحوِ
يكرعونَ فلا ينزفون !
فيما القرودُ تُشهرُ على الليلِ
قهقهاتَها
الضفادعُ تَنقُّ خلفَ سياجِ
حديقتِهِ
فيُحني الهواءُ رأسَهُ
حينَ يمرُّ الطنينُ .
وهو يحلقُ على غيمةٍ زرقاءَ
مشيّعاً بالهديلِ
يعلمُ الشاعرُ إنَّ الطواويسَ
لا تطيرُ
قد تعبثُ في سنابلِ القولِ ..
تتعجرفُ ..
تصرخُ فتُعكرُ رقصَ الشموعِ
لكنها لا تطيرُ .
الطواويسُ أليفةٌ في قصورِ السلاطينِ
وأقفاصِ الفرجةِ
غريبةٌ في حدائقِ الشعراء .
هل سمعتم شاعراً عافَ بلبلاً
وتغزّلَ من قلبِهِ بطاووس ؟
يحدثُ أنْ يفقد الطاووسُ ذيلَهُ
فيفتشُ عن ريشٍ
حتى ولو من قشورِ الجذامِ
من بثورِ الجلودِ المتصدفةِ
يلونُها ..
يضمخُها بعطرٍ كاذبٍ
ثم يلصقها في عجيزتِهِ
ليُكملَ ما فاتهُ من تبخترٍ
فيُخذلُهُ قبحُ قدميهِ .
يشربُ الشاعرُ قهوتَهُ الآنَ ..
يرتبُ هندامَ قصيدتِهِ
يُخرجُ من جيبِها السريِّ زهرةً
لسيدةِ الصباح
غيرُ عابئ بالقردةِ والطواويس .
الطواويسُ غريبةٌ في حدائقِ الشعراء
التعليقات مغلقة