“العمل”: معالجة التحديات التي خلّفها داعش بحق أطفال العراق.. مهمة وطنية

بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية لحمايتهم ومنع استغلالهم
متابعة الصباح الجديد:

دعا وزير العمل والشؤون الاجتماعية رئيس هيئة رعاية الطفولة في العراق المهندس محمد شياع السوداني الى معالجة كل المشكلات والتحديات التي خلفتها ممارسات داعش الارهابية بحق اطفال العراق والعمل سوية على تعزيز التدابير لحمايتهم ومنع استغلالهم واعادة دمجهم في المجتمع من اجل بناء مجتمع قادر على الصمود ويسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وبناء السلم المجتمعي .
وقال وزير العمل في كلمة القاها في المؤتمر السنوي الثاني عشر لهيئة رعاية الطفولة الخاص بالدفاع عن حقوق الطفل الذي عقد مؤخرا ، ان هيئة رعاية الطفولة عملت طوال المدة الماضية على تحديد وتشخيص اوجه القصور الذي يعتري واقع المؤسسات المعنية بالطفل ونوعية ومستوى الخدمات التي تقدمها لاسيما في المجال التعليمـي والصحي فضلا عن المجالات الاجتماعية والثقافية ، لافتا الى ان الهيئة اعدت مشروع قانون الطفل العراقي الذي سيوفر للاطفال الرعاية والحماية التي كفلها الدستور وتكفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادق عليها العراق.
واوضح السوداني ان الهيئة ومن خلال تعاونها مع المنظمات الاقليمية والشركاء الدوليين تمكنت من اطلاق وثيقة سياسة حماية الطفل في العراق بالتعاون والتنسيق مع منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ، مؤكدا ان تنفيذ هذه السياسة يتطلب جهدا مشتركا من كل وزارات ومؤسسات الدولة العراقية ، وشدد على ضرورة العمل سوية لايجاد المناخ الايجابي الملائم الذي سيضمن حسن التخطيط والتنفيذ لشتى البرامج والمشاريع الموجهة للطفل مع اهمية اشراك منظمات المجتمع المدني في هذه البرامج ، داعيا اياها لأن تأخذ دورها الفاعل للاسهام مع الهيئة في التصدي لظاهرة العنف الموجه ضد الاطفال، في الوقت ذاته طالب ايضا مجلس النواب بالاسراع في تشريع قانون العنف الاسري للحد من حالات العنف التي تزايدت في الاونة الاخيرة.
واكد وزير العمل على ضرورة مشاركة الجميع من اساتذة واكاديمين وباحثين ومسؤولين حكوميين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني في مواجهة التحديات والاثار السلبية الخطيرة التي خلفتها انتهاكات عصابات داعش الارهابية، واعادة تأهيل حواضن هذا الفكر المتطرف من خلال البحوث والدراسات العلمية الرصينة، معربا عن امله في بلورة رؤية متكاملة تضع في اولوياتها الاهتمام الكافي بمتابعة القضايا الملحة التي تواجه الطفولة والاسهام في تطوير سياسات الحكومة وبرامجها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الطفولة في البلاد.
على صعيد متصل نظمت هيئة رعاية الطفولة ندوة علمية عن “تأثير وسائل الاعلام الحديثة على شخصية الطفل ” بمشاركة مجموعة من موظفي دوائر الوزارة ، تضمنت محاضرة القتها الدكتورة ابتسام سعدون محمد النوري من الجامعة المستنصرية ، بينت من خلالها أن وسائل الإعلام أدت إلى تعدد الأطراف التي تشترك في تشكيل الناشئة، بعد أن كانت حكراً على الأسرة ومن ثمَّ المدرسة، بل إن هذه الوسائل ربما فاقت أثر الأسرة والمدرسة، وخاصة انهم يقضون أمام التلفزيون والاجهزة الحديثة كالاي باد والحاسبات وقتاً يعادل الوقت الذي يقضونه في المدرسة، مما يؤدي الى آثارٍ خطيرة على الطفل.
واضافت ان للتقنية دائماً نوعين من الآثار، إيجابية وسلبية، ومن يدافع عن آثار وسائل الاتصال الحديثة الإيجابية على شخصية الطفل يرون أنها تنمي الجانب الاجتماعي لدى الطفل بمشاركة الآخرين وتبادل أطراف الحديث معهم، وتصقل وجدانه وأحاسيسه وتدرب حواسه منذ صغره على الإصغاء والمتابعة والربط والتحليل، كما توسع خبرات الطفل كمصدر من مصادر المعرفة التي تمده بالقيم المعرفية والسلوكية وتنقل له الثقافة والمعرفة، وتنمي الملكات العقلية والفكرية لدى الطفل وتشبع لديه حب الاستطلاع من خلال البرامج الثقافية.
أما عن الآثار السلبية فقد اوضحت النوري انها تؤثر على الجانب الجسمي والعقلي، لافتة الى ان جلوسهم أمامها لساعات طويلة قد يهدد صحتهم البدنية والعقلية ويؤثر على حواسهم البصرية والسمعية ويحد من حركتهم، وهي تقتل وقتهم وتبعدهم عن من حولهم فتؤثر عليهم اجتماعياً، ومن جهة أخرى قد تدفعهم إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم وتؤثرعلى لغته العربية ومفرداته اللغوية وقيمه المجتمعية الأصيلة، وتؤثر على جانبهم النفسي بتنمية الميل للعنف والخوف والجريمة والجنس والانحراف لديهم، وتتدخل في توجهاتهم الثقافية وما يتلقونه من عقائد وأفكار وأخلاق، وتضعف الوازع الديني لديهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة