ابى عام 2017 ان يمضي إلى حال سبيله من دون ان يقدم لخلفه 2018 هدية اعياد الميلاد ، وهو بهذا اختلف عن اسلافه من الاعوام الماضية التي كانت تمضي مخلفة وراءها الكثير من المشكلات ، من دون حل ، ليأتي العام الذي يلي ويبقى حائرا في البحث عن حلول ومعالجات لتلك المشكلات ، تماما كما هو الحال في مجلس النواب العراقي الذي انتهج سياسة ترحيل المشكلات عاما بعد عام اخر حتى تكاثرت وتضخمت وباتت مستعصية على الحل ونشير هنا إلى قانون النفط والغاز ومجلس الخدمة الاتحادي وملف المناطق المختلف عليها وسوى ذلك من المشكلات العويصة ..
اما الهدية الكبيرة التي قدمها عامنا الراحل لعامنا الجديد فتمثلت بنجاح العراقيين من تحرير كامل ترابهم من دنس داعش الارهابي والحفاظ على وحدة الوطن والخروج من الازمة الاقتصادية الحادة بأقل الخسائر .. وعندما نقول هدية ، فهي فعلا هدية بل هدايا تستحق منا ان نقف بإجلال واحترام للعام 2017 لان المشكلات والتحديات التي واجهها العراقيون وتمكنوا من حلها نهائيا لم تكن وليدة العام نفسه ، انما ورثها من اسلافه السابقين وتحديدا العام 2014 الذي كان عاما اسود ، فهو العام الوحيد الذي مر من دون موازنة .. وهو العام الذي ظهرت فيه داعش لتحتل ثلث العراق ، وهو عام الضائقة الاقتصادية ، .. وقد ادرك العراقيون قيمة الهدية العظيمة لعامنا الماضي فودعوه وداع الابطال اذ عقدوا في ليلة رحيله المجالس وأقاموا الاحتفالات في كل بقعة من بقاع الوطن وأناروا السماء بالألعاب النارية ، ولعل الاحتفالات التي شهدتها بغداد لم تشهدها عاصمة من عواصم العالم ، فقد خرج الناس عن بكرة ابيهم إلى الشوارع في ليلة كأن فيها الطقس في اجمل ما يكون ، وكان السماء كانت تشارك العراقيين فرحهم واحتفالهم بنصرهم وعامهم الجديد ..
وحين نتحدث عن المنجز الذي تحقق في عام 2017 فان هذا لايعني مطلقا ان امنياتنا الصغيرة والكبيرة قد تحققت بالكامل ، انما يمكن القول ان عظمة ما تحقق في غضون العام المنصرم فتح الافاق الرحبة امامنا لنطلق سيلا من الامنيات التي ربما كنا نخشى البوح بها لكي لا يقال عنا اننا (بطرانون) .. فأمنياتنا ليست ضالة ابدا ، بل هي امنيات جميلة كنا نؤجلها دائما ريثما تتحسن الاحوال ، اما وقد تحقق النصر ، فآن لتلك الامنيات ان تنطلق في رحاب الوطن الواحد الموحد ..
نتمنى ان يعود جميع النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم .. نتمنى ان ينجح مجلس النواب في اقرار موازنة عامنا الجديد 2018 لكي يتمكن من تنفيذ وصايا سلفه 2017 .. نتمنى ان تجري الانتخابات في موعدها المقرر من دون تأخير ، لان التأخير يعني تسويفها وربما عدم تنفيذها .. نتمنى ان يشفى الاقتصاد العراقي من مرضه النفطي المزمن من خلال الاعتماد على مصادر اخرى لا تقل اهمية عن النفط ، فلدينا ارض صالحة للزراعة ، ولدينا سياحة ليس لها نظير في الارض ، ولدينا امكانات صناعية ، ولدينا الكثير من الامكانات البشرية .. نتمنى ان تختفي ظاهرة الرمي العشوائي في كل مناسبة تمر علينا ، في الفواتح والأعراس واستقبال الحجاج والفصل والدكة العشائرية وفوز المنتخب ، ففي مثل هذه المناسبات تحترق السماء وينهمر الرصاص كما المطر ، لتغص بعد ذلك ردهات المستشفيات بالمصابين والجرحى من شتى الاعمار .. نتمنى ان تتمكن الحكومة من طي صفحة الاسلحة في البيوت واتخاذ اجراءات صارمة ورادعة بحق مطلقي العيارات النارية وبعضهم من منتسبي القوات الامنية !!
نتمنى ان تشهد الرياضة العراقية نقلة نوعية في جميع الرياضات وفي مقدمتها كرة القدم وانطلاقا من بطولة خليجي 23 .. نتمنى ان يحظى العراق بدعم دولي واسع النطاق في مؤتمر الكويت للدول المانحة ليكون هذا الدعم عونًا لنا في عمليات اعادة الاعمار للمناطق المحررة .. نتمنى ان تدوم الفرحة في ربوع الوطن .
عبد الزهرة محمد الهنداوي
2018 .. أمنيات مؤجلة قيد التنفيذ
التعليقات مغلقة