تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان
البصرة – سعدي السند:
بالفرح الغامر وبالمزيد من بشائر المحبة والجمال وروعة التعايش السلمي في البصرة ، احتشد عدد كبير من الأخوة الصابئة المندائيين والمسيحيين والكرد الفيليين والبهائيين وأصحاب البشرة السمراء في لقاء مفرح وكبير احتضنتهم جميعا قاعة نادي الأطباء وسط البصرة في مهرجان قرروا جميعا اقامته تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الأنسان الذي أقرته الأمم المتحدة وعبروا بفعالياته التي تضمنها هذا المهرجان المفرح عن سعادتهم وهم يتواصلون بيد واحدة وبقلوب عامرة بالمحبة لبناء البلد الغالي وتقديم المزيد والمزيد من الأنشطة للأرتقاء بالمهام الملقاة على عاتق الجميع ليكونوا بمستوى المرحلة التي تتطلب المزيد من التكاتف الأحلى والأمثل.
فعاليات كبيرة المضامين
وحضر المهرجان العشرات من أبناء المدينة الفيحاء المعطاء والذين يمثلون لوحة الأقليات الطيبة السعيدة التي تجمع كل الاطياف تحت راية العراق الغالي ومنهم مدراء دوائر رسمية ورؤساء منظمات مجتمع مدني وشخصيات اكاديمية وشرائح أخرى تمثل مجتمع مدينة البصرة ، وقد ضم بازارا ومعرضا للكتاب والرسم وكذلك سوقا للأعمال اليدوية والفنية للشباب والشابات وكانت حقا إبداعات من طراز الإبداعات التي ترتاح لها النفس لأنها مصنوعة من جمال المحبة التي تجمع الأطياف بالبصرة قبل أن تكون إبداعات للرسم او الصناعات اليدوية وغيرها فالمحبة التي تتواجد في ميدان العمل المشترك بين الجميع هي التي صنعت المهرجان وصنعت تفاصيله من الإبداعات المعروضة فكانت كل الأشياء المعروضة مريحة جدا لأنها تمثل روعة الأخوة قبل روعة صناعتها وحتى الأشياء البسيطة المعروضة كان الجميع يراها كبيرة جدا لأنها تمثل الوفاء لكلمة التعايش ومضامينها الكبيرة والكبيرة جدا .
روح التضامن والتعايش السلمي موجودة وبشكل مفرح وكبير
وذكر مدير برامج منظمة (باو) الإنسانية في البصرة محمود البجاري فقال اننا نحتفل اليوم بهذا الكرنفال الكبير بحضور ألأقليات في محافظة البصرة ويهدف الى بث روح التضامن والتعايش السلمي بين شتى المكونات لأبناء البصرة عبر القيام بأنشطة وفعاليات ثقافية وفنية مشتركة تعبيرا عن المحبة والتلاحم وروعة العمل المشترك الذي يحقق السعادة للجميع لأنها سعادة الأنتماء للوطن العزيز.
كلمات لها معنى
وفي لقاءات لـ»الصباح الجديد» مع عدد من الحضور الذين يمثلون دوائر الدولة ومنظمات المجتمع المدني أكد عبدالحق المظفر مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة فقال كما هو معروف لدى دوائر الدولة في البصرة ولدى منظمات المجتمع المدني بأن لقصر الثقافة حضورا مميزا في العديد من الفعاليات التي تقام ولنا مشاركتنا المعروفة تعبيرا عن روح التعاون مع الجميع لصناعة العطاء وصناعة الفرح والأرتقاء بمفردة التعايش ونفعل ونؤدي كل هذا انطلاقا من روحية المواطنة وحب العراق الضافر الغالي وكل هذا الحضور البهي موثق ومعروف ونعتز به اضافة الى مايفرحنا خلال عملنا في قصر الثقافة كمؤسسة حكومية فاعلة تختص بالثقافة والفنون والأرتقاء بهما بالشكل المخطط له ضمن برامج وزارتنا والكل يعرف ان قصر الثقافة يفتح ابوابه بشكل كبير ليحتضن الأنشطة ويقيمها ويرتقي بالأبداع ويحتضن المبدعين إضافة الى ان مديرنا العام فلاح العاني يؤكد وبشكل مستمر من خلال مراسلاته واتصالاته ومتابعاته بأن يكون للتعايش السلمي أهمية كبرى في برامج قصر الثقافة لأن التعايش السلمي مفردة من المفردات المهمة لتواجد الافراد في داخل المجتمعات بل هي المفردة الاسمى لتواجد بني الانسان ضمن دائرة الانسانية الواحدة القادرة على البناء الانساني المتضامن وان مفردة التعايش بما تحمل من معان كبيرة هي بحد ذاتها ثورة لتوحيد المجتمعات ، ثورة على الذات الرافضة للآخر وثورة على الاخر الرافض للذات الإنسانية وكل هذا لضم أبناء المجتمع ضمن البناء الواحد .
واضاف ان مفردة التعايش لا تخص مجتمعا من دون مجتمع بل هي لكل المجتمعات والانسان بطبيعته يكون متعايشا مع الاخرين ضمن مناهج الحوار السباقة .. واليوم نحن في العراق نحتاج هذه المفردة وتطبيقاتها اكثر من أي وقت مضى فإذا لا يكون هناك تعايش سلمي بين كل الفسيفساء الجميلة في العراق لا نضمن استقرارا مرتكزا في هذا البلد وكلنا نتسابق من اجل بناء مبني على معاني الصدق والاخلاص لبنائه فالعراق متنوع وتكمن جمالياته في اطيافه المتعددة من سنة وشيعة وكرد وتركمان وصابئة وشبك وايزيديين ومسيح وغيرهم والعراق منذ الازل بني على كل هذه الشرائح المهمة القادرة على بنائه من جديد و تطبيق التعايش بين هذه الطوائف يتطلب المزيد من التعاون الدقيق والمخلص لإنجاح التعايش السلمي بين العراقيين وبالرغم من تواضع هذا الكرنفال الا ان الجميع يرونه كبيرا جدا لأنه يمثل حالة الفرح التي تجمع كل الأطياف تحت خيمة العراق الواحد … فشكرا للجميع على دعواتنا للمشاركة والحضور المشرق وشكرنا الخاص لمنظمة (باو) على هذه الفعالية الجميلة.
نحن أهل للتعايش
وأشار عدد من التربويين الذين شاركوا في الفعالية : يمكن القول ان مؤسساتنا التعليمية المتعددة بأطيافها وألوانها الجميلة يتطلب منا وقفة حقيقية للتركيز على مفهوم التعايش السلمي ومن دونه سنكون متضادين يحارب بعضنا بعضا وهذه هي دوامة العنف الآكلة لكل ما هو نبيل فالمرحلة صعبة والمسؤولية كبرى والتعايش مطلوب ونحن اهل للتعايش كي نرتقي بمؤسساتنا التعليمية الى مصاف المؤسسات التعليمية في الدول المتقدمة.