«الخنافس».. ظاهرة غنائية لن تكرر

متابعة – الصباح الجديد:

البيتلز ((The Beatles فرقة روك غنائية بريطانية تشكلت في ليفربول في عام 1960، وأصبحت أكبر الفرق الموسيقية نجاحاً وأشهرها في تاريخ الموسيقى الشعبية.
تألف فريق البيتلز من جون لينون (غيتار الإيقاع، غناء) وبول مكارتني (غيتار البيس، غناء) وجورج هاريسون (غيتار رئيسي، غناء) ورينغو ستار (الطبل، غناء).
انطلقت شعبية البيتلز الهائلة مع ظاهرة «البيتلمانيا « (Beatlemania) أو «هوس البيتلز» والتي جعلت تأثير البيتلز ليس مجرد تأثير في نطاق الأغاني الشعبية، بل إن نفوذها امتد إلى الثورات الاجتماعية والثقافية في الستينيات، فكما صار مايكل جاكسون انجح مغن منفرد في التاريخ، كانت البيتلز انجح فرقة موسيقية في التاريخ بشهادة الأرقام والنقاد أيضاَ.
حققت فرقة البيتلز نجاحاً في بريطانيا أواخر عام 1962 مع أول إصدار لها للأغنية المنفردة، «Love Me Do». واكتسبت شعبيتها العالمية في العام التالي مع إصدار ألبومها الرسمي الأول»Please Please Me».
اقامت الفرقة حفلات غنائية على نطاق واسع حتى عام 1966، ثم عادت لتسجيل الألبومات في الاستوديو حتى انفصال أعضاء الفرقة عن بعضهم، وخلال هذه الفترة أنتجت البيتلز 13 ألبوماً رسميا،ً إضافة إلى 5 أفلام.
بعد انفصال الفرقة عام 1970، استمر أعضاء الفرقة بإصدار أعمالهم الفنية المنفردة.
في الفترة التي قررت فيها البيتلز التوقف عن التجوال، وإقامة الحفلات الغنائية، والالتزام بكتابة وتأليف أغان جديدة في الاستوديو، قامت بإنتاج الألبوم «Sgt. Pepper>s Lonely Hearts Club Band» والذي يعد في وجهة نظر النقاد تحفةً فنية، وصفحة مهمة جداً في تاريخ الموسيقى.
بالرغم من أنه مرّ ما يقرب أربعة عقود على انفصال أعضاء البيتلز، لكن موسيقاهم ما زالت، ولا تزال مؤثرة ومطلوبة.
كان للبيتلز أكبر عدد من الألبومات، وأحرزت المرتبة الأولى في المملكة المتحدة، واحتفظت بموقع الصدارة أطول وأكثر من أي موسيقي أو فرقة موسيقية أخرى.
ووفقاً لشهادات رابطة صناعة التسجيلات الأميركية، فإن البيتلز حققت الرقم القياسي لأكثر الألبومات مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية، أكثر من أي فنان آخر.
وفي عام 2008 نشرت مجلة بيلبورد قائمة الأكثر مبيعاً في كل الأوقات «هوت 100» احتفالاً بالذكرى السنوية الخمسين لمراتب مبيعات الأغاني المنفردة في الولايات المتحدة، وكانت البيتلز في المرتبة الأولى.
كما حصلت الفرقة على 7 جوائز جرامي، وتلقت 15 جائزة «ايفور نوفيلو» من الأكاديمية البريطانية لكتاب الاغاني والملحنين. وأحرزت البيتلز المرتبة الأولى في قائمة «الخالدون»، لأفضل فناني التاريخ، والتي أصدرتها مجلة «رولينغ ستون».
أدرج 11 ألبوماً من أصل 13 ألبوماً الذي أصدرته فرقة البيتلز على قائمة «أفضل 500 ألبوم في تاريخ الموسيقى» والتي أصدرتها المجلة ذاتها، وكانت أربعة ألبومات منها في ترتيب العشرة الأوائل، حيث أنها أحرزت المركز الأول، والثالث، والخامس، والعاشر. شملت أيضاً مجلة «تايمز» فرقة البيتلز في قائمة «الأشخاص المائة الأكثر أهمية وتأثيراً في القرن العشرين»
عندما كان في سن السادسة عشرة، قام جون لينون بتشكيل فرقة موسيقية أطلق عليها اسم «الكواريمين» (The Quarrymen) أو «عمال المحجر»، وتألفت من أصدقائه الهواة في ليفربول في مارس 1957. وفي شهر يوليو شاهد بول مكارتني البالغ من العمر خمس عشرة سنة عرضاً للكواريمين في إحدى حدائق ليفربول، وانضم إلى الفرقة كعازف غيتار بعد موافقة جون لينون.
دعى بول مكارتني صديقه المقرب جورج هاريسون البالغ من العمر أربع عشرة سنة لمشاهدة بعض عروضهم، وانضم إلى الفرقة كعازف غيتار رئيس.
خلال سنة 1960، هجر أصدقاء لينون الفرقة، وبقي لينون، ومكارتني، وهاريسون، يعزفون موسيقى الروك أند رول كلما استطاعوا الحصول على عازف طبل.
انضم لينون إلى كلية الفنون في ليفربول، وتعرف على ستيوارت ساتكليف الذي كان بنفس عمره، والذي اقترح تسمية الفريق بالخنافس (The Beetles) تيمناً ببدي هوللي وفرقته، (Buddy Holly and The Crickets). بعد تجربة أسماء عديدة، قرروا في شهر أغسطس تسمية الفريق بالبيتلز (Beatles) وهو اسم مزدوج ينكون من كلمة «الإيقاع» (Beat) و»الخنافس» (Beetle).
عدم وجود عازف طبل دائم طرح مشكلة عندما قرر ألان ويليامز الذي كان مديراً غير رسمي للفرقة، بإرسال البيتلز إلى هامبورغ في ألمانيا، في بداية شوطهم الفني. ولكن قبل نهاية شهر أغسطس تمكنت البيتلز من استئجار عازف الطبل المؤقت بيت بيست، وانطلقوا إلى هامبورغ.
لم تفلح البيتلز في نيل الشهرة في هامبورغ، حيث أنه تم ترحيل هاريسون وإعادته إلى ليفربول، بعد أن اكتشفت السلطات أنه دون السن القانونية لكي يسمح له بالغناء في الأندية الموسيقية للروك أند رول، وتبعه كلاً من مكارتني وبست.
عاد لينون إلى ليفربول لاحقاً في أواسط شهر ديسمبر، وبقي صديقه ستيوارت مع خطيبته الألمانية الجديدة أستريد لمدة شهر إضافي في هامبورغ. وقامت أستريد بالتقاط أول صور رسمية لفرقة البيتلز خلال فترة بقائهم في هامبورغ.
خلال العامين التاليين ذهب أعضاء الفرقة وأقاموا في هامبورغ لفترات أخرى، وقاموا بإحياء عدة عروض موسيقية محلية. وقرر ستيوارت ترك الفرقة في عام 1961 لرغبته باستئناف دراسة الفن التشكيلي في ألمانيا، وبذلك قام مكارتني بالعزف على غيتار الباص، بدلاً من ستيوارت.
تعاقدت الفرقة مع منتج ألماني، وأصدرت الأغنية المنفردة غير الرسمية «My Bonnie». عاد اعضاء الفرقة بعد ذلك إلى وطنهم في ليفربول، وأصبحوا أكثر شعبية بعد ظهورهم المتكرر في نادي الكهف الموسيقي (The Cavern Club).
خلال هذه الفترة التقى البيتلز ببراين إيبستاين (Brian Epstein) الذي كان يملك محلا لبيع الاسطوانات الموسيقية، والذي أصبح المدير الرسمي للبيتلز في يناير 1962.
بعد نيل الشهرة المحلية والحصول على مدير رسمي للفرقة، أصبح هدف البيتلز الحصول على عقد مع شركة تسجيلات. بعد تقديم الفرقة لدى شركة ديكا للتسجيلات الموسيقية (Decca Records) تم رفضهم، ويعد قرار رفض شركة ديكا للتعاقد مع البيتلز من أكبر الأخطاء في تاريخ الموسيقى الحديثة! فقد تمكن البيتلز من الحصول على عقد مع شركة بارلوفون (Parlophone) والمنتج جورج مارتن ،(George Martin). وخلال عودتهم إلى هامبورغ في أبريل اكتشف البيتلز وفاة صديقهم ستيوارت لإصابته بجلطة بالدماغ.
في يونيو 1962 قامت البيتلز بأول جلسة تسجيل بإدارة جورج مارتن في استوديوهات طريق آبي (Abbey Road Studios) في لندن. ولم يعجب مارتن بأداء بيت بيست، وطلب من مدير البيتلز براين إيبستاين البحث عن عازف طبل آخر لجلسات التسجيل، ولكن قام مارتن باستبداله برينغو ستار، الذي ترك فرقته إعصار روري والأعاصير (Rory Storm and the Hurricanes) للانضمام إلى البيتلز، بعد أن أعجبت البيتلز بأدائه.
وفي أكتوبر أصدرت البيتلز الأغنية المنفردة (Love Me Do) التي احتلت المرتبة السابعة عشرة في لائحة أفضل 20 أغنية في المملكة المتحدة. بعد جلسات التسجيل في نوفمبر أصدرت البيتلز أغنيتها المنفردة الثانية. (Please Please Me) . وبدأت رحلة الانطلاق المهولة لفنهم وفرقتهم، والذي أصبح ظاهرة بكل تفاصيله حتى بتسريحة شعرهم، فيما سمي وقتها بالخنافس.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة