متابعة-الصباح الجديد:
استضاف صالون نازك الملائكة في جمعية الثقافة للجميع الروائي الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي للحديث عن تجربته الأدبية، وقصصه، ورواياته على مدى أكثر من اربعين عاما.
ادارت الجلسة الدكتورة سلامة الصالحي، التي اثنت على مسيرته الإبداعية والأدبية، وعرض بعدها فيلم تسجيلي عن بداياته، والمحطات التي نزل بها، للكاتب توفيق التميمي، والاخراج للفنان طالب السيد.
تحدث الضيف عن بداياته بالكتابة، وانجازاته الثرة داخل العراق وخارجه، ومسقط راسه في الناصرية، ومن ثم تنقله من بغداد الى بيروت، ثم المغرب، واستقراره الاخير في تونس.
كما أشار الضيف الى دوره الادبي في نشر الثقافة العراقية في المغرب العربي، ومتابعة ما يصله من ادبيات للعراقيين، والكتابة النقدية عنها، وكذلك المؤتمرات والمهرجانات الادبية التي شارك فيها كممثل لبلده العراق.
من المداخلات التي جرت خلال الجلسة، ما قاله الدكتور سعد ياسين يوسف الذي تناول رواية «الوكر» فقال: في رواية «الوكر» أراد الربيعي التركيز على خصوصيته في الكتابة ، التي تتطلب الكثير من المقومات، منها إبتكار الصورة الفنية تلقائيا وليس إستعاريا، من رؤى، وقيم، وأبعاد، ودلالات، وعناصر جمالية، ومميزات لغوية وإسلوبية، لا تفرض عليه، أو تتسلل إليه عبر التقليد، إنما من خلال تفاعله مع الظروف العينية التي عاشها، فالرواية تدور أحداثها في العراق، وفي حقبة ستينية معروفة، إلا انها لا تفصح عن إسم التنظيم السري، ولا تكشف عن نظام محدد،
لكن «عماد» بطل الرواية المنتمي حزبيا، وفي صفحة 205 يقول: «أنا عماد الصالح، لست ملكا لحزب واحد، بل أنا ضمير وطني، هذا ما أريده ووسيلتي».
قدم الناقد بشير الحاجم ورقة نقدية عن «رواية الوشم» اشار فيها الى ابعاد القصة وقال: بعدما صدرت رواية (الوشم)، تفاعل معها أدباء وكتّاب عراقيين وعرب، لكن هذا التفاعل، الذي تُرجم بعشرات المقالات، كان قاصرا قبالتها! لقد دار حول ثيمتها فقط، إجمالا، حيث السقوط السياسي، والاحباط الفكري، والعار الاجتماعي… إلخ. أي أن هذا الدوران الثيمي، خصوصا بشأن «كريم الناصري»: المتأزم، والهارب، والمهزوم، والانتهازي، والتائه، قد غبن (الوشم) نقديا ذلك، تعليلا، لأنه غفل «سهواً أم عمداً» عن المبنى السردي، وتقنياته الجمالية في هذه الرواية.
وقد رد القاص عبد الامير المجر على قراءة الحاجم فقال: ان ماقاله الناقد بشير حاجم غير دقيق، حيث قال «من خلال متابعاتي للمؤتمرات والندوات التي كانت تقام في السنوات الماضية، كان النقاد الذين يتناولون هذه الرواية ومثلها روايات اخرى للروائي غائب طعمة فرمان كرواية (النخلة والجيران) وغيرها، بانها مثلت بداية التجديد في الرواية» اما التركيز على الثيمة، فان هذا ناتج عن كون الرواية بنحو عام تمثل خطابا ينطوي على ثيمة سياسية، وإنسانية، وفلسفية بالضرورة، وهذا يثير الاختلاف والجدل، وهو امر طبيعي ان ينشغل به النقد، سيما في تلك الفترة التي مثلت صراعا عقائديا، مازال مستمرا بأشكال اخرى.
ومن ضمن المداخلات كان هناك وقفة من قبل القاصة ايناس البدران الربيعي لتشكره من خلال كلمتها على رأيه في كتابها الاخير. وقالت: لي الشرف بأن أحظى بهذا التقييم من ابن الجنوب الذي يحمل نقاءه، والمفتون بفضاءاته، وهموم ناسه.