صدرت للإعلامي والكاتب الجزائري «مصطفى بسطامي» أوّل رواية باللغة العربية، تتناول قضية المفقودين الذين اِختفوا، أو اِختطفوا خلال الحرب الأهلية في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، والتي جاءت تحت عنوان: «نسريني، بكسر الذاكرة وضمّ القلب».
تبدأ أحداث الرواية الصادرة عن دار «آفاق كوم» للنشر والتوزيع عندما يلتقي الشاب يونس بزميلة له في الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة، واسمها نسرين سنة 2007، فيعجب بها ويُحاول التقرب منها، لكنه يكتشف أنها فتاة «مُثخنة بجِراح ماضٍ قريب»، حيث اِختطِف أخوها خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين الإسلاميين والنظام، إثر تغيير المسار الانتخابي سنة 1992، واستمرت قرابة عشر سنوات، وأطلق عليها اسم «العشرية السوداء».
وبرغم أنّ يونس ونسرين أمضيا فترة الطفولة في زمن ومكان واحدين، وهما الجزائر العاصمة سنوات التسعينيات، إلا أنهما لم يعيشا الأحداث نفسها، ففيما فقدت نسرين الوالد والأخ، فإن يونس لم يخرج طيلة تلك السنوات من البيت، بعد أن قرر والده، وهو ضابط في الأمن، حمايته من الأحداث الدامية التي عاشها الوطن، خاصة وأن والدة يونس توفيت خلال تفجير مطار هواري بومدين في بداية العشرية، واِستقدم الوالد لابنه مربية ترعاه وتدرسه ما يتلقاه أقرانه في الطور التعليمي الابتدائي.
وعليه كان اللقاء بنسرين بالنسبة ليونس ليس مجرد تعرف على فتاة أُعجِب بها وأحبها، ولكنه اِكتشاف لتلك المرحلة الصعبة من تاريخ الجزائر، مجسدة في الألم الذي كابدته وما تزال نسرين.
ويُحاول الكاتب بسطامي من خلال الرواية نقل معاناة الضحايا «المُزدوجة»، بداية بفقدان ذويهم خلال العشرية، ثم في رحلة البحث عنهم طيلة السنوات التي تلت نهاية الصراع الدموي.
ويُنتظر أن تلقى الرواية اِهتماما واقبالا واسعين، كونها تطرقت إلى فتح ملف مسكوت عنه رسميا، خاصّة وأنها توصف بـ»الجريئة» لأنها تنقل بعض التجاوزات التي حصلت خلال تلك الفترة، والتي اِستهدفت الشعب الأعزل في القرى والمداشر، وحتى المدن، على غرار العاصمة الجزائر، من خلال التفجيرات والمذابح.
يُحاول الكاتب من خلال الرِواية، نقل معاناة الجزائريين في الأحياء الشعبية، على غرار «صالومييه»، و»الحراش»، و»القبة»، وغيرها، بطريقة سردية ومشوقة في الوقت نفسه.
«نسريني» أوّل رواية باللغة العربية تتناول قضية المفقودين
التعليقات مغلقة