قوى سياسية تطالب حكومة الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء وتحمّل تبعاته
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في اطار مباحثاته مع القوى والاحزاب السياسية في اقليم كردستان بحث رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، في اربيل مع الحزب الديمقراطي الكردستاني السبل الكفيلة بمعالجة الازمة السياسية في االاقليم وتذليل العقبات امام البدء بحوار لمعالجة الأزمة بين بغداد وأربيل.
معصوم الذي زار محافظة كركوك اول امس الاثنين، وصل اربيل صباح امس الثلاثاء، في اطار الجولة التي يقوم بها في كردستان، والتي قدم خلالها تصوراته حيال الموقف الحالي للحكومة الاتحادية والسبل الكفيلة بمعالجة المسائل العالقة وما يترتب على الطرفين لانجاح جولة جديدة من الحوارات.
بيان رئاسي اشار الى ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم شدد خلال اجتماعه مع وفد الجماعة الاسلامية الكردستانية، على ضرورة الاسراع في ايجاد مخرج للازمة الراهنة بين بغداد واربيل.
وبحسب البيان فان معصوم التقى في السليمانية وفدا من المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الكردستانية، حيث بحث الجانبان آخر المستجدات على الساحة السياسية والتحديات التي تواجه البلاد، كما سلط الضوء على أهداف زيارته الى الإقليم وفحوى لقاءاته مع الأطراف السياسية لإيجاد مخرج للازمة الراهنة بين بغداد واربيل.
سكرتير المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في كردستان محمد حكيم اعلن في تصريح للصباح الجديد، ان حزبه طالب رئيس الجمهورية ان يستعمل صلاحياته كافة لازالة العقبات التي تواجه البدء بحوار بين المركز والاقليم وفقا لبنود الدستور، مرحبا بتشكيل لجنة من قبل رئاسة الجمهورية لتحديد نوع وشكل الخروقات الحاصلة على الدستور من قبل الاقليم او الحكومة الاتحادية على حد سواء.
وتابع حكيم «قلنا له اننا كحزب سياسي في الاقليم نبلغكم بان الاوضاع المعيشية للمواطنين في الاقليم سيئة جدا وان المواطنين حتى وان قبلت بعض الاطراف السياسية، لن يسمحوا بان تعود سياسة التفرد والهيمنة التي كان الاقليم يدار بها قبل 25 من ايلول المنصرم.
وحول الغاء نتائج الاستفتاء كما تطالب الحكومة الاتحادية للبدء بحوار مع الاقليم، اكد حكيم ان حكومة الاقليم والاطراف المتنفذة قبلت بقرار المحكمة الاتحادية، وان لم تعلن ذلك رسميا، لان القضاة الكرد في المحكمة الاتحادية وقعوا على قرار الغاء الاستفتاء، مشيرا الى ان الجماعة الاسلامية لم تؤيد الاستفتاء او تشارك في المجلس الذي اسس للترويج له، لذا على السلطات التي رعت اجراء الاستفتاء ان تعالج نتائجه وتبعاته السلبية.
وحول مطالبة حزبه وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مؤقتة، المح حكيم الى استعداد حزبه للقبول ببقاء الحكومة الحالية، فيما لو التزمت بالمطالب التي قدمها حزبه، والتي تتمثل اولاً العمل على اجراء انتخابات عامة في الاقليم بعيدا عن التزوير وتنقية سجلات الناخبين من الاسماء الوهمية، والثاني البدء بحوار جديد مع بغداد وفقا لمبادئ الدستور كما طالبت به الادارة الاميركية، والثالث تحسين الاوضاع الصعبة للموظفين والمواطنين، ومعالجة الاوضاع المزرية للنازحين من المناطق المتنازع عليها.
واضاف «اننا حزب سياسي نطالب الحكومة الحالية، اذا ما كانت تريد دعمنا وتأييدنا ان تضع في مقدمة مهامها الاساسية اجراء مباحثات مع بغداد»، مشيرا الى ان هيكلة الوفد لا يجوز أن تكون كالوفود السابقة محصورة بقياديين من الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني، بل من كل الأطراف، ليكون معبراً حقيقياً عن الشارع الكردستاني.
واشار حكيم الى ان القوى السياسية اتفقت مع رئيس حكومة الاقليم ونائبه، مبيناً ان الجماعة الاسلامية تنتظر انتهاء اجتماعات حكومة الاقليم مع الاطراف الكردستانية، للبدء بعقد الاجتماعات الخماسية التي تضم الاطراف السياسية الاساسية الخمسة في حكومة وبرلمان كردستان، مؤكدا ان حزبه مستعد للمشاركة في تلك الاجتماعات، اذا ما تلسمت نية صادقة وجدية لمعالجة الازمات وبخلافه فان اجراء الانتخابات ضمان لحلحة الاوضاع وازمات الاقليم المتراكمة.
من جهة ثانية التقى معصوم مع سكرتير الحزب الإشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد حاج محمود، وبحث معه أيضا السبل الكفيلة بحل المشكلات بين حكومتي المركز وإقليم كردستان.
وعبر محمد الحاج محمود عن دعمه للجهود التي تبذلها الرئاسة لتقريب وجهات النظر للوصول الى تفاهمات من شأنها معالجة القضايا العالقة بين الأطراف المعنية.
عبدالله علياويي مستشار الرئيس معصوم يقول ان معصوم إلتقى امس الثلاثاء، في زيارته الى اربيل برئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني ونائبه قوباد طالباني، كما التقى في إطار الزيارة برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
وحول مضمون الاجتماع أفاد بأنه ناقش مسألة تعيين محافظ جديد لكركوك، لأن منصب محافظ كركوك من حصة الكرد، وحتى الآن لم تصل الأطراف لأي اتفاق بهذا الخصوص.
وأضاف علياويي أن «الاجتماع تناول موضوعة توحيد الصف الكردي من أجل البدء بجولة جديدة من التفاوض مع بغداد.
المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود محمد اعلن امس الثلاثاء أن حل حكومة إقليم كردستان الحالية وهو ما تطالب به بعض الجهات السياسية سيؤدي إلى حدوث مشكلات عويصة يصعب تداركها.
وتابع محمد في تصريح عقب اجتماع لحزبه مع وفد حكومة إقليم كردستان إن الاجتماع يهدف لتحقيق وحدة الصف، كما تم بحث المطالب المقدمة بشأن الحكومة وكيفية مواجهة التحديات الراهنة، مضيفاً أن إجراء الانتخابات في كردستان عاجلاً أم آجلاً يتطلب وجود التوافق، بين الاطراف السياسية، مشيرا الى ان الحزب الديمقراطي يفضل إجراء انتخابات إقليم كردستان قبيل موعد اجراء الانتخابات العراقية.
وبشأن مطالب حل حكومة إقليم كردستان وتشكيل حكومة مؤقتة بدلاً عنها، قال إن «حل الحكومة سينجم عنه حدوث مشكلات عويصة».
وأجرى وفد رفيع من حكومة إقليم كردستان برئاسة نيجيرفان البارزاني ونائبه قوباد طالباني امس الثلاثاء، زيارة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي وحزب الكادحين، سبقها زيارات قام بها في السليمانية، إلى احزاب الاتحاد الإسلامي، وحركة التغيير، والاتحاد الوطني، والحزب الاشتراكي الديمقراطي.