مجتمعاتنا الحضيض ..أم الأمل؟

تعاني دولنا العربية من واقع أليم فاسد ملىء بالظلم والاستبداد ،خلق للشعوب الكثير من المشكلات والأزمات ،جعل مستقبلها على شفير الهاوية ، انقاذها أصبح يتطلب قدرات عالية وطاقة كبيرة لاحداث تغيير ايجابي وصنع معجزات،حيث في حين فشلت حكوماتنا بايجاد حلول جذرية تبسط من خلالها العدل والمساوات ،وتبعد عن مواطنيها كل المعاناة .
الحروب المتتالية زرعت اشاعة القتل والدمار وتركت آثارا أليمة نتيجة الاضطرابات التي عبثت بحياة المواطنين،تركتهم مشردين مشرذمين يعانون من الفقر والجهل والمرض والحرمان .تسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ، ونسب العوق لدى الأفراد، عداك عن غياب حالة الأمن وإزدياد حالات المخاوف ونسب الجرائم في البلاد .
تنعكس الأزمة الانسانية التي خلقتها الحروب بشكل مباشر على الاطفال الذين فقدوا ابسط مقومات الحياة ،وباتت الطفولة فريسة للأزمات ، لما يلحقهم من قتل ومجاعة وأوبئة تحصد منهم الآلاف من دون ان تمتد يد المساعدة لهم ،او انقاذهم من براثن الجهل نتيجة حرمانهم من التعليم والوصول بهم الى ظروف معيشية متردية تجعلهم يخرجون الى سوق العمل بسن مبكرة وغير قانوني، عداك عن الحظ السيء للفتيات القاصرات نتيجة تزويجهن بعمر مبكر بهدف الحصول على الاموال لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تخلقها الصراعات للأهل
وكل ذلك يؤثر سلبا»على نفسياتهم وعلى مستقبلهم المجهول.
هناك الملايين من الأطفال في بلدانا العربية ينزحون بسبب النزاع المسلح، نجدهم مشردين يعيشون داخل مخيمات غيرصالحة للعيش الكريم يفتقدون للدفأ في ايام الشتاء القارس ،يصعب عليهم الحصول على مياه صالحة للشرب أوطعام مغذي يحمي طفولتهم من الأمراض والأوبئة ، لاجئين في ديار الله ،محرومين من حق الحياة الطبيعية يحتاجون الى مساعدات انسانية وخدمات طبية تبقيهم على قيد الحياة وتحميهم من الخطر المحدق حولهم.
يستمر الأطفال في دفع الثمن الأغلى ،نتيجة الحرمان وعدم المساواة مما يعرض مستقبلهم للخطر. فكم نحتاج الى ايادي الخير كي تحمي هذه الفئة المهمشة من العوز والتشرد ،والى قيادة قوية للبلاد تساعد مواطنيها على حق العيش الكريم .أن غياب مثل هذه القيادة هي أحد أسباب الضعف التي تمر بها المجتمعات البشرية ،يدفع ثمنها المواطنين المغلوبين على امرهم لوجودهم على ارض غير متكافئة تحميهم من تحدي الظروف القاهرة التي فرضت عليهم، واي مستقبل لبلد أجياله مشردة مهمشة بعيدة كل البعد عن العلم والوعي والمعرفة .

*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة