سندباد رحلتها

حسين نهابة

وقيل عني أني سأكون الرجلَ الأعظم،
اذا ما تخليتُ عنكِ
وقيل أني سأكون الرجلَ الأفضل،
أذا ما أقتلعتُ من عيوني وجهكِ
وقيل أيضاً أني الأكمل بلاكِ، والأجملُ
وقلتُ عني أني قادرٌ
يا امرأة الفَصلَ الأخير والأول
أن أمحو من تاريخي، سطركِ
غير المنتهي
وكلمة البوح المُبجّل
لكني يا كلّ سُهاد الفَضيلة،
كلما رَسمتُ حَرفي،
رأيته يتحول،
في قَعر ورقتي،
ولا يَستقر حتى يَتصاغر
على شكلِ حرف اسمكِ من جديد،
لغة الفقد لا علم لي بها
الاّ حين أحببتكِ
ولغة الحِرمان لا أعرفها
الاّ حين غنّت الريح في أشرعتي
فأعلنتني سندبادُ رِحلتها
ولا درايةَ لي بتحولاتِ النُجوم،
ولا بمرافيء الحزنِ، ولا شواطيء النسيان،
كيف لي أن أعيدَ ضَبطَ بوصلتي
وخلجان الرغبة المَحمومة في جسدي،
تُنبيء عن بُركانِ ضَياعي؟
كيف لي أن أعبرَ مُثلث بَرجكِ المائي؟
كيف لي أن أغتسلَ
من سِحركِ المَشتول في أحشائي؟
كيف لي أن أقنعني،
بأنكِ لستِ أمي،
وأني لم أولدُ من رَحمِ السماءِ؟
يا أنتِ،
يا كلّ النساءَ اللواتي ضَفرن أيامي،
بالسواد
وعطرّن مَخدعي بأغنياتِ الأولاد
ودلْلني، وهَدْهدني بأرجوحةِ المساء
يا أنتِ،
كيف استطعتِ أن تحوليني الى رَجلِ
يخشى حُروفه،
يخشى رسمَ كلماته،
فبات يتهجاكِ رويداً رويدا
خوف أن يُخطيء، فينفجرُ فيه
لُغم اسمكِ من بين الاسماء؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة