بين مخاطر العمل ولهيب حرارة أفران الطابوق نساء يرزحن تحت وطأة الفقر

يعملن فقط من أجل لقمة العيش
متابعة الصباح الجديد:
بعد طلاقها من زوجها لم تجد «زهرة» حلاً سوى العمل في معمل الطابوق لتوفير لقمة العيش لبناتها الأربع لكونها لا تمتلك شهادة ولا أي مبلغ من المال دفعها العوز والحرمان لامتهان هذا العمل الشاق من اجل توفير الطعام فقط لكون ما تحصل عليه مبلغاً زهيداً جداً وقد وصفت زهرة عملها بالشاق والصعب.
نساء تواجه الضغوطات في ظروف قاسية لم يكن لها بديل أو خيار آخر للعمل في مكان عمل أفضل، واقل ما يمكن ان يقال عنهن بطلات لكون عملهن يحتاج الى جهد وقوة، هذا وهناك من يحاول ان يستغل جهد هذه الفئة الضعيفة مادياً والقوية اخلاقياً.
وما بين مخاطر العمل ولهيب حرارة أفران الطابوق، يعيش المئات بينهم نساء وأطفال داخل غرف مغلقة لنقل الطابوق الساخن إلى أماكن تجهيزه وبيعه للمواطنين.
ويعمل هؤلاء بأجرة يومية، من دون راتب تقاعدي أو ضمان اجتماعي أو تأمين صحي يضمن علاجهن عند التعرض لإصابة خلال العمل، يعملون فقط من أجل لقمة العيش.
ام مالك ارملة تعمل منذ ثلاث سنوات في معمل الطابوق قالت: دفعتني الحاجة خصوصاً أني ام لثلاثة اولاد ولا املك حتى أي مبلغ لتوفير الطعام لأطفالي.
واضافت ام مالك: اتمنى ان أجد مكاناً للعمل أفضل من هذا المعمل لأنهاء هذه المعاناة فأنا اشعر بالتعب والمرض وبدأت أفقد قوتي على التماسك، مضيفة: اننا نعمل هنا لثماني ساعات متواصلة.
حورية لا يتجاوز عمرها 18 سنة، يكشف مظهرها الخارجي الحرمان الذي تعيشه فتاة في مثل سنها تحملت المسؤولية بوقت مبكر، تقول: لا أفكر في اي شيء سوى الحصول على اموال تكفي لمساعدة ابي العاجز واخوتي الصغار.
وزادت حورية التي كسا الهم ملامحها انها كانت تعمل في السابق في ارض زراعية تعود ملكيتها لوالدها، لكن الجفاف وتوقف العمل الزراعي اضطراها الى اللجوء الى هذا العمل الشاق كي تتمكن من اعالة عائلتها.
وأضافت: لا امتلك احلاماً كبيرة، كل ما أطمح إليه الحصول على وظيفة حكومية تساعدني في العيش مع اسرتي المكونة من اب معوق وام وخمس اخوات وثلاثة اخوة.
سلامة حامد تكسب لقمة عيشها في أحد معامل الطابوق بمحافظة ميسان.
تقول: نعمل من الساعة الثالثة صباحاً، وحتى منتصف النهار، تقوم النساء والأطفال بنقل الطابوق من أماكن تقطيعه وتجفيفه إلى داخل المعمل بالقرب من كورة النار ليقوم الرجال بعملية الشوي داخل الفرن.
وتابعت حامد: ان المئات من النساء والأطفال تشتغل وتسكن في هذه المعامل، ونحن نعيش لأننا على قيد الحياة ولكن نحن أموات، فلا حقوق ولا عناية، وإذا رفضنا العمل لن ننال مستحقاتنا من الأجر.
وزادت ان كل ما يقال عن حقوق النساء كذب، نعاني من الإهانة والتحقير والحرمان، ولا نملك منزلًا أو راتبًا في شبكة الرعاية الاجتماعية ولا أية حقوق، حتى أطفالنا حرموا من المدرسة.
شيماء حسين تقول: اعمل مع شقيقتي وامي في معمل الطابوق بأجرة اسبوعية قدرها 40 ألف دينار من الصباح وحتى السادسة مساء في نقل اللبن من ساحة المعمل الى الأفران التي يحرق فيها ثم ننقله ثانية من الأفران الى الخارج، موضحة انها مهنة شاقة، اهترأت يداي واصبت بالحساسية في الجهاز التنفسي من كثرة المؤثرات وليس لدي فرصة للعيش في شكل أفضل ما دام أني رهينة هذه المهنة.
ويعترف اصحاب معامل الطابوق بتفضيلهم استخدام النساء الريفيات بدلًا من الرجال لقلة الأجور التي يتقاضينها مقارنة بالرجال وتحملهن المشاق من دون ملل او كلل. ويعد جبر وهو مدير أحد معامل الطابوق ان: المعمل وفر العيش لهذه العائلات وأنهن لسن مجبرات على العمل كونهن يتقاضين اجورهن في نحو اسبوعي وبمقدور المعمل ان يعتمد على عمال آخرين من الرجال لكن النساء هنا يتقاضين اجوراً اقل وهذا ما يجعلهن ينافسن الرجال في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة