القوّات الحكومية السورية تعلن استعادة مدينة دير الزور
متابعة ـ الصباح الجديد:
استعاد الجيش السوري السيطرة بالكامل على مدينة دير الزور (شرق)، آخر مدينة كبرى يسيطر عليها تنظيم « داعش « في سوريا، بحسب ما نقل الاعلام الرسمي، في وقت تتنافس في الامم المتحدة مشروعا قرار روسي واميركي لتمديد تفويض لجنة التحقيق الدولي حول الاسلحة الكيميائية في سوريا، التي تواجه خطر توقف عملها.
ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بدعم من القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الارهابي بعد ان قضت على اعداد كبيرة من ارهابيي التنظيم ودمرت اسلحتهم وعتادهم».
وبث التلفزيون صورا لمراسله الموجود في دير الزور وهو يخلع سترته الواقية من الرصاص، ويقول انه لم يعد يحتاج اليها بعد «تحرير» المدينة.
وذكرت وكالة «سانا» للانباء ان «الجيش العربي السوري أعاد الأمن والاستقرار إلى كامل مدينة دير الزور بعد القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي فيها».
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن الخميس الماضي ان «قوات النظام والمقاتلين المتحالفين مع دعم جوي روسي يسيطرون بشكل كامل على مدينة دير الزور».
وقال مديره رامي عبد الرحمن ان «المعارك انتهت وهناك عمليات جارية».
وكان الجيش السوري اقتحم دير الزور في ايلول الماضي لانهاء الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة الاسلامية قبل ثلاث سنوات على اجزاء من المدينة.
وتم طرد عناصر التنظيم من محافظة الرقة المجاورة وبات تواجدهم يقتصر حاليا على بضعة جيوب في دير الزور.
وقتل أكثر من 330 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع النزاع في آذار 2011 .
وفي غضون ذلك يتنافس في الامم المتحدة مشروعا قرار روسي واميركي لتمديد تفويض لجنة التحقيق الدولي حول الاسلحة الكيميائية في سوريا، التي تواجه خطر توقف عملها.
التوتر على اشده بين القوتين العظميين بشأن التمديد للجنة التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والأمم المتحدة التي ينتهي تفويضها في 16 تشرين الثاني.
الاسبوع الماضي حملت اللجنة الحكومة السورية مسؤولية الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون في 4 نيسان الماضي في تقرير صب الزيت على النار.
وتسيطر فصائل مقاتلة معارضة وجهادية على البلدة الواقعة في شمال غرب سوريا، والتي ادى الهجوم بغاز السارين الى مقتل اكثر من ثمانين من ابنائها.
وصدر التقرير ليؤكد صحة اتهامات الدول الغربية التي حملت دمشق منذ وقت طويل مسؤولية هذا الهجوم الذي اورد التقرير انه نجم عن «قنبلة القتها طائرة».
وبعد ساعات من نشر التقرير سارعت موسكو الى التنديد بما خلص اليه، مؤكدة في المقابل ان آثار غاز السارين التي عثر عليها كانت نتيجة لسقوط قذيفة وليس نتيجة غارة جوية سورية.
وعرضت روسيا الخميس الماضي على اعضاء مجلس الامن مشروع قرار يدعو الى تمديد عمل اللجنة ستة اشهر، في المقابل يطلب منها «الاحتفاظ بنتائج عملها ، حتى يصبح التحقيق الكامل والجيد في موقع الحادث ممكنا».
ويطالب المشروع الروسي اللجنة بان «ترسل فريقا من المحققين الى خان شيخون باسرع وقت ممكن»، وارسال فريق آخر الى قاعدة الشعيرات العسكرية «لجمع عينات بيئية».
وبانتظار تنفيذ هذه الخطوات يفرض المشروع الروسي على لجنة التحقيق «تجميد نتائج» تحقيقها في الهجوم على خان شيخون.
وكان ميخائيل اوليانوف المسؤول في هيئة الامن ونزع الاسلحة التابعة لوزارة الخارجية الروسية صرح امس الخميس «نرى ان التقرير سطحي وغير محترف وعمل هواة».
وتابع ان «البعثة اجرت التحقيق عن بعد، وهذا لوحده فضيحة»، مضيفا «كان من الافضل الاقرار بانه من غير الممكن اجراء تحقيق في الظروف الحالية».
واليوم، قال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو روكرافت إن «مشروع القرار الروسي حيلة ساخرة لتشويه هيئة مهنية ومستقلة ومحايدة».
وتابع أن «روسيا تحاول أن تقضي على اللجنة للتغطية على جرائم حليفها البغيض».
ودعت بريطانيا المجلس الى تجديد «التفويض الحالي» للجنة التي «قدمت بالفعل نتائج دقيقة وشاملة».
كما دعت نظيرته الاميركية نيكي هايلي في بيان إلى تجديد تفويض لجنة الخبراء «وإلا لن يكون هناك وسيلة مستقلة ومحايدة لتحديد المسؤولين» عن الاعتداءات الكيميائية في سوريا.
وتابعت منددة بالاعتراض الروسي «لدينا هجمات متعددة تحتاج إلى التحقيق فيها»
وتابعت هايلي «إضافة إلى ذلك فإن دول مجلس الامن يجب أن تضع جانبا الالاعيب السياسية لتأكيد مسؤولياتها في حماية العالم من الاسلحة الكيميائية».
في المقابل، يدعو مشروع القرار الذي عرضته الولايات المتحدة على مجلس الامن والذي اطلعت عليه فرانس برس الى تمديد مهمة اللجنة لسنتين.
ويشدد المشروع الاميركي على «قلق بالغ» لمجلس الامن حيال النتائج التي توصل اليها التحقيق والتي تحمل دمشق مسؤولية هجوم الرابع من نيسان.
كذلك يؤكد المشروع الاميركي «دعم» مجلس الامن للجنة التحقيق مطالبا جميع القوى الفاعلة على الارض بتسهيل عمل المحققين.
وفي تقريرها الذي نشرته في 26 تشرين الاول اعلنت اللجنة انها «مقتنعة بأن الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن إطلاق غاز السارين على خان شيخون في الرابع من نيسان 2017».
وقال التقرير إن العناصر التي جُمعت تذهب باتجاه «السيناريو الارجح» الذي يشير الى ان «غاز السارين نجم عن قنبلة ألقتها طائرة».
ويعتبر العديد من الدبلوماسيين ان التحدي الابرز الذي تواجهه الامم المتحدة جراء صراع القوة بين روسيا والولايات المتحدة هو الحفاظ على مهمة اللجنة التي انشاتها في الاصل موسكو وواشنطن للتحقيق في استخدام غاز الكلور.
وتضاعف عدد الملفات في السنوات الاخيرة وسط شبهات باستخدام اسلحة كيميائية اكثر خطورة كغاز السارين.
ويقول دبلوماسيون ان لدى المحققين قرابة 60 ملفا في سوريا واي تعليق او انهاء لعمل اللجنة في 16 تشرين الثاني من شأنه التاثير بشكل كبير على خبراتهم ومهاراتهم.
ومع طرح هذين المشروعين «المتعارضين الى حد بعيد»، يقول دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ان السؤال الابرز هو ما اذا كان بالامكان «انقاذ لجنة التحقيق».
ويقول دبلوماسي آخر ان «الروس يريدون قتل اللجنة بدون تحمل مسؤولية ذلك». ويعتبر هذا الدبلوماسي ان المشروع الذي طرحته موسكو «لا يشكل قاعدة عمل» لإيجاد توافق حوله بين اعضاء مجلس الامن.