بغداد – افراح شوقي:
هي امرأة عراقية من طراز اخر، شابة جميلة فضلت مغادرة صور النساء الرتيبة في صالونات التجميل والحفلات والمناسبات لتظهر بصور أجمل، وهي تتصدر ساحات الاحتجاج للمطالبة بتحسين مكانة النساء والاسرة العراقية ورفض مظاهر الظلم والتراجع.
اختارت ان ترفع صوتها عاليا لفضح ومحاسبة الفاسدين واقصاء الفاشلين والدعوة لسن قوانين العدالة والمساواة للجميع.
نشاطاتها المجتمعية والانسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشجاعتها في التصدي والمواجهة تحصدان دوماً عجابات كبيرة، لكنها لم تحملها يوما الا على مواصلة العطاء والمشاركة الفاعلة مع الاخرين، هي انتصار الميالي.
رحلتها لم تزل ثرة وحافلة طلبت منها التوقف قليلاً للإجابة على بعض الاسئلة للتعرف أكثر على شخصيتها فكان هذا اللقاء.
من هي انتصار الميالي؟
-هي أمرأه عراقية ولدت من ارض فراتية، اسمها قضاء الحمزة الشرقي التابع لمحافظة القادسية، عاشت طفولة صعبة في ظروف صعبة بسبب توجه عائلتها اليساري فهي أبنة لوالدين ملتزمين بمبادئهم وحبهم للشعب والوطن، الام فلاحة ومناضلة شيوعية والاب شيوعي ومعلم مهني.
*وجودك في ساحة التحرير واطلاق صوتك عالياً ومتصدراً لرفض اشكال الفساد والمطالبة بالاصلاح وتحقيق مستوى افضل للمرأة وغيرها ،هل تجدينه خياراً امثل لاجل اثبات وجود المرأة ودورها؟
وجودي في ساحات الاحتجاج والتظاهر هو مثال لدور من ادوار النساء المتعددة، هو ليس الخيار الامثل الوحيد لكنه الخيار الذي يكسر نمطية الادوار التي تقوم بها المرأة لرفع صوتها بوجه الكثير من القضايا مثل انتهاكات حقوق الانسان والعنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في البيت والعمل والمجتمع، مشاركتي كانت تجسيد واضح ان للمرأة دور في كل مكان وكل قضية، ولصوتها ورأيها اهمية لاتقل عن اهمية دور الرجال ان لم تكن أكثر، كنت كلما ازدادات المضايقات والرهانات على اضعافنا وحسر مشاركتنا كنساء كان اصراري يزيد وهمتي تكبر للمشاركة مهما كان الامر وفي اشد القضايا، واليوم خصوصا دورنا كنساء مهم جدا في الاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين والوصول الى مستوى متعادل من الفرص التي تليق بنا كمشاركين فاعلين في بناء العراق الديمقراطي المدني.
*هناك نساء يعتقدن ان المطالبة بالخدمات والاصلاحات في البلد لايحتاج الى الخروج الى ساحات التظاهر والاحتجاج بقدر ما يحتاج إلى العمل ربما او طرائق اخرى لرفض الواقع. مارايك؟
بالعكس الخروج الى ساحات الاحتجاج بات أمراً مهماً وضرورياً تستطيع من خلاله النساء ممارسة حقها في حرية التعبير، نعم هناك آليات ووسائل اخرى لكنها يفترض ان تدعم صوت الاحتجاج وتكون التجسيد الحقيقي له،ولاتكون بمعزل عنه، انا شخصيا اشارك في التظاهرات واساهم كذلك من خلال عملي في رابطة المرأة العراقية في اجتماعات التفاوض واللقاءات مع المسؤولين ومتابعة مشاريع القوانين الخاصة بالاسرة والمرأة والطفل، الامر مترابط ولا يمكن فصله أو العمل به كلا على حدا يجب ان يكون هناك تنسيق وتواصل ودعم مشترك.
* ماذا تقولين للنساء اللواتي يحملن هم الوطن لكنهن بعيدات عن اي مظاهر لاصلاحه او يتخوفن حتى من الدخول الى ساحة الاحتجاج والتظاهر؟
– اقول لهن الوطن بحاجة لكنْ وكل خطوة منكن هي خطوة نحو تحسين الاوضاع وعودة استقرار الامور في بلدنا، لأصواتكن دور مهم وتأثير قوي ينعكس على الجميع ويخلق حماسة في نفوس الكثير، وكل محاولة ومساهمة من المرأة العراقية اليوم ستسهم في دعم الاصلاح والتغيير والخلاص من الفساد والمفسدين.
*مارأيك بوضع المرأة العراقية اليوم، مقارنة سريعة مع وضعها واحوالها في ستينيات او سبعينيات القرن المنصرم؟
– لا مقارنة مهما حصل، قد يتحدث البعض عن مستوى من الحرية اكثر ومشاركة اوسع وقوانين يراها البعض تضمن بعض الحقوق للمرأة اليوم ، لكن الصورة مختلفة ، ليست سوداوية ،لكن الواقع يؤكد ان المرأة سابقاً كانت اكثر تفاعلا وتأثيراً، وكانت مساهمة حتى في صناعة القرار السياسي والتشريعات وحتى في الثورات وهناك دلائل مثل مساهمتها في التظاهرات الشعبية الكبيرة ودورها المميز في ثورة 14 تموز وفي الاصلاحات وتشريع قانون للأحوال الشخصية وفي تبوأها منصب حكومي وفي دخولها القضاء والكثير من المؤشرات التي نفتخر ونحتذي بها، بينما اليوم المرأة تشكل مايقارب ربع البرلمان العراقي لكنها لم تتبوأ منصبا سيادياً ومازالت مقصية من مواقع صنع القرار السياسي ومهمشة في الكثير من المواقف والقضايا والتمثيل الاقليمي والدولي.
ما هو رأيك بمستوى اداء النساء في مجلس النواب؟
أداء ضعيف ومخجل بغض النظر عن مواقف بعض النائبات الايجابية، نحن لدينا 80 نائبة لكن وللأسف الشديد فشلن وللدورة الثالثة من عمر الحكومة العراقية بعد التغيير من تشكيل كتلة نسوية أو لوبي نسوي ضاغط ومؤثر يتبنى قضايا المرأة والطفل والاسرة خصوصا وقضايا الشعب والوطن بنحو عام، بل ظهرت المواقف ضعيفة جداً حتى في التصدي لبعض التشريعات والقرارات المجحفة بحق المرأة.
* هل وصلت لما تريدين ام ان الظروف عاكست رغباتك وآمالك؟
– نعم انا راضية عن الخطوات التي سرت عليها وحققتها حتى الان برغم ان الظروف لعبت دورا في تغيير مجرى الكثير من آمالي وطموحاتي، كنت اتمنى ان اعيش طفولة مستقرة وألعب مثل كل الاطفال لكن المطاردات الامنية لوالدي ومضايقات ازلام النظام السابق لعائلتي وخوف امي علينا حرمتني حتى من اللعب البريء واحلام الطفولة البسيطة.
*أين تريد انتصار ان تصل؟
– اريد ان أصل الى الانسانة التي تنعم بالاستقرار والحماية والحياة الامنة، اريد ان اشعر واتمتع بحقوقي كأي مواطنة عراقية تستحق ان يكون لها سكن ملائم وعمل مناسب وحرية أكبر في العيش بكرامة.