ليس هناك منتصر سوى العراق في كل نجاح يحققه عربي او كردي شيعي او سني مسيحي او مسلم ينتمي لهذه البلاد في الخارج والداخل ويدين بالولاء لهذه الارض التي انجبته او انجبت آباءه واجداده واذا كان الخلاف والصراع قد اخذ حيزاً كبيراً من النشاط السياسي طوال سنوات التغيير التي اعقبت اسقاط النظام السابق فان الحفاظ على المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها النظام الديمقراطي التعددي هو امانة ومسؤولية لابد ان يحافظ عليها ويصونها كل مخلص وغيور لهذه البلاد ومن المؤسف ان تتطور هذه الصراعات وتصل الى حد النزاعات والصدام المسلح في عدد من المدن والقصبات العراقية مثلما تناقلت يوم امس عدد من وكالات الانباء والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية صوراً ومشاهد لضحايا الاقتتال بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة واذا لم تتدارك القيادات الكردية في اربيل والسليمانية وتصل الى تفاهمات لايجاد ارضية مشتركة لمعاودة الحوار مع السلطة الاتحادية فان الايام المقبلة قابلة لان تكون اياما ساخنة يصعب التنبؤ بما سيحصل فيها ويصعب ضبط حركة ونشاط القوات العسكرية الاتحادية وافراد البيشمركة على حد سواء فالرقعة الجغرافية التي تتواجد فيها القوات واسعة وتصل خطوط التماس فيها الى مئات الكيلو مترات وان الاصرار على التحشيد واطلاق التصريحات غير المنضبطة والتهديدات ينذر بما هو سيئ وغير صالح للعرب والكرد والقوميات الاخرى التي تعيش في شتى مناطق شمالي العراق ومن المهم جداً التذكير بأن عصابات داعش الإرهابي وخلاياه النائمة تتربص وتنتظر الفرصة السانحة لمعاودة نشاطها متى وجدت الثغرات في الميادين والمساحات التي تتواجد فيها وليس هناك حاجة لاعادة تذكير العراقيين عرباً وكرداً بأن داعش هو العدو الاول والاوحد لهم ومهما وصلت درجة التأزيم في ملف الصراع العربي – الكردي فانه في النهاية لايصح الا الصحيح وهو ان يجلس القادة والمسؤولون من الجانبين للتفاوض والبحث عن حلول توقف تصاعد ردود الفعل وسفك الدماء وتحسم نقاط الخلاف فوجودنا جنبا الى جنب وعيشنا وتاريخنا المشترك هو ابدي تحتمه الجغرافية ولايقبل التغييرعلى الارض اما داعش وعصابات الارهاب فهي الجزء الغريب في بلادنا وهي العدو الذي لايحمل لنا سوى الكراهية والشر .
د.علي شمخي
عدونا واحد !
التعليقات مغلقة