صدر في عمان بالأردن هذا العام 2017 كتاب جديد لبلقيس القيسي حمل عنوان «التوحّد العالم بنظرة أخرى» بمئتين وخمسين صفحة. وقد ذكرت في التمهيد لذلك الكتاب: علـى الرغـم من أن البوادر الأولى لعوق التوحد ظهـرت في أوروبا قبل أكثر من قرن، وإن الأوروبيــين تعاملوا معه منذ نهاية العقد الأول للقرن الماضي وشخصوه وكتبوا عنه المقالات بدء ا ً من الأربعينيات ثم شكلوا الاتحادات والمنظمات والمؤسسات التي تدافع عن حقوق المتوحدين وتدعمهم وتحث الحكومات على تبنيهم وتأسيس المدارس الخاصة بهم ووضـع برامج متقدمة تناسـب قدراتهم الذهنية وتطورها بنحو ملحوظ، أقول بالرغم من كل ذلك نجد انفسنا نحن العرب متخلفين جدا في هذا المجال ولانملك الخبرة الكافية للتعامل معه، فالمتوحـد فـي بلادنـا يمكن أن يضيع وبالإمكـان المحافظـة عليه وتطويره لو توفرت له الظروف الخاصـة مع التأكيد التام أن نسبة هذا العوق آخـذة بالازدياد عقدا بعد عقداً إن لم نقـل سنـة بعـد سنـة أخـرى.
وقد وضّحت في التمهيد عن حال التجارب بيننا وبين الدول الأوروبيّة المتقدمة وبين تجاربنا وكذلك الفارق الزمني بين تأسيس اتحاداتنا ومؤسساتنا ومدارسنا ومراكزنا واتحادات الأوروبيين ومؤسساتهم فهم قد سبقونا في التجارب بأكثر من ثمانين عاماً وفي تشكيل الاتحادت والمؤسسات الخاصة بالتوحّد بخمسين عاماً ثم هناك الفرق بين نظرتنا ورؤياهم لعوق التوحد إنه في أوروبا عوق ذهني ويعدّه مجتمعنا نوعاً من الجنون أو المناخوليا وهذا يدلّ على عدم الدقة في اختيار المصطلحات الخاصة بحقل نفسي طبّي اجتماعي.
«التوحّد» العالم بنظرة أخرى ..
التعليقات مغلقة