يتوقع فوزه ليشغل المنصب لولاية جديدة على رأس ثالث اقتصاد في العالم
طوكيو ـ أ ب ف :
أدلى اليابانيون بأصواتهم امس الاحد على الرغم من الامطار الغزيرة واقتراب اعصار، في انتخابات تشريعية مبكرة دعا اليها رئيس الوزراء القومي شينزو آبي الذي يرجح ان يحقق فوزا كبيرا فيها ليشغل المنصب لولاية جديدة على رأس ثالث اقتصاد في العالم.
ويبدو ان رئيس الحكومة القومي في طريقه لكسب رهانه والبقاء في السلطة حتى 2021 اي الى ما بعد دورة الالعاب الاولمبية التي ستجرى في طوكيو 2020. وفي حال حدث ذلك، سيتجاوز الرقم القياسي الذي سجله رئيس وزراء ياباني في البقاء في السلطة وكان حوالى ثماني سنوات من قبل.
وبعد حملة قصيرة استمرت 12 يوما وتركزت على كوريا الشمالية والقضايا الاقتصادية، جرت عمليات الاقتراع امس الاحد تحت امطار غزيرة في العاصمة والجزء الاكبر من البلاد التي يفترض ان يضربها الاعصار لان الذي يتوجه الى الارخبيل من الجنوب الغربي ترافقه رياح سرعتها 216 كلم في الساعة في المحيط الهادئ.
والغيت اكثر من 380 رحلة جوية من والى اليابان امس الاحد بينما الغت بعض القطارات والعبارات رحلات في الغرب حيث اصدرت السلطات توصيات باجلاء السكان الذين يعيشون على سواحل او ضفاف انهار او سفح تلال خوفا من حدوث تسونامي وفيضانات وانهيارات ارضية.
ولا تؤثر الاحوال الجوية السيئة على الجانب اللوجستي من الاقتراع لكنها قد تؤدي الى انخفاض نسبة المشاركة. وقد بلغت نسبة المشاركة 26,3 بالمئة مقابل 29,11 بالمئة في الساعة نفسها في الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في كانون الاول 2014.
ولا تشمل هذه النسبة عدد الذي صوتوا مسبقا وهو امر ممكن اجراؤه قبل ايام من الانتخابات. واعلنت الحكومة امس الاحد ان نحو 21,4 مليون ناخب من اصل مئة مليون في سن الانتخاب، صوتوا قبل امس الاحد مسجلين بذلك رقما قياسيا حسب الحكومة.
وقال يوشيهيسا يموري الذي يدير شركة للبناء وادلى بوصته في وسط طوكيو «ادعم موقف شينزو آبي في عدم الرضوخ لضغوط كوريا الشمالية».
واضاف «اريد ان يواصل هذه الارادة الحازمة عبر التعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وبالنسبة لي انها نقطة مهمة في هذه الحملة».
قال آبي امس الاول السبت في آخر خطاب في حملته الانتخابية «عندما تهددنا كوريا الشمالية عمدا وتؤجج التوتر، يجب الا نتردد».
ويمكن ان يؤثر ذلك على نسبة المشاركة وان كان عدد كبير من اليابانيين الذين بلغوا السن القانونية للانتخاب وعددهم حوالى مئة مليون، صوتوا مسبقا. وبعد ان عبر عن دعمه للموقف الاميركي الذي يؤكد ابقاء «كل الخيارات» مطروحة بما فيها الخيار العسكري ضمنا، تعهد آبي حماية اليابانيين.
وقال امام حشد في وسط اليابان تحدى الامطار الغزيرة مع تقدم اعصار باتجاه الارخبيل ان «التحالف الحاكم ، هو القادر على حماية حياة الناس والدفاع عن اسلوب حياة سعيدة»، ملمحا بذلك الى كوريا الشمالية التي تريد «اغراق» الارخبيل وأطلقت صواريخها فوقه مرتين.
ويتوقع المحللون فوز تحالف الحزب الليبرالي الديموقراطي اليميني بقيادة آبي وحزب كوميتو بحوالى 300 مقعد من اصل 465 في مجلس النواب.
وسيتقدم تحالف آبي بذلك وبفارق كبير على حزب الامل اليميني ايضا الذي اسسته رئيسة بلدية طوكيو يوريكو كويكي التي تتمتع بشخصية قوية، والحزب الديموقراطي الدستوري (يسار الوسط) اللذين تأسسا مؤخرا. ويتوقع ان يحصل كل منهما على خمسين مقعدا.
ومع ذلك تبقى التشكيلة النهائية للبرلمان غير معروفة، والسؤال المطروح هل سيتمكن تحالف آبي من الاحتفاظ بغالبية الثلثين في مجلس النواب كما هو الحال في مجلس الشيوخ؟
هذا الامر اساسي للدعوة الى استفتاء لمراجعة الدستور السلمي الذي املته الولايات المتحدة على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية ويلزم البلاد في مادته التاسعة بالتخلي عن الحرب «الى الابد».
ودعا آبي (63 عاما) الذي يواجه فضائح مرتبطة بالمحسوبية اثرت على شعبيته، واضعفته هزيمة تاريخية لحزبه في الانتخابات البلدية في مدينة طوكيو، الى هذه الانتخابات المبكرة في نهاية ايلول الماضي قبل عام من موعد الانتخابات.
قالت ايتسوكو ناكاجيما (84 عاما) وهي متقاعدة «معنويا لا يعني الامر شيئا وبهذه الوتيرة تتوجه البلاد الى الخسارة». واضافت «لم نر سياسيين مثله (شينزو آبي) في اليابان».
لكن المفاجأة جاءت ايضا من كويكي التي صرحت بعد ساعات على الاعلان الرسمي عن الانتخابات المبكرة انها ستقود حركة سياسية جديدة.
وهذه السيدة اليمينية البالغة من العمر 65 عاما كانت نجمة تلفزيونية تملك حسا عاليا للحوار والوزيرة السابقة في حكومة آبي وقومية كذلك. وقد انعشت ساحة سياسية يابانية نبضها ضعيف وسرعت اعادة تشكيلها.
وادى ذلك الى تفكك اكبر احزاب المعارضة الحزب الديموقراطي مع انتقال عدد كبير من اعضائه الى حزب الامل، بينما انشأ احد اهم مسؤوليه يوكيو ايدانو المدافع عن جناحه اليساري «الحزب الديموقراطي الدستوري الياباني».
لكن كويكي فقدت زخمها عندما قررت الا تترشح في الاقتراع مما يلغي احتمال توليها رئاسة الحكومة في بلد يفرض فيه الدستور ان يكون رئيس الحكومة عضوا في مجلس الشيوخ او مجلس النواب.