استفتاء إقليم كردستان وردود الفعل الدولية والعربية قبل وبعد نتائج التصويت

بغداد – الصباح الجديد:

كان الاستفتاء على استقلال كردستان العراق قد عقد في يوم 25 سبتمبر/أيلول 2017، ومع إظهار النتائج التي كشفت عن 92%، لصالح الاستقلال، ونسبة مشاركة بلغت 72%. وقد صرحت حكومة إقليم كردستان بأن الاستفتاء سيكون ملزم، لأنه سيؤدي إلى بدء بناء الدولة، وبداية للمفاوضات مع العراق، بدلا من إعلان الاستقلال الفوري. ولقد رفضت حكومة العراق الاتحادية شرعية الاستفتاء.
ولقد أعلن عن موعد الاستفتاء وتأخر ذلك في عدة مناسبات، مع مشاركة القوات الكردية في العمل مع الحكومة الاتحادية العراقية من أجل تحرير الموصل، ولكن بحلول شهر نيسان/أبريل 2017، وكان ينظر إليه على أنه سيحدث في وقت ما في عام 2017.
وفي يوم 7 حزيران/يونيو 2017، عقد الرئيس مسعود بارزاني اجتماعاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، والاتحاد الإسلامي الكردستاني، والحركة الإسلامية الكردستانية، والحزب الشيوعي الكردستاني، وحزب كادحي كردستان، وحزب العاملين والكادحين في كردستان، وحزب الإصلاح التقدمي في كردستان، وقائمة أربيل التركمانية، والجبهة التركمانية العراقية، وحزب التنمية التركماني، وقائمة الأرمن في برلمان كردستان، والحركة الديمقراطية الآشورية، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، حيث أكد خلاله عن موعد عقد استفتاء الاستقلال في يوم 25 أيلول/سبتمبر 2017
وكانت هناك ردود فعل كثيرة من قبل دول العالم حول الاستفتاء ما بين مؤيد ومعارض ومنهم من لزم جانب الحياد وأعلن عن دعمه بنحو عام لكل الدول التي تسعى الى الحرية والاستقلال ولم يتحدث بصورة واضحة عن موضوع استفتاء إقليم كردستان العراق.
العراق: رد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حيث قال بإن بلاده مستعدة للتدخل عسكريا إذا أسفر الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق عن حدوث أعمال عنف. وأوضح العبادي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس السبت 16 أيلول، أنه في حال تعرض العراقيين إلى تهديد عبر استعمال القوة خارج إطار القانون فسنتدخل عسكريا.»
الأمم المتحدة: اعترض أعضاء مجلس الأمن الدولي على أي محاولة استقلال لكردستان عن العراق، معدين أن هذه الخطوة من شأنها أن تزعزع الاستقرار في الدولة العراقية، لا سيما وأن حكومة إقليم كردستان أقدمت على هذه الخطوة بنحو منفرد من دون الرجوع للحكومة المركزية في بغداد.
وأصدر المجلس بيانًا قال فيه أن الاستفتاء «مقرر في وقت ما تزال فيه العمليات الحربية مستمرة ضد تنظيم داعش، والتي تؤدي القوات الكردية فيها دورًا رئيسا»، وأن إجراءه يهدد بـ»إعاقة الجهود الرامية لضمان عودة طوعية وآمنة لأكثر من ثلاثة ملايين نازح ولاجئ»، وأن أعضاء المجلس متمسكون بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، وأن أي مشكلة بين الحكومة الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان يجب حلها في إطار الدستور العراقي، عبر حوار منظّم، وحلول توافقية، يدعمها المجتمع الدولي «.
بلجيكا: قال جان جامبون نائب رئيس الوزراء البلجيكي في مقابلة مع إن آر تي، بعد لقاءه لنائب رئيس الوزراء حكومة إقليم كردستان قباد طالباني، أن لجميع الدول الحق بتقرير المصير، كما قال السفير البلجيكي في العراق هندريك فان دي فيلدي أنه ليس لبلاده موقف رسمي بخصوص هذه القضية.
الولايات المتحدة: أعربت عن عدم تأييدها لقرار حكومة إقليم كردستان العراق إجراء الاستفتاء، على وفق بيان صادر عن البيت الأبيض. ولفت البيان إلى أن واشنطن أكدت مرات عدة لزعماء إقليم كردستان، أن الاستفتاء يشتت الانتباه عن الجهود المبذولة لهزيمة داعش، واستقرار المناطق المحررة. ودعت حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء، والبدء في حوار جدي ومتواصل مع بغداد.
السويد: عبّر الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وحزب الخضر، وهما حزبان حكوميان عن دعمهما لعقد الاستفتاء. وبالمثل أعلن حزب ديمقراطيو السويد، وحزب اليسار، وهما حزبان معارضان، عن تأييدهما لإجراء الاستفتاء.
إسبانيا: عدت وزارة الخارجية الإسبانية الاستفتاء غير قانوني، ولا يتوافق مع دستور العراق لعام 2005. ودعت الجميع إلى التركيز حالياً على هزيمة تنظيم داعش، معدةً «أن ذلك يصب في مصلحة جميع العراقيين»
السعودية: صرحت وزارة الخارجية عبر وكالة الأنباء السعودية أن: «السعودية تتطلع لحكمة بارزاني بعدم إجراء استفتاء.
روسيا: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تتفهم الحساسية المرتبطة بالمسألة الكردية، وأن بلاده ترى أن يجري الاستفتاء ضمن أطر القانون الدولي.
تركيا: قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان العراق يمثل «قضية أمن قومي»، وإن بلاده «ستتخذ أية خطوات ضرورية بشأنه».وفي يوم 19 أيلول دعا حزب الشعب الجمهوري التركي عبر نائب رئيسه أوزتورك يلماز، الحكومة التركية إلى التعامل بصلابة مع رغبة حكومة كردستان الانفصال عن العراق، وقال بضرورة إمهال مسعود بارزاني 24 ساعة للتخلي عن الاستفتاء، فيما اصطفت بعض أرتال الدبابات التركية على الحدود مع العراق، تحسبًا لأي طارئ. وقال يلماز أيضًا أن استفتاء انفصال كردستان عن العراق، سيزعزع المنطقة بنحو خطير، وقد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية، وأنه يتعارض مع القوانين الدولية، والدستور العراقي، وحتى مع قوانين الإقليم الكردي نفسه. وعد أن الوضع بات مسألة صراع لأجل البقاء، وأنه يتعين حماية مصالح تركيا وأمنها القومي.
الإمارات: صدرت تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع سنة 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء. وكانت الكتبي قد أكدت أنه إذا أعلن عن استقلال كردستان بنحو كامل عن بغداد، فإن أبو ظبي ستعترف بهذا الاستقلال.
المملكة المتحدة: قال القنصل البريطاني لمنطقة كردستان فرانك بيكر، أن المملكة المتحدة تعترف «بالحق الذي لا يجوز سلبه لجميع الأشخاص حول العالم، بأن يكونوا أحراراً ليقرروا حكوماتهم»، ولكن رأى أن الوقت ليس ملائماً لعقد الاستفتاء. كما قال أن الاستفتاء يجب أن يُعقد بعد تراضي الحكومة العراقية. وقال وزير الخارجية بوريس جونسون «إجراء استفتاء في هذا الوقت يشتت التركيز على الأولويات الأكثر إلحاحاً بعد هزيمة داعش، وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، ومعالجة المسائل السياسية طويلة الأمد التي أدت إلى بروز داعش.
إيران: عدت الحكومة الإيرانية أن الاستفتاء أحادي الطرف، وهو لا يتوافق مع الدستور العراقي، وأن «موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الواضح والمبدئي هو في دعم وحدة مناطق العراق وتماسكه». و قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: تعارض إيران عقد محادثات على الاستفتاء لتقسيم العراق وتعد كل من يؤيد الفكرة بأنه من المعارضين لاستقلال العراق.
الأردن: صرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن استفتاء كردستان هو شأن عراقي داخلي.
فرنسا: قال الرئيس إيمانويل ماكرون: «إذا تم إجراء هذا الاستفتاء، آمل أن يؤدي إلى التمثيل الصحيح للأكراد في الحكومة وفي إطار الدستور العراقي»
هولندا: صرح القنصل الهولندي العام في إقليم كردستان «جانيت ألبيردا» بأن الاستفتاء سيكون أكثر قبولا إذا تم تنسيقه مع بغداد.
بولندا: ذكر نائب المارشال من جمهورية بولندا، أن بولندا ستوافق على الاستفتاء. وذكر وزير الخارجية فيتولد وازكزيكوفسكي أنه «يفهم تماما طموحات الأكراد»، لكنه حث المسؤولين الأكراد على التعاون مع الآخرين.
اليونان: صرح وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس بأن وحدة العراق يجب أن تكون مرغوبة من قبل الشعب نفسه، وأن الاستفتاء الكردي حق بموجب الدستور العراقي.
كندا: قال رئيس الوزراء جوستين ترودو انه يشعر بالحساسية بسبب انخراط الدول في القرارات الداخلية لبلد أخر، وأنها ستحترم العملية التي أقامتها الأكراد.
جمهورية الصين الشعبية: أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانغ عن دعمه لسلامة أراضي العراق، لكنه طلب إجراء حوار مفتوح في مؤتمر صحفي يومي.
اما يوم التصويت فكانت هناك ردود فعل أشد حزماً من قبل عدة دول نذكر منها:
إيران، فقد أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ايقاف جميع الرحلات الجوية نحو مطاري السليمانية و أربيل، ووقف عبور الطائرات القادمة من اقليم كردستان عبر الاجواء الايرانية، مشيرا الى أن القرار جاء بناء على طلب الحكومة العراقية. وقال المتحدث باسم المجلس كيوان خسروي في تصريح نقلته وكالة «تسنيم» الايرانية للأنباء، إن «المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني عقد، صباح اليوم، اجتماعا لدراسة طلب الحكومة المركزية حول اغلاق الحدود الايرانية مع الاقليم»، وأضاف أنه «نظرا الى عدم نجاح المساعي السياسية الخيرة لإيران، واصرار المسؤولين في اقليم كردستان العراق على اجراء الاستفتاء، فقد تم اغلاق الحدود الجوية الايرانية امام الرحلات التي تنطلق من اقليم كردستان العراق، وذلك بناء على طلب الحكومة العراقية في بغداد». وأوضح، أنه «بناء على ذلك القرار، قد توقفت جميع الرحلات الايرانية نحو مطارات اقليم كردستان العراق ايضاً»، مبينا ان «القرار يتضمن «إيقاف جميع الرحلات الجوية نحو مطاري السليمانية وأربيل، ووقف عبور الطائرات القادمة من اقليم كردستان العراق عبر الاجواء الايرانية»
اما في تركيا ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول إن «استفتاء كردستان غير شرعي ونعده لاغياً»، وذكر أننا «سنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بنحو كامل مع كردستان». وأضاف: «سنغلق تصدير النفط أمام إقليم كردستان، وسنمنع تصدير النفط من الإقليم». كما أكد أن تركيا ستتدخل إزاء أي تهديد يأتيها من العراق أو سوريا، مشدداً بقولهِ: «لن نقبل بقيام دول إرهابية في سوريا، وسندخل فجأة ذات ليلة لمنعها». وقال أيضاً: إن تركيا يمكنها أن تقطع خط أنابيب النفط الذي ينقل النفط الخام من شمال العراق للعالم، بما يمثل ضغطاً إضافياً على المنطقة شبه المستقلة بسبب الاستفتاء، وقال «بعد هذا.. دعونا نرى عبر أي قنوات يمكن للحكومة الإقليمية في شمال العراق أن ترسل نفطها، وأين ستبيعه». وقال «لدينا (خط الأنابيب) وفور إغلاقه فقد انتهى الأمر».
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم: إن بلاده لن تعترف بنتيجة استفتاء كردستان شمال العراق، كما أشار إلى أن البوابات الحدودية، والمطارات، وخطوط أنابيب النفط، ستسيطر عليها الحكومة المركزية في العراق. وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً أوضحت فيه أنها لا تعترف باستفتاء إقليم كردستان العراق، وتعده باطلاً. كما أوصت الخارجية التركية مواطنيها بمغادرة كردستان العراق في أقرب وقت ممكن. وفي يوم الإثنين 25 أيلول 2017 حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، من أن أنقرة ستتدخل عسكرياً إذا تم استهداف التركمان في العراق، يذكر أن أنقرة تعد نفسها حامياً للأقلية التركمانية في العراق.
وبعد التصويت أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن «هذا الاستفتاء نار ستحرق من أشعلها»، وشدد على أن من أصر على إجرائه في سبيل مصالحه لن يستطيع مواجهة دول المنطقة في المستقبل، وأن «هذا الاستفتاء يستهدف وحدة شعوب المنطقة، وأنه سيتسبب بإشعال صراعات عرقية فيها، إضافة إلى الصراعات التي تعاني منها في الأصل». وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن «هذا الاستفتاء يستهدف وحدة شعوب المنطقة، وأنه سيتسبب بإشعال صراعات عرقية فيها، إضافة إلى الصراعات التي تعاني منها في الأصل».
وفي 29 سبتمبر، قال رئيس الوزراء التركي علي بن يلدريم أن «إن إجراءات تركيا للرد على استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال لن تستهدف إلا من قرروا إجراءه» وفي 30 سبتمبر توعد الرئيس التركي بدفع ثمن باهظ للقادة الأكراد، وقال إن «بلاده قدمت جميع أنواع الدعم لسلطات إقليم كردستان العراق إلا أنها أصرت على تنظيم الاستفتاء الذي وصفه بالخطوة الباطلة». وفي 2 أكتوبر، 2017 أعلنت صحيفة تركية أن أنقرة سترسل 12 ألف جندي شمال العراق.
كما أعلنت الولايات المتحدة أنها أصيبت بـ»خيبة أمل عميقة» بسبب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق، مؤكدة أن هذا الاستفتاء «سيزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب» في الإقليم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن «الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة بسبب قرار حكومة إقليم كرستان إجراء استفتاء أحادي الجانب على الاستقلال ، بما في ذلك في مناطق خارج إقليم كردستان». وأضافت في بيان أن «العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وشعب إقليم كردستان العراق لن تتغير على ضوء الاستفتاء غير الملزم الذي جرى اليوم، لكن باعتقادنا فإن هذه الخطوة ستزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب بالنسبة إلى إقليم كردستان وسكانه». أيضاً قال البيت الأبيض ردا على سؤال حول استفتاء كردستان، إن الولايات المتحدة الأميركية تتمنى أن ترى دولة العراق موحدة، حتى تتوحد الجهود الرامية إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي الضغط أكثر على إيران، على وفق ما ذكرت رويترز.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة