استفتاء الإقليم خطوات مبعثرة على رصيف الوطن

اعتدنا في ملاحق الصباح الجديد، ان نكون أقرب للحدث السياسي والثقافي، وكل ما يشغل الشارع العراقي، واليوم اتفق فريق الصحيفة ان يكون الملحق مواكبا للحدث الأبرز على الساحة العراقية، وهو موضوع الاستفتاء وانفصال الإقليم، وبعد حوارات ونقاشات طالت وتوسعت ولم تنته، حقق الاكراد ما يحلمون به وتم الاستفتاء، بمشاركة كبيرة من قبل الشعب الكردي داخل الإقليم وخارجه، وسط قرارات من دول الجوار منها تركيا وايران، محذرة رئيس الإقليم بعدم التمادي في هذه الخطوة التي يراها المحللون السياسيون بانها تدخل كردستان بنفق مظلم، لاسيما وان الإقليم الى الان يعتمد على حكومة المركز اقتصاديا.
ومع تحذيرات الحكومة العراقية في بغداد، ورفض العراقيين بالوسط والجنوب لقرار الانفصال، ومن بينهم الاكراد الساكنين في الوسط، الا ان رئيس الإقليم يبدو غير مكترث بكل ما قيل ويقال حول هذا الموضوع!، فمن جملة الإجراءات التي صوت البرلمان العراقي عليها قبل ايام، هي سيطرة الحكومة العراقية على الحقول النفطية في كركوك، والتي تنتج ما بين 300 إلى 350 ألف برميل نفط يعتمد الإقليم على عائداتها، لتكون تحت اشراف مباشر من قبل الحكومة المركزية، وتحتاج الى إعادة تأهيل بعد تراجع مستوى الإنتاج لها.
المشهد العام قلق، برغم سيطرة الجيش العراقي على الوضع في كركوك، وهنا نشط المحللون السياسيون والقنوات الفضائية في البحث والتنظير حول موضوع دخول القوات العراقية لمحافظة كركوك، وكل يرى المشهد من وجهة نظره الخاصة ومن موقعه، فهناك من يجد ان رئيس الإقليم ادخل الشعب الكردي بطريق وعر يصعب السير فيه، لاسيما وان حكومة الإقليم نفسها، غير متفقة على ما يبدو بشأن قرار الانفصال، ومع اعلان قيادات دول الجوار بغلق الحدود، وعدم التعامل مع حكومة الإقليم مستقبلا ، يجعل الطريق صعبا للغاية امام رئيس الإقليم، مع احتمال عقوبات دولية او دبلوماسية ستتخذ قريبا بحقه.
الان ومع ان الوضع مازال قلقا وغير واضح الملامح، الا ان الجميع يؤكد ان الإقليم سيتحمل أعباء كبيرة اقتصادية مع حصر تصدير النفط بيد الحكومة المركزية، برغم تأكيد رئيس الإقليم بأنه يسعى الى فتح قنوات طيبة مع دول الجوار وطمأنتها بأن الاستقلال لن يتحقق في ليلة وضحاها بل ان الاستقلال لن يحصل قبل سنتين، معنى هذا ان الأمور ستبقى على ماهي عليه لحين اكتمال الحوارات المزمع عقدها مع الحكومتين الإقليمية والمركزية.
ما نرجوه حقا هو، الحفاظ على العراق شمالا ووسطا وجنوبا، ليكون دولة قوية بكل ألوان الطيف العراقي، والابتعاد عن أي توتر ربما يقودنا جميعا الى عض أصابع الندم لا سمح الله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة