وداد إبراهيم
يسعى العديد من كتّاب الدراما إلى إرضاء ذوق المشاهد والبحث عما يتناسب مع تطلعاته الفنية والدرامية والاجتماعية. ولعل النجاح الذي حققته العديد من المسلسلات الاجتماعية دفع كتّابها إلى البقاء في ذات الإطار، مترددين في تقديم الجديد الذي يواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي اجتاحت العائلة العراقية، وما خلفته من تحديات ومشاكل غير مألوفة. وعلى الرغم من ذلك، لاقت الكثير من الأعمال التي تناولت قضايا الحروب، والمخدرات، والقتل انتقادات ورفضًا واسعًا.
في هذا السياق، يسعى الكاتب عمران التميمي لإحياء عمله الريفي المميز “بيت الطين”، الذي انطلق كعمل مسرحي قُدم لسنوات عديدة على المسرح العراقي قبل أن يتحول إلى عمل درامي تلفزيوني. الآن يعود التميمي لتقديم الجزء الخامس من المسلسل، ليحافظ على ارتباطه بالذاكرة الجمعية، محاولًا تحقيق نجاح جديد وسط منافسة حامية الوطيس خلال السباق الرمضاني المقبل.
أعلن الكاتب والمخرج عمران التميمي عبر أحد المواقع الفنية عن الانتهاء من كتابة الجزء الخامس من “بيت الطين”. وصرح التميمي بأن المسلسل سيعود بحلة جديدة، مواصلًا تصوير حياة الريف في الخمسينيات من القرن الماضي بشخصياته المحببة وأحداثه المشوقة. وأشار إلى أن المسلسل من إنتاج شركة “عراق الحدث”.
ويرى المتابع للدراما العراقية، السيد علي الخفاجي، أن الدراما العراقية في الثمانينيات والتسعينيات كانت تتمتع بنكهة خاصة ومتابعة واسعة من المشاهدين العراقيين والعرب. وقال: “ما زلنا نتذكر الكثير من الأعمال التي عززت القيم الاجتماعية والعائلية وأبرزت أهمية العودة إلى العادات والتقاليد. مسلسل ‘بيت الطين’ هو عمل كوميدي يصور بساطة ابن الريف وطيبته في التعامل مع الآخرين، ويعكس صورة واضحة عن الإنسان العراقي النقي. نجاحه السابق يجعلنا نتوقع له أثرًا إيجابيًا في مواجهة الأعمال الحديثة التي تتناول المخدرات، والقتل، وخيانة الأخ”.
أما سلمان محمد فيقول: “رمضان هو الوقت الأهم لمتابعة التلفزيون، وستكون المنافسة قوية بين المسلسلات العراقية والعربية. عودة عمل درامي قديم بحلة جديدة هو أسلوب متبع في الدراما العربية والأجنبية. تبني الدراما العراقية لهذا النهج أمر جيد لأنه يؤكد التواصل مع ذوق المشاهد، مما يعزز نجاحها الفني”.
يتناول المسلسل تفاصيل الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد في جنوب العراق، وتحديدًا في الريف، بنكهة كوميدية جذبت المشاهدين وحققت نجاحًا كبيرًا على مستوى الدراما التلفزيونية والمسرح. شارك في بطولة العمل العديد من نجوم الدراما العراقية، مثل إنعام الربيعي، وعلي داخل، وماجد ياسين، وغيرهم.
ورغم فقدان المسلسل لبعض نجومه الذين جسدوا شخصيات رئيسة في الأجزاء السابقة، ومنهم نجم الربيعي، وعلي داخل، ومحمد ناجي، وعبد الإله كمال، وعلي المطوع، وفلاح إبراهيم، استطاع المخرج والمؤلف عمران التميمي تعويض هذا الفراغ بممثلين جدد، مع الحفاظ على عدد من الممثلين الذين شكلوا أعمدة العمل سابقاً.
يُذكر أن الفنان الراحل علي داخل كان قد أعلن قبل وفاته أن أول عمل مسرحي له كان “بيت الطين” من تأليف عمران التميمي وإخراج فتحي زين العابدين، واستمر عرضه يوميًا لمدة سبع سنوات متواصلة، مما ساهم في الشهرة التي حققها هذا العمل.
مسلسل بيت الطين في جزئه الخامس.. المخرج يستعين بوجوه جديدة لتعويض الراحلين
التعليقات مغلقة