التيار الاجتماعي الديمقراطي يدعو الى عقد مؤتمر وطني شامل لمناقشة تداعيات الاستفتاء

خاص ـ الصباح الجديد:
دعا التيار الاجتماعي الديمقراطي الى عقد مؤتمر وطني شامل لحل ما اسماه اشكاليات الازمة الراهنة وتداعيات الاستفتاء، فيما دعا الى العمل بروح الدستور للخروج من الازمات التي تمر بها البلاد.
وادناه نص البيان التيار الاجتماعي الديمقراطي الذي ورد الى “الصباح الجديد”
تحت شعار “نحو مؤتمر وطني شامل لحل اشكاليات الازمة الراهنة وتداعيات الاستفتاء” ..
حذرت القوى الوطنية والديمقراطية المدنية من مغبة اجراء الاستفتاء في الظرف الراهن .. الذي يتسم بتعقيدات وطنية واقليمية ودولية ، ونبهت الى ان ممارسة الحق في غير ظرفه الموضوعي والملموس يدفعه نحو المجهول والى ارتدادات سلبية .
لقد حفر يوم 25 ايلول 2017 خندقا عميقا بين اطراف العملية السياسية المقامة على التحاصص من الصعب ردمه مالم يعاد النظر بكامل نهجها وبكل التوافقات والاتفاقات المبرمة بموجبها والتي ولدت الازمات والاحتكاكات الخطرة في خطوط التماس .
وعلى الرغم من ان الدستور النافذ يعد وثيقة مهمة في حياة العراقيين (رجالا ونساءا) ومن مختلف الشرائح والانتماءات ، الا ان الادارات السياسية المتعاقبة وسلطاتها الثلاث وكذلك التحالفات الطائفية والاثنية ، لم تضع نصوصه موضع التنفيذ ، ولم يطبق في فترات الصراع وتصادم المصالح ، ولم يطبق بشكل صحيح وتم خرقه في مواقع حساسة من قبل الجهات ذاتها التي وضعت الدستور .. ، مما وفر مساحة لأشكالية العلاقة بين اقليم كردستان والحكومات الاتحادية المتعاقبة ، ان اجواء التوتر تجلت بأوضح صورها في مرحلة داعش الارهابي ومخططاتها الاجرامية لتمزيق وحدة العراق.
.. اذ غدت مشروعا لاقامة حالة جغرافية /سياسية جديدة ، عبر عنها الخطاب الاعلامي لجهات كردية وعربية على حد سواء سرعان ما ظهر للعلن عند اقتراب نهاية داعش بفضل الانجازات البطولية لقواتنا المسلحة .
ان مفردة مرحلة ما بعد داعش وجدت تطبيقها في الخطاب رئاسة الاقليم .. وفي الاستفتاء وحق تقرير المصير لأعلان الدولة الكردية ، ولم تلق المناشدات الاقليمية والدولية والوطنية لايقاف الاستفتاء اذانا صاغية ، بل على العكس من ذلك المزيد من الاصرار والتعنت ، وسخرت اجهزة الاعلام لبث خطابات الكراهية والحقد والتطرف في اربيل وبغداد وظهرت للعلن اصوات نشاز لشخصيات مهزومة سياسيا تريد اللعب على وتر الازمة وتتحذلق تارة بأسم وحدة العراق وتارة بأسم محاربة التفرد الطائفي بالسلطة وتارة بأسم حق تقرير المصير والشراكة المستحيلة بين العرب والكرد .
وفي اعقاب بسط سلطة الدولة على كركوك بدون خسائر كبيرة في الارواح فأن معالجة وضع المناطق المتنازع عليها الباقية يجب ان يتم بنفس الطريقة ورفض جميع الدعوات لدفع المنطقة الى احتراب دموي جديد ، يبدأ ولا ينتهي ويجر المنطقة الاقليمية برمتها الى نزاع مسلح وتدخل خارجي سافر في العراق يوظف لأقطاب الصراع الدولي كما يحدث الان في سوريا واليمن وليبيا واماكن اخرى في اسيا وافريقيا والمستفيد والرابح الاخير هو اسرائيل .
ان الحكمة تقتضي من جميع الاطراف السياسية داخل العملية السياسية وخارجها المباشرة بالاعداد لمؤتمر وطني شامل لوقف تداعيات الازمة وايجاد مخارج واقعية لها دون المساس بالحقوق لأية جهة قومية او دينية او ثقافية ، والجلوس الى طاولة حوار على اساس الحقوق والواجبات المتساوية وفقا لمبدأ المواطنة واحترام الهويات الفرعية التي كفلها الدستور .
ان الرأي العام المدني بكافة تشكيلاته مطالب بأعلان مبادئ السلم والتآخي والتعايش السلمي ونبذ خطابات التطرف والتعصب والتشدد القومي من اجل مصلحة العراق ونسيجه الاجتماعي المتنوع والمتحد ، وينبغي في المقام الاول فضح قارعي طبول الحرب ومن جميع الجهات ، والعمل على ازاحتهم من المشهد السياسي.
ان العراقيين مدعوون جميعا بعربهم وكردهم وقومياتهم المتآخية للوقوف صفا واحدا لترصين الوحدة الوطنية ومحاربة المفسدين بأي موقع كانوا .
التيار الاجتماعي الديمقراطي
17 تشرين الاول 2017

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة