الرياضة النسوية.. أمل جديد

تفاجأت وانا اسمع عن فوز أحد النوادي الرياضية النسوية في العراق، وتفاجأت أكثر حينما عرفت ان الكثير منهن من محافظات ذات طابع بيئي محافظ ومتشدد، وسبب جهلي بالمعلومات حول ما يخص الرياضة النسوية هو التعتيم النسبي الذي تجابه به تلك الرياضات. والأسباب كثيرة، ففي كل العالم العربي على وجه التقريب، هناك توجه واحد للجمهور الرياضي يصب في خانة واحدة «كرة القدم».
هناك أسباب أخرى أدت الى التعتيم عن الرياضة النسوية قد يكون بقصد او بغير قصد، ذلك ان الاتحادات بنحو عام لا تعتمد على العنصر النسوي، ولا أدري هل هو تشكيك بقدرة النساء على ان يكون لهن موقع مؤثر ومهم في المسابقات المحلية، او العربية، والعالمية، ام هو الانحياز للرجل، بكوننا مجتمع ذكوري بامتياز؟
لكن مقابل كل تلك التفاصيل التي توحي بالظلامية والتشدد، هناك زوايا مضيئة كثيرة تشير الى ان العراق مع كل الاوشحة الدينية، والمذهبية، والمتعلقة بالتقاليد والأعراف المجحفة في الكثير من الأحيان، والتي يريد بها أصحابها نشر ظلامية الجهل والأمية، يبقى منبرا للوعي والنشاط، فها هن سبع اخوات يكونّ فريقا نسويا بكرة الطائرة في نادي شهربان، وتلك الظاهرة فريدة ليس محليا فحسب، بل في العالم اجمع، فلم يكن قد حدث قبلا ان يتشكل فريق لأي لعبة كانت، من مجموعة شقيقات، اولئك الفتيات اثبتن ان البقاء للأذكى والأكثر طموحا، ففي المحافظة ذاتها، نجد ان هناك العديد من الفتيات اللواتي ارتضين ان يكونن أدوات للطبخ والتنظيف واطاعة الأوامر ليس اكثر، أولئك الفتيات اثبتن ان المرأة الشجاعة والواثقة، تستطيع مع كل الظروف الصعبة والبيئة المنغلقة والمحافظة، ان تثبت وجودها، وتثبت انها مصدر فخر لعائلتها ولمدينتها.
تتوجه اليوم العديد من النوادي العراقية في بغداد، والمحافظات، لدعم الرياضة النسوية، خاصة بعد المشاركة المخجلة للعراق في العاب أولمبياد ريو دي جانيرو، حيث لم يكن هناك عنصر نسوي ضمن الفريق العراقي المشارك. هناك بعض الآراء تقول ان النساء في العراق يبحثن عن أي فرصة لإثبات وجودهن في المحافل الرياضية، وقد يكون هذا حافزا لان يقدمن اقصى ما لديهن من جهد وإصرار على المنافسة، لذلك فأصحاب تلك الآراء يجدون ان الامل بالنساء في المستقبل، ان يكون لهن حضورا فاعلا في العاب الاولمبياد، لكن الموضوع يحتاج الى دعم من الاتحادات، ودعم من وزارة الرياضة والشباب، وأيضا التشجيع من قبل الاهل.
لدينا في العراق رياضات عديدة دخلت الى ميادينها النساء، منها كرة القدم، وألعاب القوى، والرماية، والقوس، ورفع الاثقال، وغيرها، والمطلوب من المعنيين ان يعيروا اهتماما جديراً بسمعة العراق، وجديراً بمكانة نساء العراق، اللواتي ترجمن في العديد من المحافل، ان القدر يمكن ان يرضخ ويستجيب لصاحب العزيمة والإرادة.
الرياضة النسوية أحد أسس التحضر في أي بلد يحترم الحريات، ويحترم المرأة، فكلنا نطمح ان يولي المسؤولون اهتماما كبيرا بالمرأة، التي تبحث عن حلمها بإحداث فرق في وطنها من خلال مشاركاتها في المسابقات الدولية، والألعاب الأولمبية، وسعيها الى الفوز ليكون لها نصيب في اهداء العراق شيء مما يستحق، وجزء من الدين عليها.
احلام يوسف

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة