(2 ـ 2)
عدي العبادي
ليست الصورة الشعرية في الجملة او البيت لأنها كما قلنا مطلقة وقد تكون حتى بالفكرة التي تطرح بالإبداع شامل في احتوائه على عدت جوانب ونلحظ ان فكرة النص المطروح يحتوي معاني ذو طابع معرفي فلسفي فكون مكانته الجمالية وتظهر تصورات في لا إنا ولا سواي ولا غيرنا اشتمل التعبير على مصطلحات الناس لكن الكاتب في البداية اعلان انه لا يعرف ولا غيره ووسع الموضوع بكلنا واستمر بسرده حتى يصل بنا الى اننا امسك الخوف أبوابه ولم يحدد هواية الخوف ليترك المجهول او الباب مفتوح إمامنا
كلنا حين تعوي الرياح
جناة
وأسماؤنا في الوصايا
معفرة بالزبد
كلنا في الكراريس اندلس
جسد لا جسد
امة ربما
امة اللا احمد
تماسك وبناء متصل على وحدة إيقاع إي ما يعرف بجرس الموسيقى الخارجية وهو يمثل صورة امة يرمز لها بطريقته مبتدع عن البوح انها فنية الاشتغال ألتنوعي وقد كونت هذه المقطوعة الفنية تداخلات متنوعة على إيقاع حسي حيث تجد كل مقطع منها صورة مستقلة ترتقي ان تكون نص ونحن نعيش مرحلة الومضة والشذرة ان عدم وجود المركزية في الشعر تجعله أكثر ثراء واحتواء على نوعية بالتعامل معه من قبل القارئ الذي هو الشريك الثاني بالعمل
وما بين خوفين ضاعا
وخوفين قد اعشبا
حين فر من الحمل
يوم المخاض
وما بين عشقين
من ورق اخضر
ثم عشقان
من ورق اخضر
ثم عشقان
من ورق اسود
لا نساء له
او بياض
توكات بالانهر البكر
صحت استريني
لقد عز وردي
اعتمد الشاعر على الإيقاع والصورة الشعرية وهذا الرابط يدل على مقدرته فهناك من يهتم بإيقاع مثل شعراء القصيدة العمودية وهناك من يهتم بالصورة او الضربة الشعرية وهم شعراء الحر النثر لكن الكاتب جمع بين الاثنين وكان التداخل يشكل الصورة الشعرية التي تبني العلاقة بين النص و الملتقي الذي ينتهي اليه الخطاب فالمتلقي كل ما يعنيه بالنص الصورة اي الجوانب الجمالية والمعرفية التي يطرحها الشاعر من خلال رؤيته الخاصة للحياة فهو يترجم لنا أحاسيسه بطريقة فنية وللملتقي دور كبير في النص حيث يطلق عليه الناقد الايطالي امبرتو ايكو الممول اي السبب في استمرار الكاتب من خلال مطالعته وإطلاق الحكم على المنجز وهذا ما جعل الكتاب يبدعون في صورهم ولحضنا مدى عمق صور الشاعر علي الشلاه من خلال السياحية في بعض نصوصه حيث لم نتحدث عن باقي ما اهتم به ومن أي منطلق يصور كل ما أنتجه في الساحة الادبية التي تعيش اليوم على تخوم الشعراء لكن ظل لون كتاب الشاعر تميزه فهو يملك المقدرة على وضع بصمته
بكت عتبة الباب
لما رأتني
وصاحت لماذا أتيت
لقد ضاع وجهي
وضيعني ما عرفت
وأنكرني من رأيت
وحين أفقت على وطني
ليؤنث خوفي
توهمت بابك
تحلينا هذه الكلمات المتماسكة الى عدت صور نستنتجها من خلال الغوص في عمق المنتج الإبداع حيث بداية الكلام عن بكاء عتبة الباب وحوارها معه انه يشتغل على ثقافة المكان التي عمل بها باشلار وفوكو وهي إخراج الجماد من عالمه الى فضائات أوسع وتخيل أحاسيس لها كما قال بعض العلماء ان للجماد روحي تعرف بالروح التكوينية أي الداخلية قد تكون حالة الشعور الشفافة عند المبدع جعلته يشعر بروحية الاشياء من حوله فوضع حواره مع عتبة الباب وكيف استقبلته
وفاكهة من جليد ورمل وجوع
ويا حدوه الموت صاهلة بالجموع
ويا غابة القمر الاسود الجذر والساق
اغاني من القش
رفات الكلام الجديد وقداسه
ما رايناه بين السما والسماع
عواء المباني على طولها
طعم قنينة من خطاب الهزيمة
حلم شهيد بزوجته
في انتظار الراتب
رغبتها في الرحيل
صهيل السرير على نهرها
الشتاء ات عري الجريدة
برد المذيع انكسار الشفاه
على اول الضحكات
ان أي قراءة أ للنص شعري تعطينا معرفة انطلاقية الشاعر في كتابته او حتى فهم تجربته اتجاه ما يشعر به فالدلالة النصية تعريف لما جعله يكتب هذا النص لما يحتويه من مفاهيم ان عملية القبض على اللحظة تكون لها تأثير على الشاعر الذي يولد نصه فيها لانه يترجم لنا ما بداخله وحسب قدرته بطرحه منتجه ونحن الذائقة العامة كل ما يعنينا جماليات الكتابة لا نشاركه الإحساس كما نفهم من ما نطالعه النينة الفكرية عند الشاعر بوصفه حالة الحرب وما تولده من خراب وكان رمز الموضوع زوجة الشهيد وقد جعل ثيمة الموضوع مفتوحة شاملة حتى نسج مشهد المذيع وما يجري معه ليكمل الحدث مشكل صورة كاملة كما الحال في الملاحم الشعرية وتذكر الموسوعة الحرة الملحمة الشعرية وتقول عنها انها قصيدة طويلة جداً قد تصل الى آلاف الابيات وتنظم بأسلوب قصصي , إذ تروي حادثة أو معارك بطولية
دائر الأضرحة
جبال بطاولة مرة
قال اخر من ختم المضبطة
ثم مرت وراء المسيرة
اصوات من اوجدوا نسلها
في البهائم واللافتات
سرب العناكب يعوي
على جذعها
هكذا سنسمي مواليدنا والشوارع
باسم الحروب المؤجلة الحسم
والنصر والانكسار
وباسم الحواشي
اذا اكتشف التابعون هوامشهم
باسم من شاركونا حماقاتهم
عنوة
باسم الليالي الطويلة باليتم والطائرات
سيندثر الميتون بأبنائهم
سوف تفتي السلالات لغو المسلات
نفني
وتبقى اصابعنا في النشيد
وتبقى لداله الوقت حرسها
والعقارب
يقول غرام هف في كتاب الحداثة الجزء الثاني كان إدغار آلان بو وهو ناقد امريكي مشهور لا يعتقد انه ليس هناك شيء اسمه قصيدة طويلة وتبنى الشاعر الفرنسي الكبير ورائد الحداثة الادبي بودلير هذا المعتقد وبيد وان الشعراء الذين جاءوا بعد بودلير كانوا تبنوا بصمت ذلك المعتقد نفسه لقد اختفت حقا القصيدة الطويلة تقريبا فاكثر القصائد الراهنة ذات النفس الطويل هي سلسلة من قصائد قصيرة مثل قصيدة ( مراثي ديونو ) للشاعر الالماني رلكة او رباعيات ت س اليوت نعم رأي هف دقيق ويطابق العصر الحالي فمع التقدم المذهل والتطور الكبير وعصر السرعة أصبح من الصعب تقبل النص الطويل لذا توجه الشعراء الى كتابة النص القصير ولكي يكون مادة دسمة تشبع الموضوع غدت فيه الصورة المختزلة بديلة عن الشرح أي انها كافية لتوضيح الكثير مستغنية عن السرد وتتضح الصورة عند الشلاه بتعبيره هكذا سنسمي مواليدنا والشوارع باسم الحروب المؤجلة الحسم استطاع ان يغني الموضوع ويكشف ان ظلال الحرب سأتكون حاضرة حتى على اطفالنا والشوارع التي من حولنا انه اشبه بالتنبيه من خطر يظهر من النسق الدلالي وازدحام في وضع لمسات للقادمين من بعدنا فالمراحل عليه ان تعرف ما هي الحرب
قبل عامين
لما احترقت الرحيل
تركت على دفتر اخضر صورتي
ثم امسكت فيها ملامح وجهي
وكنت الوحيد الذي يتمنى
اعادته في ثنايا الحدود
وابقيت حالي على حالي
لم تغير به غربيتي من مذاقي
وادمنت توقيت بغداد
في ساعتي
ثم اوثقته بوثاقي
وصرت اصرف كل الزمن
بوقت عراقي
يتفق بعض النقاد الى ان النص مجموعة علاقات خارجية وداخلية، بالإضافة إلى الموروث… فالنص عبارة عن تشكيلة إيقاعية تتكون من المفردة والصورة الشعرية المختلفة بقوتها ، ورؤيتها، حيث يعود الى إمكانية ما يصل لها المبدع في كابته على طول مسيرته اتجاه التجربة الحياتية
يعد الإبداع جانب مهم وحيوي في المنتج الشعري وهو الارتقاء بالضربة واختلافه عن الصورة الشعرية بقوته حيث ان هناك صور شعرية عادية لكن تظل صور لما تحملها من صفات وهناك ابداع وهو ما يتجوز به الكاتب نقسه والإبداع الفاصل بين الشاعر العادي والشاعر الكبير فنزار القباني وبدر شاكر السياب كلامهما من جيل الخمسينيات وكتبا ألعمودي والحر لكن بدر كبير ونزار مجرد شاعر ولفهم الابداع بشعر الشلاه نبحث ببعض النصوص يتمتع الأثر الأدبي بجوانب عدة في سياقاته كفكرة العمل والحالة الإبداعية التي تكون في الشعر وتعد أهم الجوانب ومن مقوماتها اختصار الفكرة ورعة الابداع فوجدوا الكثير من الشعراء في قصيدة النثر الحداثوية متنفسا لانها تعتمد على الإيجاز والتوهج. كما يذهب بهذا انس الحاج ومن صفاتها الاختزال والانزياح بصورها المضغوطة تقول الناقدة الفرنسية سوزان برنار ان قصيدة النثر +قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية؛. ومن خلال هذه القصيدة سوق الشعراء مشاريعهم
وطن لا ينام به النخيل
اذ تنثني بالنعاس العيون
وطن ليس يدري
سوانا هواه
اذا غلف العشق
صوت الحنون
وطن لا تبوح باوجاعه
لكننا نشتهيها
ونمشي
على صوته اذ ينادي
ولا نسال الادن
من يطلبون
وطن كلنا
والجنان منافي
ونشتاقه
يذهب كوهن الى ان منبع الشعر مجاز المجاز اي الخروج عن المألوف وصناعة لغة بعيدة عن المتعارف عليه ينطلق من خلالها الشاعر من فضاءات الواقعية الى عوالم الانزياح ليجعل منتجه الإبداعية يعيش في الساحة الأدبية، كما نلاحظ في تجربة الشاعر الشلاه حيث اعتمد آليات عدة في بناء نصوصه منها الخيال الذي يعد احد الأسس في صناعة لمادة وترقيتها لما يملكه من روعة في فتح أبواب التخيل عند المطالع يلعب الخيال في الأدب دور مهم حتى هناك ادب به ويعرف بالادب الخيالي أي انه منظومة واسعة خرجت منها روايات وادخل في كثير من الشعر والمسرح
كذالك مرات على روحها
اربعائي
ومر الرعاة على خيط احلامها
فر من فتحة في الكلام
الحياء
فلمت فطولتها لثغة
لثغة
ثم خاطت صباحاتها
من مسائي
كذالك
وانزلقت الى جسد من رياح
فضاعت متوني في سد الشين
ان وظيفة الكتابة عند الشاعر لا تحمل الطابع الفني الإبداعي الذي يصنع المتعة فقط بل ذو ابعاد فكرية فلسفية يحاول من خلالها إيصال مشروعه الإنساني بطريقة يجتهد فيها باذل كل قدرته على البناء والادب بصورة عامة رسالة توجيهية استخدمه الإغريق في التعبير عن مفاهيم أخلاقية وكتبه سقراط وافلاطون وارسطو وكان الاغريق يضعون مكان كبيرة للشاعر حتى قال سقراط وهو فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية ان الشاعر كائن خرافي او ضوء ووضع العرب للشعر مكانة مهمة وقالوا الشعر ديوان العرب وكانت القبيلة العربية اذا برز بها شاعر تحتفل وتجعله في المقدمة لانه سيف يدافع عنها وكان للرسول الكريم محمد ( ص ) نخبة من الشعراء يردون على كل من يهاجمه او يهاجم الإسلام ويوضحن المنظومة الإسلامية ووضع المجتمع في كل عصوره مكان مهمة للشاعر بدء من الاغريق الذي قالوا ان الاله تتقمص أرواحهم