كردستان تستعد لأيام عجاف مقبلة
السليمانية – عباس كاريزي:
في مؤشر جديد على تفاقم الازمة وحصول مزيد من التصعيد رفضت حكومة اقليم كردستان التجاوب مع القرارات التي اصدرتها الحكومة الاتحادية، التي تقضي بتسليم مطاري السليمانية واربيل والنقاط الحدودية في الاقليم الى الحكومة الاتحادية.
وزير النقل والمواصلات في حكومة اقليم كردستان مولود باوة مراد اعلن في مؤتمر صحفي عقده امس الاربعاء في اربيل، ان مطاري اربيل والسليمانية ملك لحكومة الإقليم، لانهما مستقلان وسيستمران في عملهما.
وقال باوه مراد في مؤتمر صحفي ان جميع الطائرات في العالم تدخل الاقليم في ظل رقابة من الطيران المدني العراقي، وادارة الطيران هي من تسمح بدخول جميع الطائرات الى الاقليم والعراق.
واوضح باوه مراد ان اي تعليمات تصدر من مطاري السليمانية واربيل يتم تنفيذها مثلما يتم تنفيذ التعليمات في مطاري بغداد والبصرة.
واضاف ان تسليم مطاري اربيل والسليمانية الى بغداد له علاقة بحياة آلاف الأشخاص والمنظمات الدولية، وله علاقة ايضا بالمطارات العسكرية، ومثال ذلك ان طيران التحالف الدولي يستخدمها واصبح المطاران موقعا رئيسيا لها.
واوضح وزير النقل بانهم على استعداد للتباحث مع بغداد حول أي مسألة تتعلق بالمطارات.
بدوره حمل السياسي المستقل العضو السابق في مجلس النواب العراقي الدكتور محمود عثمان بغداد واربيل المسؤولية في ما الت اليه الاوضاع بين حكومتي الاقليم والاتحادية، منتقدا في الوقت ذاته القرارات التي اصدرها مؤخرا مجلس النواب بالضد من الاقليم، الذي وصفه بانه تحول الى مجلس حرب، في ظل التصعيد الخطير الذي يمارسه ضد حكومة وشعب كردستان عقب اجراء الاستفتاء في 25 من الشهر الجاري.
واضاف عثمان في حديث للصباح الجديد، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي يقع تحت تأثير الخطاب المتشنج للجهات السياسية والشارع الذي توجهه الاحزاب السياسية، واردف «هناك مؤامرة تحاك ضد العبادي من قبل بعض الأطراف العراقية لإفشال مدة حكمه»، مؤكدا ان ما يقوم به مجلس النواب غير منسجم مع الدستور الذي لايسمح باصدار كل هذه القرارات ضد الاقليم.
واضاف عثمان ان الكرد ما زالوا لحد الان ضمن العراق ولم ينفصلوا عنه، لذا على الطرفين اربيل وبغداد البدء بالحوار للوصول الى صيغ معينة، للتفاهم بينهما، تمنع المزيد من التصعيد، مستبعدا ان تنفذ دول الجوار تهديداتها باغلاق الحدود، نظرا لوجود مصالح تجارية واقتصادية لهم في كردستان.
عثمان قال «لا يوجد طريق غير الحوار لمعالجة المشكلات، وان السبب الرئيس الذي ادى بنا الى الوصول الى هذا الوضع، نفاق الولايات المتحدة وتعاملها بوجهين مع اربيل وبغداد، لانها تحكي مع العبادي بنحو بينما تظهر وجها اخر للكرد، وتابع ان الجغرافية كانت دائما عدو لشعب كردستان، واردف «الا ان الوضع الان يختلف عن السابق الا انه لن يكون خاليا من المشكلات».
من جهته قال رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ان الاقليم لم يجر الاستفتاء كي يتم اعلان الحرب مع بغداد، وانما الاستفتاء كان للاظهار الى العالم موقف ورأي شعب كردستان، مضيفاً « الخطوة الثانية هي البدء بحوار مع بغداد لحسم الملفات العالقة».
وتابع في لقاء اجراه مع عدد من الصحفيين الاتراك في اربيل، نحن لسنا تهديدا بأي شكل من الاشكال لتركيا او غيرها من دول الجوار، نافياً وجود اي تعاون او تشابه بين الاطراف السياسية في كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني، مبيناً ان الاقليم لايؤيد او يدعم القتال بين العمال الكردستاني والحكومة التركية، وان كركوك خير مثال على التعايش والتأخي بين مكونات الاقليم، ووجه بارزاني نداء جديدا الى الحكومة الاتحادية للبدء بحوار جديد بين الجانبين.
وقال بارزاني «اذا تسألنا لماذا قمنا باجراء الاستفتاء اقول لاننا نتعامل مع هذه العقلية المتعصبة في البرلمان العراقي التي تعامل بعيدا عن اية اخوة او مواطنة او تعترف باية حقوق للكرد في العراق، وتابع «لقد اجرينا الاستفتاء لاننا نخشى من هذه العقلية» ولكننا ندعو الى الحوار والتفاهم، واذا ما وجدنا اي تصعيد من قبل الحكومة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها عندها لن نقف مكتوفي الايدي وسيكون لنا موقفا واضحا.
واضاف ان اغلاق دول الجوار للمنافذ الحدودية خطأ وهو لايصب في مصلحة الجانبين من شتى الجوانب، ولم يحدث شيء يهدد الامن القومي التركي يسترعي اغلاق الحدود، وان اللجوء الى هذا الاجراء سيخلف مشكلات واثار سلبية على سكان الطرفين من الجوانب الانسانية والتجارية.
وكان رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد وجه في خطاب القاه اول امس الثلاثاء ثلاث رسائل لبغداد ودول الجوار والمجتمع الدولي، داعياً الى الحوار مع بغداد، كأصدقاء ونكون جيراناً جيدين مبيناً ان الحوار هو السبيل الوحيد للوصول الى مستقبل افضل لكلينا.
واوضح بارزاني أن الاستفتاء ليس لفرض الامر الواقع ولا لتحديد الحدود، بل كان من اجل ان يعبر شعب كردستان عن رأيه في مصيره بنحو ديمقراطي وسلمي. مكرراً دعوته للحوار لمعالجة المشكلات القائمة، وقال « ادعو السيد حيدر العبادي وكل القوى والاطراف العراقية التي تؤمن بالحوار لعدم إغلاق باب الحوار لان الحوار فقط هو الحل ، والا فإن فرض اي عقوبة على شعب كردستان لن تكون اكبر تأثيراً من الانفال والقصف الكيمياوي والابادة الجماعية.