حركة التغيير رفضت المشاركة وعدّت آلية تفعيله إجراء غير شرعي
السليمانية ـ عباس كاريزي:
من المقرر ان يعقد برلمان كردستان أولى جلساته اليوم الخميس بعد تعطيله منذ قرابة عامين بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، على خلفية أزمة رئاسة الاقليم، ليصدر بدوره قانونا يمنح فيه الشرعية القانونية لاجراء الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 من شهر ايلول سبتمبر الجاري في الاقليم والمناطق المتنازع عليها.
اليومان الماضيان شهدا اجتماعات ومباحثات بين جميع القوى والأطراف السياسية تمحورت حول مبادرة من سبع نقاط قدمها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، لضمان مشاركة حركة التغيير والجماعة الاسلامية في جلسة البرلمان مقابل تقديم ضمانات باجراء الاصلاحات الادارية والسياسية والاقتصادية في الاقليم.
حركة التغيير التي تواجه موقفاً لاتحسد عليه بعد الضغوطات السياسية التي يمارسها الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني لثنيها عن التخلي عن جزء من شروطها والمشاركة في جلسة البرلمان، تخشى من جانب آخر خسارة دعم الشارع وجماهيرها من جهة اخرى، اذا اخفقت في تحقيق الاصلاحات الادارية التي وعدت بها وتمسكت بتنفيذها كشرط للعودة الى البرلمان ومجمل العملية السياسية.
عضو مجلس النواب العراقي القيادي في حركة التغيير كاوة محمد قال في تصريح للصباح الجديد ان مسألة الاستفتاء التي تبناها رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، ليست مشروعا وطنيا، وان توقيتها وآلياتها لم تأتِ ضمن السياقات القانونية المطلوبة، وتابع « ان هذا الاجراء لم يأتِ ضمن مشروع لبناء دولة وانما هو اشباع لرغبة وسايكولوجية شخص مسعود بارزاني.
وتابع ان هناك كثير من المعوقات التي تقف امام اجراء الاستفتاء والاستقلال، وفي مقدمتها عدم وجود ارضية سياسية واقتصادية مناسبة، فضلاً عن الرفض والاعتراضات الدولية والإقليمية والداخلية ما سيؤدي الى حصول المزيد من التوتر والتشنج بين المركز والاقليم، قد تصل الى حد الصدام، في المناطق المتنازع عليها، مبيناً ان بعض العقليات من الجانبين تحاول استغلال التشنج في تلك المناطق لتظهر نفسها على انها تدافع عن كردستان تقابلها عقليات ضمن العراق تحاول الاظهار بانها المحافظ على وحدة العراق وسلامة اراضيه معبرا عن امله في عدم حدوث صادم ومواجهات مسلحة بين الطرفين.
وتابع محمد ان هذه الازمة ستؤدي الى تأزيم العلاقة بين المركز والاقليم وستخلق مشكلات جديدة تقتضي من الطرفين حل المشكلات عبر الحوار والتفاهم، مؤكدا ضرورة فتح حوار بناء مع بغداد لامتصاص السخط الشعبي وقال «حتى وان تم الاستفتاء فان الطرفين بحاجة الى الحوار والتفاهم».
وقال كاوة محمد ان الاستفتاء المزمع اجراؤه في 25 من الشهر الجاري هو ليس مشروعا وطنيا ولايمثل استحقاق الشعب الكردي الذي قدم الاف التضحيات لضمان حق تقرير المصير، مبيناً ان ما يجري هو توظيف لهذا الاستحقاق لمصلحة مسعود بارزاني وعائلته وحزبه ما سيجر على الاقليم والعراق والمنطقة ازمات ومشكلات نحن في غنى عنها. وحول مشاركة حركة التغيير في اعادة تفعيل البرلمان اكد القيادي في حركة التغيير ان حزبه لن يشارك في تفعيل البرلمان وفقا للصيغة التي يريدها الحزب الديمقراطي ومن معه من الاطراف السياسية، مشيرا الى ان الحزب الديمقراطي يستعمل يريد تفعيل البرلمان ليكون اداةً بيده لتمرير القضايا والاجندات الحزبية وليس احتراما للمؤسسة التشريعية والقانون.
واكد محمد ان الاقليم يفتقر في الوقت الراهن الى اية مرتكزات او اسس لبناء الدولة، انما هي نزوة من قبل بارزاني ليدخل التاريخ على انه اول شخص بعد القاضي محمد سعى لبناء دولة كردستان، مشيرا الى ان بارزاني ليس رجل دولة وانما هو رجل سلطة فقط.
ودعا محمد الى تأجيل الاستفتاء الى ما بعد الانتخابات العراقية والبدء بحوار مع الحكومة الاتحادية حول المشكلات العالقة، وهو ما عدّه الحل الامثل لتدارك المشكلات المتوقعة في الوقت الراهن، والعمل على بناء المؤسسات والبنى التحتية عند ذاك يمكن التفكير باجراء الاستفتاء.
الى ذلك اكدت مصادر مطلعة للصباح الجديد ان ايران والولايات المتحدة حذرتا قيادة الاقليم من الذهاب الى اجراء الاستفتاء وتجاهل الاعتراضات المحلية والإقليمية ما من شأنه ان يعرض مستقل العراق والمنطقة الى الخطر. واضافت المصادر ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني زار الاقليم خلال الايام القليلة الماضية وقال لزعماء الاقليم بكل صراحة، ان بلاده ستدير ظهرها للإقليم وستبدأ بغلق الحدود وقطع المياه، وفي حال حدوث مواجهة عسكرية بين بغداد واربيل ستدعم طهران بغداد ولن تقوم باية وساطة لمنع او اعتراض اية صدامات بين الجانبين فيما لو استمر الاقليم في اصراره على اجراء الاستفتاء.
وتابعت المصادر ان السفير الاميركي لدى العراق اعلن من جانبه خلال آخر زيارة قام بها الى الاقليم ولقائه بعدد من الاطراف السياسية بضمنها حركة التغيير، عن موقف بلاده الرافض لاجراء الاستفتاء.
وقال اسماعيل نامق عضو المجلس الوطني في حركة التغيير ان السفير الاميركي دوكلاس سليمان، الذي زار حركة التغيير الاثنين المنصرم برفقة وفد اميركي رفيع المستوى طالب بتأجيل الاستفتاء، لما بعد الحرب على داعش، ومعالجة مصير المناطق المتنازع عليها، وانه عبر عن خشيته من حصول حرب و صدامات بين المركز والاقليم قد تمتد لمناطق اخرى في المنطقة، مشيرا الى ان السفير الاميركي هدد بقطع جميع المساعدات التي تقدمها بلاده للكرد في حال الإصرار على إجراء الاستفتاء من دون مراعاة المعطيات والعوامل والاوضاع الراهنة في العراق.