مع ظهور بوادر أزمة جديدة بين بغداد والإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
مع دنو الاستفتاء من الايام الاخيرة قبيل اجرائه في 25 من الشهر الجاري واصرار رئيس الاقليم مسعود بارزاني على عدم تأجيله برغم كل التحذيرات والمعارضات الاقليمية والدولية، تشهد المناطق المتنازع عليها حالة من التوتر وعدم الاستقرار السياسي بعد اصرار الاقليم على شمولها بالاستفتاء.
فبينما حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من أن الإقليم سيحارب أي مجموعة، تحاول تغيير “الواقع” في كركوك بالقوة، وان كركوك يجب أن تكون رمزا للتعايش بين كل الأعراق، وصفت النائبة عن كتلة التغيير في مجلس النواب العراقي شيرين رضا، الاستفتاء الذي سيجري في اقليم كردستان في الشهر الجاري بالـ الانتحار للشعب الكردي.
وقالت شيرين رضا في تصريح إن عدم مشاركة التغيير ليس انقلابا وإنما هو تعديل لمسار خاطئ تسلكه الحكومة الكردية التي تصر على رأيها في اجراء الاستفتاء وهو ما ترفضه التغيير وتطالب تأجيل الاستفتاء في الوقت الحاضر لان إقليم كردستان لا يملك الأرضية المهيأة لإجراء الاستقلال حاليا وان الوضع غير مستقر سياسيا وامنيا واقتصاديا.
وتابعت ان موقف التغيير واضح وصريح، ووهو يدعم تفعيل برلمان كردستان بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية، مضيفة ان اجراء الاستفتاء سيكون كارثيا على شعب كردستان من دون مراعاة العوامل والتوافقات الاقليمي والدولية.
وكان رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد قد حذر بدوره من أن إجراء الاستفتاء حاليا سيؤدي بالاقليم نحو عدم الاستقرار و”سيجلب حروب مصالح الدول إلى إلاقليم”.
وقال محمد في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه خلال استقباله السفير الايطالي في العراق ماركو كارنيلوس ان إجراء الاستفتاء حاليا سيؤدي بالاقليم نحو عدم الاستقرار وسيحول قضايانا الى المستوى الإقليمي وسيجلب حروب مصالح الدول إلى إقليم كردستان”.
لافتا إلى أن “تلك المشكلات بدأت بالظهور في المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الاقليم”.
واضاف محمد، أنه “كان من الأفضل إتخاذ قرار إجراء الاستفتاء من قبل ممثلي الشعب داخل البرلمان واصدار قانون خاص به لذلك ان إجراء الاستفتاء حاليا سيؤدي بمستقبل منطقتنا نحو عدم الاستقرار”.
محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي يتهمه زملاؤه في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بانحيازه مؤخرا نحو سياسة وتوجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وابتعاده عن مراعاة التوازن بين مكونات المدينة في اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بكركوك، اشار من جانبه الى أن عملية الاستفتاء لن تؤثر على التعايش الأصيل بين أهالي المحافظة.
وأضاف بيان لمكتب محافظ كركوك أن “كريم أكد أن عملية الاستفتاء التي من المزمع اجرائها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري لن تؤثر على التعايش بين أهالي كركوك، مشيراً إلى أن التعايش والسلام وترابط أهالي كركوك الذي كان ومازال الركيزة الأساسية لدعم الاستقرار ومساندة القوات الأمنية لذا لن يتأثر من خلال أصوات البعض الذين يحاولون استغلال إجراء الاستفتاء لتعكير روح التآخي بين الكركوكيين”.
وعلى صعيد موقف الاقليم من اجراء الاستفتاء في إقلیم کردستان جددت ايران تمسكها بوحدة اراضي العراق وسيادته واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان بلاده تسعی بکل ما فی وسعها لمنع حدوث بعض الأزمات التی من شأنها أن تکون خطیرة ومدمرة فی ظل العلاقات الجیدة التی تجمع بینها والأکراد والحکومة المرکزیة والوجوه العراقیة.
وتابع قاسمي فی مؤتمره الصحفي الأسبوعي فی إشارة إلی طلب رئیس اقلیم کردستان العراقي مسعود بارزاني من إیران للمساعدة علی حل الخلافات بین أربیل وبغداد، “بأننا نرغب فی أن تستمر المفاوضات التی انطلقت منذ الماضي بین اربیل وبغداد وأن تجني ثمارها الإیجابیة”.
حركة التغيير اكدت مجددا بان المساعي التي تبذل لاعادة تفعيل برلمان كردستان لاضفاء الشرعية على قرار اجراء الاستفتاء عقيمة ولن تجدي نفعاً، وتابع مسؤول في الحركة رفض الافصاح عن اسمه للصباح الجديد ان الحركة لن تشارك بتفعيل برلمان كردستان باي صورة كانت، مضيفاً ان التغيير وصلت الى قناعة بان الاتحاد الوطني والديمقراطي ليسا مستعدين لتنفيذ نقاط حركة التغيير، لذلك فان التغيير لن تشارك باي شكل من الاشكال بتفعيل برلمان كردستان.
بارزاني يلوّح باستعمال القوة من أجل إجراء الاستفتاء في كركوك
التعليقات مغلقة