تنسى الكثير من الاطراف السياسية في العراق في خضم المناكفات وتبادل الاتهامات الابعاد الخطيرة لعدد من الملفات المهمة ومحاولة تدويلها اقليميا ودوليا وسلخها من محيطها الوطني وتنبع خطورة هذه الملفات بامتداد اذرعها وتشابكها مع مصالح دول اخرى او ارتباطها بمصالح دينية او قومية او مذهبية، واذا لم يعي بعض المتحمسين في الداخل للنتائج المترتبة من التدخلات الخارجية فان الساحة العراقية مقبلة على صراع جديد يرقى الى مستوى الحرب الاهلية وسيكون ثمنه باهضا على ابناء العراق، وسيشكل محنة جديدة وعبئا ثقيلا مضافا الى الاثار الكارثية التي حلت بمدن العراق بعد احتلالها من عصابات داعش الارهابية ومن المهم التذكير بان مصالح بعض الدول الاقليمية ودورها التخريبي في العراق على مدى السنوات الماضية تم توظيفها وتفعيلها من قبل مجموعات تعمل داخل العراق بغطاء سياسي، وقد اساهمت هذه المجموعات الى حد بعيد في تعميق الهوة بين فئات الشعب العراقي وعمدت على استغلال كل الفرص لترسيخ الاستقطاب الطائفي والقومي والمذهبي بتشجيع ودعم دول راعية لهذه المهمة وشكل الارهاب وحركته داخل العراق معلما واضحا من معالم هذا التدخل وقد اجتهدت هذه المجموعات ومن ورائها الدول الداعمة لها في التخفي وعدم ترك اية بصمات لهذا الدور رغم بروز القرائن والادلة المادية والمعنوية الكثيرة التي تفضح المشاركين في محاولات ايقاف خروج العراق من مستنقع الفوضى الذي اريد ويراد له ان يستمر او يطول …اليوم يبدو ملف الاستفتاء في كردستان ملفا مرشحا لصراع جديد في هذا الوطن وتتقافز حول هذا الملف مجموعات ودول تمتلك ادوات الشيطان وتنادي بالتبارز والتناحر وتدفع باتجاه جذب السلطة الاتحادية المركزية في العراق واحزاب السلطة في كردستان للدخول في نفق مظلم وصراع جديد او حرب جديدة وقودها ابناء الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان وبقية الطوائف الاخرى ومالم يتم التروي واحتساب الخطوات في معالجة هذا الملف وابعاد اية محاولات لتدويل استقلال كردستان فان الاطراف الرئيسية التي تمتلك مفاتيح الحل لهذا الملف ستجد نفسها في دوامة جديدة من الفوضى لربما تزيد خطورتها على كل التحديات التي واجهها العراق بعد 2003 وفي ثنايا هذا الملف تبرز صفحات معقدة تحتاج الكثير من الجهود والمبادرات لحلها بشكل منصف وعادل وفي مقدمة ذلك قضية كركوك التي لاتزال ميدانا واسعا لتبادل التهديدات والاتهامات يتماهى معها ملايين العراقيين عبرمواقع التواصل الاجتماعي وتغيب فيها اية مبادرات حقيقية في اعلى هرم السلطة.
د.علي شمخي
مشروع لصراع جديد !
التعليقات مغلقة