في جلسته نصف الشهرية
إعلام المركز
أجواء من الصراحة والمهنية هيمنت على أمسية المركز العراقي للتنمية الإعلامية في ندوته النصف شهرية في قاعة عيون بغداد، ضيّف خلالها رئيس التحالف الوطني ورئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم بحضور نوعي ونخبوي من السياسيين والمثقفين والإعلاميين بينهم المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء د.مظهر محمد صالح ومستشار رئيس الجمهورية امير الكناني ورئيس شبكة الإعلام العراقي د. علي الشلاه وجمع كبير من الوجوه السياسية المعروفة.
ورحب رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية د. عدنان السراج بالضيف والحضور الكريم ملمحا الى ان الشراكة الوطنية يجب ان تتعمق بين مفاصل الدولة عبر هذه اللقاءات التي تجاوز بها المركز نحو 25 لقاء، ضيف خلالها الكثير من الشخصيات المتنفذة وخرج بحصيلة تقرير نصف سنوي، موضحا ان تلك اللقاءات ليست إسقاطا للتكليف او إظهارا للبهجة، بل هي شراكة حقيقية بين هذه النخب وبين الاعلام بغية الوصول الى مرحلة الاقناع، املا في ان تصل الى مستويات عالية خلال الاستبيان المزمع إجراؤه قريبا لغرض الوصول الى نتائج حقيقية.
واشاد السراج بالنصر الكبير في مدينة تلعفر، مؤكدا على ضرورة الالتفات الى عائلات الشهداء الذين صنعوا هذه الانتصارات ، كما رحب في الوقت نفسه بـ»انفتاح العراق على محيطه العربي و الدولي».
رئيس التحالف الوطني العراقي السيد عمار الحكيم بدأ حديثه بشكر المركز العراقي للتنمية الاعلامية ورئيسه د. عدنان السراج على هذا اللقاء المميز، مشيرا الى ان كسر الحواجز بين المكونات هو السبيل الامثل لتحقيق الاستقرار في العراق ، مشددا على اهمية تحديث الخطاب واصلاح التعليم وتقديم الخدمات والاصلاح الاقتصادي، في حين لفت الى ان تياره يرفع شعار الخدمة وتمكين العقول من دون الرجوع الى الولاءات الحزبية والطائفية وانما الاولوية للاقدر والاكفأ ، مبينا في الوقت ذاته على ان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سيبقى الاقرب لتياره.
الحكيم المح الى ان البلد انتقل من مرحلة الحرب الى مرحلة السلم وتفكير المواطن يختلف بين المرحلتين.. فاذا كان العام 2003 عام اسقاط الدكتاتورية وانبثاق النظام الديمقراطي .. فبالامكان تسمية مرحلة 2018 انتقال من تأسيس الديموقراطية الى ترسيخها وبناء الدولة الوطنية على وفق خطوات وسلوكيات معدة للمرحلة المقبلة هدفها طمأنة الجميع.
وتابع الحكيم اليوم وبعد مرور 14 عاما، حصل تطور كبير للمجتمع العراقي.. يحتم علينا ان نراجع ونستعد للدخول في مرحلة جديدة واستحقاقات واسقاطات جديدة في المشهد الاجتماعي والسياسي العراقي بعد الانتصار ، علينا ان نعيد لتأهيل القوى السياسية وانفسنا بما ينسجم ومتطلبات هذه المرحلة.
واشار الحكيم الى ان انبثاق تيار الحكمة الوطني هو عملية ولادة جديدة للتعاطي مع المستحقات الراهنة، عادا المجلس الاسلامي بالماركة السياسية الممتدة الى اربعين عاما، قدم خلالها الكثير من الشهداء، ويمتلك قواعد سياسية قوية ، بيد ان متطلبات المرحلة دعت الى الذهاب نحو خطوات جريئة ، تتناسب مع مرحلة ما بعد الانتصار، ونتيجة لعدم تطابق الرؤى، خلصنا الى البدء بانفسنا، ومن هنا جاء الانبثاق لتيار يحمل اسم «تيارالحكمة الوطني».
وعرج الحكيم على ان الخروج من المجلس الاعلى لم يكن بحثا عن الادوار، انما كان قراءة لمتطلبات المرحلة وطبيعة المنهج والخطاب المطلوب، ولم يكن ردة فعل ولم يكن نتيجة صراع اجيال كما يعبر البعض ، انما المشكلة في طبيعة الانسجام مع هذه القراءة.
وعدّ رئيس التحالف الوطني في كلمته ان كسر الحواجز بين المكونات العراقية وجمعها على مشروع وطني عابر للمكونات هو السبيل الامثل لتحقيق استقرار العراق ، ملمحا الى ان مفردة الحكمة هي مفتاح الحل لتوفير كل العناصر والمقومات لبناء بلد قوي مع نفسه ومحيطه ، منوها بوجود العديد من الاولويات التي يعمل التيار على تحقيقها بنحو جاد للوصول الى الكتلة العابرة للطوائف.
وتابع الحكيم .. بالحكمة نبتعد عن نظام المكونات ونعمل على نظام الوطن للجميع، وهو ما يحتاج الى بذل جهود مضاعفة لرفع المواطن الى المركز الذي يستحقه ، مضيفا ان التيار يسعى مع بقية التيارات ليكونوا بنفس واحد ضد الحواجز وكسرها، من اجل الولاء لعراق جديد متناسيا للماضي الذي لا يتم الا من خلال فتح صفحة جديدة مع الجميع، عدا من تلطخت ايديهم بالدماء، وهي مسؤولية القضاء لينال منهم بقرارات عادلة.
وفي اشارته لسبب اختيار عنوان تيار «الحكمة الوطني» اوضح الحكيم ..هو تيار يجمع المنضوين تحته ويبتعد عن الانغلاق الحزبي، وهو وطني يتحرك على مساحة الوطن ويتسم بالحكمة ، لأن ما يحتاجه العراق اليوم هو الحكمة كمفتاح لحل المشكلات السياسية والامنية والخدمية من دون تجاوز الثوابت الاسلامية ، لافتا الى ان التيار يرفع شعار الحكمة بغية تمكين العقول الراقية من اخذ ادوارها في بناء العراق، لأ نها الرصيد الفعلي .. فيما تم اختيار مفردة «الوطني» اشارة للتعبير عن فتح نافذة الانتقال الى رحاب جديدة تردم الفواصل والفجوات والجدران التي وضعناها لانفسنا نتيجة الواقع الذي فرض، والاجندة التي لعبت دورها في ارباك المشهد العراقي وجعل العراقيين بعضهم بوجه بعض ، مشددا على ضرورة كسر هذه الحواجز والعودة الى رحاب وطن يلملم الجراح .
وشدد الحكيم على اهمية حضور المرأة في البرلمان وتمكينها من المشاركة بقطاع التعليم فضلا عن تمكين الشباب للحصول على ادوار تتناسب مع حجمهم المجتمعي ، مبينا ان المؤتمر العام للتيار يسعى لتمثيل جميع المكونات مع نسبة محددة للنساء.
وبخصوص مشروع التسوية الوطنية قال الحكيم ان المشروع ليس لي وحدي او مشروع المجلس الاعلى في ذلك الوقت، انما هو مشروع التحالف الوطني وضعناه معا واجمعنا علية وتبنيناه وسلمناه للامم المتحدة وعرضناه على القوى الاخرى ، مؤكدا انه الوقت المناسب للمضي في تنفيذ تفاصيله، لاسيما ان القوى السياسية والمجتمعية في المكونات الاخرى جاهزة لأن تتفاعل معه ، وتابع بالقول نحن حريصون على ان الحكومة العراقية هي من يجب ان ترفع راية المشروع ، ويبقى دور الامم المتحدة متمثلا ببعثة «اليونامي» دورا داعما واسناديا وهو ماحصل، حيث تبنت الحكومة المشروع بنحو مباشر، والبعثة دعمته والقوى السياسية تفاعلت معه، وبالامكان الوصول الى نتائج جيدة نتيجة للحماس في دفع المشروع الى الامام.
وبشأن تسمية المشروع بهذا الاسم اوضح الحكيم الاسباب والابعاد والنتائج قائلا ان تلك التسمية نابعة من ابعاد سياسية ، مجتمعية ، امنية ، اقتصادية ، تنموية وخدمية ، فهو سلة من الحلول المطلوبة للعراق مابعد الانتصار، حيث بذلت جهود كبيرة في صياغته متوائما مع الدستور والسياقات والاطر العامة التي وضعت له في ادارة الدولة ، ملمحا الى ان تلك الخطوات كفيلة بتطمين الشارع العراقي ودفعه بنحو اكثر فاعلية في الانتخابات المقبلة ، ليصنع ملحمة جديدة ويمنح الثقة لمن يراه ملائما ومناسبا ، شريطة ان يكون امام فريق قادر على الوقوف ويستطيع من تنفيذ البرامج.
واشار الحكيم الى ان البلد اليوم بحاجة الى برامج خدمية محددة تقدمها القوى السياسية للشعب بحالة رقمية واضحة ، بمعنى ان يقول كل كيان ماذا سيقدم الى البلد والى الشعب، مفضلا عدم الغرق في قوائم طويلة فيها حديث عن كل شيء، املا في الوقت نفسه ان تكون الكيانات ملزمة بتقديم 5- 7 نقاط، لامكانية هذا التوجه من المحاسبة كونه معززا بادوات رقمية واضحة، يرافق ذلك انه سيجعل من القوى السياسية عابرة للمكونات، قريبة من بعضها، وقوى اخرى لديها برامج تفرز لا على اساس المذهب والقومية ، وانما على اساس الاولويات وتقديرات الامور لبناء الدولة ، وهو ما يكرس التوجه الوطني المطلوب .
اعقب حديث الحكيم فتح باب المناقشات، اذ اغنت الاسئلة والمداخلات المثمرة فحوى الجلسة، ما ادى الى خلق اجواء طيبة اضاءت القاعة بالصراحة والاجابات الدقيقة للضيف، إذ ساد الامسية الق الود ومعنى الوطنية.
وبشان مجمل الاستفسارات والأسئلة التي طرحت في اثناء الجلسة ، اجمل رئيس التحالف الوطني الاجابة عليها والوقوف عند البعض منها ، حيث اجاب الحكيم على سؤال: هل من رؤية لنظام رئاسي؟ قائلا نظام رئاسي في دولة ضعيفة وهشة سيخلق دكتاتورية جديدة، بمعنى ان اي شخص يتسلم زمام الامور، ولو كان محصنا في مثل هكذا دولة سيتحول الى دكتاتور، مستدركا .. اما اذا كان الامر في دولة قوية ونظام رئاسي قوي، حينذاك يكون ذلك ممكنا ، مواصلا .. العراق مازال غير قوي، ممكن بعد مدة سيكون ذلك ممكن.. حينما تكون مؤسسة الدولة اقوى من الرئيس ويتكاسرون، حينذاك ينكسر الرئيس وتبقى الدولة.. لكن ان نربط مصير شعب ودولة بشخص اي كان ليس من مصلحة البلد.
وابدى الحكيم استغرابه حول سؤال يتعلق بالتنافس الايراني الاميركي في الساحة العراقية ؟ بالقول انه كان على الساحة منذ مايربو على 14 عاما وتماشينا معه.. وقلنا لنجعل مصلحة العراق قبل كل شيء… ومصلحة العراق ان نكون مع علاقة طيبة مع دولة جارة لدينا معها مشتركات ثقافية واقتصادية وكثير من المصالح.. اليوم في حربنا مع داعش، قامت الجمهورية الاسلامية بخطوات جبارة وكبيرة.. اما التحالف الدولي فقد قام بطلعات جوية وصرف المليارات، هذه العلاقات افادت وخدمت العراق .. نحرص دائما على ان تكون علاقاتنا جيدة ومتوازنة مع كل الدول المجاورة بما يخدم مصلحة العراق.. والتي تحتم ان تكون لنا علاقة طيبة مع ايران ومع المجتمع الدولي ككل.
وحول استفسار يخص محاسبة المفسدين من قبل قياداتهم الحزبية، لاسيما القضية التي اثيرت حول محافظ البصرة ماجد النصراوي؟ اجاب الحكيم:
– اذا كانت قيادات في الدولة.. الدولة هي من تحاسبهم، او اذا كانت خارج الدولة فلدينا لجانا انضباطية من القوى السياسية تحاسبهم على موقف معين.. قضية محافظ البصرة الاسبق ماجد النصراوي .. معروف عنه تاريخيا النزاهة ولسنين حتى مع من كان يخالفه في الجوانب الادارية، لم يتحدث عن نزاهته قيد انملة.. في الاشهر الاخيرة وبعد ما حصل.. ارسلنا في طلبة واخبرناه بما وجه له من اتهامات.. وسألناه ان كان يعلم ام لايعلم … نفى بشدة ان يكون متورطا… بعد ذلك وصلتني وثائق من بعض من كان يتعامل معهم سابقا.. ويبدو انهم اختلفوا مع بعض في شيء .. وكونه اختلف معه وسلمني تلك الاوراق هذا لا يعفيه ولا يعني انه بريء من هذه الاوراق.. الدوافع اي كانت تحتاج الى وثيقة… شكلنا لجنة داخلية ذهبت.. حققت.. ولم تستطع اثبات شيء حتى قيل ان بعضها مزور .. طلبت من رئيس هيئة النزاهة حسن الياسري متابعة ذلك، وشكلنا لجنة لبحث هذا الملف.. ووضعناه بكامل تفاصيله تحت تصرفهم باعتبارهم هيئة نزاهة، لديهم محققين وسياقات للبحث عن الحقيقة.. نحن طلبنا البحث عن الحقيقة اذا كان الرجل برئ او متورط.
واعرب الحكيم عن اسفه حيال ذلك قائلا انا كمسؤول تيار وان يكون المتورط احد رجالي، ذلك يؤلمني جدا .. انا لا اتعامل مع انبياء بل بشر، لا يمكن لجهة سياسية ان لايظهر فيها فاسد.. انا لا اتهم الرجل حتى تظهر نتائج التحقيق.. ونلتزم بها.. لكن مايحزن بنحو عام ان تعتمد على انسان طيب ثم يظهر في يوم من الايام عكس ذلك.. اذا تدخلت وضغطت على القضاء وعلى الاجهزة بان تحمية خلاف الحق، ذلك غير ممكن.. اما ان تدعم الحكومة والاجهزة الرقابية حتى يتبين فساده، هنا تكون قد اديت ماعليك.
مسترسلا احيانا يكون الانسان نظيف، لكنه يتلوث بالتدرج لوجود مافيات، هدفها تلويث الاخرين لتستفيد منهم.. هناك مئات القصص في اجهزة الدولة تحت هذا المضمار.. المهم ان لا نغطي على فاسد واذا كان هنالك أي مؤشر فساد وصل لنا نتخذ موقفا صارما.
اليوم طلبنا من كل من ارد ان يرشح ان يقدم لنا تزكية حتى نطمئن ان ملفه نظيف وبالتالي ندفعه لمواقع المسؤولية.
وفي معرض رده عن سؤال ماذا عن ملاحقة المسؤولين بالمساءلة والعدالة؟ بين الحكيم ان ذلك مسؤولية القضاء ، يجب ان تحول المساءلة والعدالة للقضاء ، متابعا» نحن نقدم هدية مجانية لحزب البعث ، اذا لحقنا هذا وذاك كونه انتهى من دون رجعة.. نعم كان هناك اناس مضطرون ان يسجلوا في لحظة في حزب البعث.. لا يجب ان نغالي ونخوف الناس.. هناك ضرورة للتفريق بين حزب البعث كفكر شوفيني محظور، وبين اناس بعثيين غير مسيئين ممكن ان نعطيهم الفرصة للعودة.
وفيما يتعلق بامكانية تشكيل تحالف وطني في ظل اصطفافات مذهبية وقومية.. افاد الحكيم قد لا نستطيع ان نحقق كل الطموح في وقت واحد، ولكن علينا ان نخطو هذه الخطوة ونتبعها بخطوات ، وحول امكانية ان تتحقق الانتخابات في موعدها؟ اجاب نحن حريصون جدا على ذلك، وفي الاجتماع الاخير مع السيد رئيس الوزراء تحدثنا حول هذا الامر، وكانت الحكومة مصرة على ذلك.. فاذا كانت الحكومة مصرة وكذلك اللقاءات الدولية تساعد على ذلك.. يجب ان لا نتردد، فالديمقراطية يعني انتخابات واذا اجلت الانتخابات او اخرت لاي سبب من الاسباب والمبررات او الاعذار سيؤثر ذلك سلبا.. يجب ان نحرص على اجراء الانتخابات في موعدها دون تسويف او تأجيل يوم واحد.
وفيما يخص سؤال: لماذا تطرح مشاريع تؤثر على رصيدك الانتخابي؟ اوضح رئيس تيار الحكمة قائلا ، حينما نقرأ ما سيجري في لحظة.. ولو اخذ بكلامنا في مبادرة «انبارنا الصامدة»، ولو ضخ مليار دينار لاربع سنوات لتلك المبادرة.. لما وصلنا الى المليارات التي وصلنا اليها اليوم.. دفعنا الكثير من المليارات وازهقت الألاف من الأرواح لمنتسبين، ونزفت ملايين من البشر.. ومعاناة هؤلاء لا تقدر بثمن.. هكذا قرأنا ووجدنا في هذه اللحظة ان نتخذ هذه الخطوة حتى نوقف النزيف، هل كنا مصبين ام لا؟… لازلت اعتقد بان تلك الخطوة قادرة على ايقاف النزيف لو اخذ بها يوم التسوية الوطنية.. القتال مع داعش يتطلب التوحد والعالم كله يصطف معنا.. اما ان ندخل في مشاحنات مع بعضنا، العالم يرفع يده عنا.. ليس هناك خيار غير التسوية.. نحن لانرى انفسنا مراهقين ولا مقاولين في السياسة، لنا تاريخ منذ العام 1917 عندما تصدى الامام عبد المحسن الحكيم امام الغزاة البريطانيين والى العام 2017 ، وسنبقى نؤسس ليأتي الاخرون ويوصلون مابدأناه.
و عن مدى اعتماد السلوك الديمقراطي داخل تيار الحكمة؟ اوضح ، نعتمد كل السياقات الموجودة في الانتخابات والمؤتمرات والذي ينتخب رئيسا لهذا التيار معتمد سياسيا.
وفي سؤال حول المرجع الديني الذي يعتمده تيار الحكمة، انبرى الحكيم قائلا الامام السيستاني هو المرجع المعتمد لنا في هذا التيار وهو من نقلده .. حينما يبين سماحة الشيخ نحن نلتزم ولانلزمه بشي نحن ننفذ ما يقوله.. هو عماد الاسلام، وكان حريص على جميع المكونات، ولم يسئ بكلمة او موقف الى اي من المكونات.
وحول برنامج التيار لمكافحة التطرف والالحاد.. افاد الحكيم ، الجانب الثقافي هو من يعالج التطرف … فيما الجوانب الاخرى الصراع السياسي المحتدم.. الصراع المذهبي والطائفي والتحريضي… ضعف الخدمات.. الفقر .. الفاقة والحرمان كلها امور تتفاقم لخلق حالة من التطرف باتجاه الغلو والالحاد.. فلا يمكن معالجتها الا بسلة من المعالجات.
واردف ، في الحروب و حالات عدم الاستقرار السياسي تظهر مدارس الزندقة والفقر والالحاد والتاريخ في العصر الاموي و العباسي يظهر لنا انه في اوقات الحروب تكثر هذه المدارس .. وعلى العكس من ذلك اذا كانت الدولة قوية فالامور تستقيم.. البلد اليوم في ظرف هش بعد حرب دامية طويلة الامد استنزفت الكثير.. تعد تلك الامور من العوارض الطبيعية للظرف الذي نعيشه والتي ستعود الى نصابها بمجرد تجاوزه.
وبشأن وضع تيار الحكمة الجديد؟ قال انه ولادة جديدة، ليس انشقاقا .. نحن قررنا ان نعلن مجلس كان بامكاننا ان ناخذ المجلس ونمضي فيه لكن احتراما لاخواننا .. اعطيناهم المجلس وخرجنا لنشكل كيان اخر .. ولادة جديدة لمشروع جديد بالملامح التي تعرفون.
وشدد الحكيم في اجابته عن سؤال: هل تيار الحكمة توريث؟ قائلا ، بالطبع ولادة .. تأسس التيار قبل شهر اين التوريث!؟ لو كان في المجلس الاعلى لقلنا ممكن .. لكن هنا لايمكن القول انه توريث … هناك حقيقة ان التيارات السياسية العالمية مبنية على اساس الرمزية، بينما هناك تيارات سياسية اخرى تبنى بنحو مؤسساتي وغيرها، وهناك مثلا في اميركا التي يربو تعدادها على 300 مليون نسمة وهي مدنية وتخلو من القبائل والعشائر وجلهم مهاجرون، نجد آل بوش يحكمون اميركا مايقارب 16 عاما .. وأل كلينتون حكموها 8 اعوام وكادوا ان يحكموها ثمانية اخرى .. ومطاراتهم تسمى باسماء رؤساءهم مثلا بوش وكندي الخ .. فهناك كما قلت رمزيات .. هذه باكستان فيها عائلة بوتو وفي الهند نجد عائلة غاندي .. ليس عيبا ان تكون هناك حالة رمزية معينة وتلتف الناس حولها .. فلا يجب ان نبالغ ونقلق كثيرا من هذه المظاهر الموجودة في انحاء العالم .. شئنا ام ابينا . ففي القرآن الكريم (ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين).
وحول المتغيرات في العلاقات الخارجية قال هناك متغير في العلاقة مع دول الجوار .. الابواب التي كانت موصدة الان اصبحت مفتوحة .. فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح .. العراق يجب ان يتواصل مع الدول العربية ويجب ان يمتلك علاقات جيدة معها وان يستثمر فرصة فتح الابواب لبناء علاقة طيبة وان يسهم في حل المشكلات بين دول الاقليم.. كما يفترض ان يلعب دورا فاعلا في حل التوتر بين دولتين جارتين مثل السعودية وايران .. سلطنة عمان مثلا لعبت دورا كبيرا في العلاقة الاميركية الايرانية وتلعب دورا في الملف اليمني .. نحن في العراق يجب ان ننهي ازمة الثقة بالنفس وان ننفتح على المحيط الاقليمي.
وعن دعوة زيارته الى السعودية اوضح الحكيم وجهت لنا دعوة لزيارة السعودية .. لكن الان الوقت غير مناسب لتلبيتها .. نحن في اوائل خطواتنا في تأسيس التيار الجديد .. ولدينا مهمات عمل كبيرة .
وكدأب المركز على تكريم الوجوه المتميزة والمبدعة، وبعد تكريم رئيس تيار الحكمة بدرع المركز، طلب السراج من السيد الحكيم المشاركة في حفل توزيع دروع الابداع ، اذ كرم كل من الراعي الرسمي لهذا البرنامج كريم الشمري والمحلل السياسي عبد الكريم خلف وخليل صاحب الحلي لدعمه المتواصل للمركز فضلا عن تكريم الاعلاميين اسامة السعيدي، جاسم الموسوي، نجم القصاب، سامي الجيزاني، صباح زنكنة ، مناف الموسوي ومحمد الفيصل، فضلا عن تكريم العضو عبد الزهرة الطالقاني الذي وافاه الاجل خارج العراق.
ادار الجلسة كل من الدكتور عبد الامير الاسدي عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية والدكتور حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حيث انبرى د. الاسدي باستعارة مشهد في زمن رئيس وزراء العراق انذاك نوري سعيد الذي لم يكن اسلاميا ولا يمارس العبادات، لكنه كان حكيما وقادرا على وأد الفتن، بحسب كتاب « الوزارات» لـ عبد الرزاق الحسني قائلا ، بني جسر يربط بين الكاظمية والاعظمية وعندما اكتمل الجسر وصلوا الى مرحلة التسمية ، اهالي الكاظمية طلبوا تسميته بجسر الامام موسى الكاظم علية السلام، فيما طالب اهالي الاعظمية بتسميته جسر الامام ابو حنيفة النعمان ، مبينا ان الفريقين كانا على حق كون الجسر ذو ضفتين احداهما على الكاظمية والاخرى على الاعظمية.
واشار الى ان تسميته بجسر الائمة كانت نابعة من حكمة نوري سعيد والتي نحن اليوم بامس الحاجة اليها ، متابعا .. مرحلة مابعد «داعش» فيها متغيرات متصاعدة وسريعة، هناك خارطة سياسية وازمات ومواقف وانفتاح على دول العالم، وهذه كلها مسؤوليات كبيرة نأمل من التيار ان يكون اهلا لها.